واشنطن وكالات / كشفت صحيفة "نيويورك تايمز"الأمريكية عن عقد البيت الأبيض اجتماعا استغرق 90 دقيقة عشية يوم الأربعاء الماضى استبق الإعلان عن مقتل معمر القذافى، للوقوف على مصير العقيد الليبى فى حال تم القبض عليه حيًا سواء فى ليبيا أو فى دولة مجاورة. وقالت الصحيفة الامريكية، إن قتل القذافى كان من بين ثلاثة سيناريوهات تمت مناقشتها خلال جلسة البيت الأبيض يوم الاربعاء الماضى. وذكرت الصحيفة - فى سياق تقرير نشرته اليوم الثلاثاء أن ذلك الاجتماع بالإضافة إلى آخر لقاء كانت قد عقدته وزيرة الخارجية هيلارى كلينتون مع قادة المجلس الانتقالى الليبى قبل يومين من اجتماع البيت الابيض ، يوثقان "للحساسية المفرطة" التى تتميز بها تلك القضية فضلا عن "التناقض"الذى أثارته على كلا الجانبين. وأشارت الصحيفة فى هذا الصدد إلى ما جاء على لسان بعض المسئولين الأمريكيين حول انقسامات حادة داخل المجلس الانتقالى بشأن تقرير مصير العقيد القذافى، إذ رأى البعض ضرورةأن تتم محاكمة القذافى داخل ليبيا، بينما اعتبر البعض الآخر أن محاكمته سوف تثقل كاهل المجلس الانتقالى بعبء ثقيل إلى جانب العديد من المشكلات الأخرى التى يواجهها بالفعل. ولفتت الصحيفة الأمريكية النظر إلى أن ذلك التناقض على الجانب الليبى انعكس بدوره على الجانب الأمريكى، إذ تراود لدى البعض بالإدارة مخاوف إزاء انعدام المصادر الكافية التى تمكن الليبين من إجراء محاكمة عادلة للقذافى، فيما قلق البعض الآخر من النظر الى ضغوطاتهم على الليبين لإرسال القذافى إلى المحكمة الجنائية الدولية بلاهاى باعتبارها "تعديًا على سيادة"الدولة الليبية. نقلت صحيفة "نيويورك تايمز"الأمريكية عن أحد كبار المسئولين بالإدارة الأمريكية قوله"إن التحدى الأكبر أمامنا تمثل فى كيفية عقد توازن بين السيادة الليبية وبين إجراء تقييم صريح حول إمكانية أن يحظى القذافى بمحاكمة عادلة وفقًا للمعاييرالدولية." وأردفت الصحيفة بالقول إن الولايات المتحدة عرضت على الليبيين مساعدتهم فى وضع نظام قضائى يستطيع التعامل مع قضية بمثل هذا الحجم، فضلا عن إعداد خطط حول كيف يجب أن يتفاعل المجتمع الدولى فى حال وردت أنباء تفيد بمنح القذافى اللجوء السياسى فى إحدى دول العالم الثالث مثل تشاد أو غينيا الاستوائية على سبيل المثال. فى السياق ذاته أشارت "نيويورك تايمز" إلى أن القضية الليبية تتشابه كثيرًا فى ملامحها مع تلك الفترة التى تلت سقوط الرئيس العراقى السابق صدام حسين إلا أن ما يختلف هذه المرة هو حرص إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما على تجنب اعتماد ذات النهج الذى اعتمدته إدارة سلفه جورج بوش فى حربها على العراق حيث ساهم الافتقار إلى عنصر التخطيط والإعداد للفترة ما بعد صدام فى استشراء حالة النهب والسلب والفوضى فى البلاد.