القدس المحتلة / سما / ذكرت صحيفة "يديعوت احرونوت " ان القيادي بالجناح العسكري لحركة حماس احمد الجعبري كان من اهم الشخصيات الحمساوية التي عارضت بقوة اطلاق سراح الجندي الاسرائيلي، وان الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية (أمان) تلقت معلومات تحمل هذا المضمون، وبررت قيادات المؤسسة الاستخباراتية في اسرائيل موقف الجعبري بأن الأخير يدرك ان بقائه على قيد الحياة مرهون ببقاء شاليط تحت يديه، إذ انه من غير المستبعد ان تقوم اسرائيل باغتياله فور الافراج عن شاليط على حد زعمها. وتؤكد الصحيفة انه على الرغم من ان الدوائر الامنية في تل ابيب كانت على علم بأن الجعبري هو الشخصية التي تحتجز شاليط بحسب صحيفة يديعوت احرونوت، الا انها لم تضعه في قائمة عمليات التصفية التي استهدفت بها كوادر حماس، الامر الذي فرض العديد من علامات الاستفهام، وزاد منها تحركات الجعبري عبر انفاق قطاع غزة الى القاهرة دون اية قيود او عراقيل اسرائيلية. وأشارت الصحيفة الى انه في الوقت الذي اغتالت إسرائيل قيادات حمساوية عديدة، مثل احمد ياسين والرنتيسي وشحادة وغيرهم، احجمت عن اغتيال الجعبري قبل وبعد اطلاق سراح جلعاد شاليط لعدة اسباب، كان اولها: تحسب الدوائر الامنية في تل ابيب من أن اغتيال الجعبري، سيفضي بالضرورة الى مساس حماس بالجندي الاسرائيلي المخطوف، فعلى الرغم من ان شاليط كان بمثابة ثروة لحماس، يمكن من خلالها مساومة إسرائيل او ممارسة ضغوطات عليها، الا انه حال اغتيال اسرائيل لشخصية قيادية في الجناح العسكري لحماس كالجعبري، سيزيل ذلك رغبة الحركة في مقايضة اسراها لدى اسرائيل بالجندي المخطوف، ويحضها على الانتقام من اسرائيل في شخص شاليط. وتشير الصحيفة الى السبب الثاني من اسباب إحجام اسرائيل عن اغتيال الجعبري بعد الافراج عن شاليط، هو: ان الجعبري قائد كتائب عز الدين القسام (الجناح العسكري لحماس) حصل على وعد من اسرائيل خلال مفاوضات صفقة المقايضة التي جرت في القاهرة بعدم مساس اسرائيل به بعد عودة شاليط الى بلاده، وربما منح الوعد الاسرائيلي الجعبري فرصة التنقل بين قطاع غزة والقاهرة بعد الافراج عن الجندي المخطوف، فضلاً عن ظهوره الاعلامي غير المسبوق، حيث أجرت معه صحيفة الحياة اللندنية حواراً موسعاً بعد الافراج عن شاليط بأيام بحسب الصحيفة. اما السبب الثالث فيكمن في مخاوف اسرائيل من اطلاق قذائف حمساوية باتجاه جنوب ووسط اسرائيل، إذا ما اتخذت الدوائر الأمنية في إسرائيل قراراً باغتيال الجعبري، بالاضافة الى مخاوف تل ابيب من احتمالات استهداف حماس لأهداف اسرائيلية في الخارج، خاصة ان الأجهزة الامنية في اسرائيل تدرك ان حزب الله يبذل محاولات مضنية لاستهداف مصالح اسرائيلية في الخارج، رداً على اغتيال القيادي العسكري في حزب الله عماد مغنية، إذ يعتقد حزب الله ان الموساد يقف وراء اغتيال مغنية بالعاصمة السورية دمشق في شباط/ فبراير 2008، في وقت تنفي اسرائيل مسؤوليتها عن الحادث. وتضيف الصحيفة بان السبب الرابع في احجام اسرائيل عن اغتيال الجعبري: يعود الى عدم رغبة دوائر الاستخبارات الاسرائيلية في تكثيف جهودها لاصطياد القيادي الحمساوي، نظراً لما يترتب على ذلك من انعكاسات تتعلق بالأمن الاسرائيلي وبالجندي جلعاد شاليط على حد قول الصحيفة. يذكر ان"يديعوت احرونوت :قالت في بداية التقرير: "ان شاشات التلفزيون الاسرائيلي رصدت ما كان الاسرائيليون ينتظرونه منذ ما يربو على الخمس سنوات، إذ بدا جلعاد شاليط يمر من معبر رفح البري لتتسلمه مصر، الوسيط المباشر في صفقة تبادل الاسرى بين حماس واسرائيل، بالاضافة الى ذلك حانت للاسرائيليين الفرصة، للتعرف عن قرب على احمد الجعبري قائد الجناح العسكري لحركة حماس (كتائب عز الدين القسام)، الرجل الذي وصفته اسرائيل بقائد اركان حركة حماس، والذي أضاف لشخصيته زخماً سياسياً وشعبية جماهيرية غير مسبوقة لدى الاوساط الفلسطينية وربما العربية أيضاً.