المانيا "تعيد التفكير" بقرارها بيع غواصة سادسة من طراز "دولفين" لاسرائيل وذلك في أعقاب التوتر السائد بين المستشارة انجيلا ميركل ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وكشفت مصادر سياسية رفيعة المستوى لصحيفة "يديعوت احرونوت" النقاب عن ان المستشارة ميركل قررت اعادة النظر في موافقتها المبدئية على منح اسرائيل الغواصة بسبب الاحباط الشديد الذي ألحقه بها نتنياهو. وذلك بعد أن خلق رئيس الوزراء في المحادثات بينهما الانطباع بأنه سيكون مستعدا لأن يدفع المفاوضات مع الفلسطينيين الى الأمام في ظل الاعراب عن الاستعداد لتجميد البناء الحكومي في المناطق. "لا أفهم نتنياهو" بعد ان صادقت اسرائيل قبل نحو شهر على خطة لبناء 1100 شقة في حي غيلو أعلنت ميركل بأنها توصلت الى الاستنتاج بأن نتنياهو "غير جدي وهو لا يعتزم على الاطلاق الاستجابة للشروط الأساس اللازمة لاستئناف المحادثات مع الفلسطينيين". بعد نشر القرار الاسرائيلي وبخت ميركل نتنياهو وقالت له انها "لا تفهم" القرار بالبناء في غيلو بعد ايام قليلة من اعلان الرباعية الذي دعا الى استئناف المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين. ومنذ ذلك الحين يسود بين ميركل ونتنياهو توتر وعدم ثقة في المسائل المتعلقة بتحريك المسيرة السياسية. قلق عميق في اسرائيل نية ميركل عدم تزويد اسرائيل بغواصة سادسة تبعث قلقا عميقا في اسرائيل ونقل ممثلون كبار في جهاز الامن الى نظرائهم الالمان أمر قلق اسرائيل. وحسب منشورات أجنبية، كان يفترض بالغواصة السادسة أن تكون جزءا من الاسطول الاستراتيجي لاسرائيل وعليها ستركب صواريخ تحمل سلاحا نوويا. وحسب ما نشرته مجلة "دير شبيغل"، أبلغت ميركل قبل بضعة أشهر نتنياهو بأن حكومتها ستمنح اسرائيل تمويلا بمبلغ 135 مليون يورو لغرض بناء الغواصة السادسة. ويحتفظ سلاح البحرية الاسرائيلي بثلاث غواصات دولفين مولها بشكل كبير الالمان بعد حرب الخليج الاولى. اضافة الى ذلك، في الفترة القريبة يفترض باسرائيل أن تتلقى غواصتين حديثتين، بدأ الانتهاء من بنائهما في ألمانيا. وحسب منشورات أجنبية، تستطيع هاتان الغواصتان ان تحملا رؤوسا حربية نووية. غواصتان قيد البناء في البداية عارضت ألمانيا الخطوة لانها خشيت من أن تؤدي الغواصتان الى الاخلال بالتوازن النووي ولكن المستشار السابق جيرهارد شرودر سحب اعتراضه وصادق على تنفيذ البيع. قسم هام من تمويل الغواصتين – وحسب بعض التقارير يكاد يكون ثلث الكلفة – يتم على أيدي الالمان. محافل رفيعة المستوى في جهاز الامن عقبت على النبأ بأن "مسألة بناء الغواصة السادسة توجد هذه الايام قيد البحث بين الحكومتين وبطبيعة الحال نحن لم ندرج على اجراء هذه المداولات في وسائل الاعلام". أما مكتب رئيس الوزراء فرفض التعقيب على النبأ.