طرابلس وكالات دفن جثمان معمر القذافي امس الثلاثاء في مكان سري بالصحراء الليبية، عقب عرض جثمانه للجمهور بشكل مهين في مدينة مصراتة لمدة ثلاثة ايام، فيما ترددت انباء عن نية عائلة القذافي المقيمة في الجزائر مغادرتها الى جنوب افريقيا.وقال مسؤول امس الثلاثاء إن اثنين من الموالين للمجلس الوطني الانتقالي الموثوق بهما تسلما جثمان الزعيم المخلوع معمر القذافي لدفنه سرا في الصحراء الليبية بعد أن صلى رجل دين على جثته المتحللة.وكان المجلس الوطني الانتقالي أثار حفيظة كثيرين في الخارج عندما عرض جثتي القذافي وابنه المعتصم في وحدة تبريد للحوم في سوق بمدينة مصراتة الساحلية حتى بدآتا بالتحلل مما أجبرهم على إغلاق الأبواب.وتحت ضغوط من حلفاء غربيين وعد المجلس الوطني الانتقالي الاثنين بالتحقيق في كيفية مقتل القذافي وابنه، وذلك بعد أن أظهرت لقطات صورت بهاتف محمول الاثنين وهما على قيد الحياة بعد اعتقالهما. وشوهد الزعيم الليبي السابق وكان يسخر منه البعض وتعرض للضرب قبل إطلاق الرصاص عليه، فيما قال المجلس الوطني الانتقالي إنه كان تبادلا لإطلاق النار.وصلى خالد تنتوش الذي كان يقال انه شيخ القذافي على جثتي الزعيم الراحل وابنه، وكان ألقي القبض على تنتوش برفقة القذافي قبل نقلهم جميعا إلى مصراتة.وحضر أيضا الصلاة ابنا عم القذافي منصور ضو إبراهيم الذي كان زعيما للحرس الشعبي، وأحمد إبراهيم واللذان اعتقلا مع القذافي بعد أن هاجمت ضربات جوية من حلف شمال الأطلسي موكبهم قرب سرت مسقط رأس القذافي عقب سقوطها في أيدي المجلس الوطني الانتقالي.وقال مسؤول في المجلس لرويترز قبل عدة أيام إن مسؤولين كلفوا بعملية الدفن سيقسمون على المصحف على أنهم لن يكشفوا ابدا عن مكان دفنه.الى ذلك تنوي عائلة العقيد الليبي الراحل معمّر القذافي، سواء المقيمين في الجزائر أو حتى نجليه سيف الإسلام والساعدي الفارين من قوات (الناتو) والثوار، التوجه في ’القريب العاجل’ للإقامة في جنوب أفريقيا.ونسبت صحيفة ’الشروق’ الجزائرية، امس الثلاثاء، الى مصدر مقرب من عائلة القذافي المقيمة في الجزائر حاليا، قوله إن’عائلة القذافي المتمثلة في زوجته صفية وابنته عائشة ونجليه هنيبعل ومحمد، ستتوجه في القريب العاجل إلى دولة جنوب إفريقيا’، غير أنه لم يحدد التاريخ مكتفياً بالقول ’قريبا’.وقال المصدر إنه من المرجح أن يلتقي من تبقى من العائلة، وهم الأفراد المتواجدون في الجزائر، وسيف الإسلام وأخوه الساعدي، في جنوب إفريقيا، رغم تأكيدات المجلس الإنتقالي الليبي بأن سيف الإسلام لا يزال على الأراضي الليبية، وان قوات بريطانية خاصة تطارده جنوب البلاد على الحدود مع النيجر.وفي رده على سؤال حول ما إذا كانت الجزائر هي من اقترحت ترحيل العائلة الى جنوب أفريقيا، أم أن الأمر سيتم نزولاً عند رغبة العائلة، قال المصدر إن ’اختيار جنوب إفريقيا كان من قبل العائلة، وإن عائلة القذافي اختارت وجهتين، الأولى سورية، والثانية جنوب أفريقيا، لكن نصحتها جهات مقربة، بإسقاط خيار سورية بسبب الوضع هناك، منذ أكثر من 8 أشهر، ولم يبق أمام عائشة وعائلتها سوى جنوب أفريقيا’.وعن سبب اختيار العائلة جنوب أفريقيا بدل دولة خليجية (لم يحدد اسمها) توصلت الجزائر لإبرام إتفاق معها، أوضح المصدر أن الدولة الخليجية رفضت استقبال الذكور من العائلة، واكتفت بعائشة وزوجة القذافي وأحفاده، في حين جنوب أفريقيا ستستقبل جميع أفراد العائلة من دون استثناء، ولهذه الأسباب فضّلت العائلة هذا البلد.وأشار الى أن مجمل أموال القذافي موجودة في جنوب أفريقيا، وهذا ما يسهل الأمر على العائلة، إضافة إلى الوضع المستقر في هذا البلد.وقال المصدر المقرّب من عائلة القذافي، إن ’من أهم الأسباب التي جعلت العائلة تقرر مغادرة الجزائر، هي المكالمة الهاتفية التي أجرتها عائشة القذافي مع قناة (الرأي) والتي أعقبها إنذار وجهته السلطات الجزائرية للعائلة، جعلها تفكر في إيجاد مكان لها غير الجزائر، خصوصاً بعد الإجراءات والشروط التي فرضتها الجزائر على إقامة أفراد العائلة’.وكان العقيد الليبي معمّر القذافي قتل الأسبوع الماضي على يد مجموعة من ثوار ليبيا في مدينة سرت جنوب البلاد، وذلك بعد حوالى 8 أشهر على بدء الثورة على نظام حكمه الذي استمر 42 سنة.من جهة اخرى نشرت صحيفة ’الشروق’ الجزائرية امس الثلاثاء ما وصفتها بـ ’وثيقة’ موقعة من قبل رئيس المجلس الوطني الإنتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل عندما كان وزيرا للعدل في عهد نظام العقيد معمر القذافي المنهار، وافق فيها على إعدام 32 سجينا في العام 2008، بعدما مكثوا في السجن 13 عاما.ونشرت الصحيفة الوثيقة التي وقعها عبد الجليل والتي تشير إلى أن الأحكام الصادرة شملت 187 سجينا، تم اعتقالهم العام 1995، حيث تمت معاقبة 32 سجينا بالإعدام رميا بالرصاص، فيما حكم بالمؤبد على 50 منهم وحكم على 15 سجينا آخرين بأحكام تتراوح بين السجن خمس عشرة سنة وخمس سنوات.وكانت الوثيقة المنشورة بخط واضح موجهة إلى رئيس الحكومة الليبي أو ما كان يعرف بأمين اللجنة الشعبية العامة، كما تشير إلى أن تنفيذ هذه الأحكام سيتولاها أمن الدولة.وقالت الصحيفة إن عبد الجليل ’لعب دورا مهما في الفبركة التي قام بها القذافي في ملف الممرضات البلغاريات للتغطية على الوضعية الحرجة للمستشفيات الليبية’.وكان عبد الجليل حينها رئيس محكمة الاستئناف التي أكدت حكم الإعدام الصادر في حق الممرضات.