غزة / سما / كشف وزير الداخلية في حكومة غزة فتحي حماد عن أول عرض إسرائيلي قدم عبر الوسيط المصري مقابل الجندي الأسير جلعاد شاليت، مؤكداً أن حماس رفضته، وأصرت على مطالبها. وقال حماد، الذي يعد من أبرز قادة حماس، في حوار مع صحيفة«السفير» اللبنانية، إن (إسرائيل) قدمت عرضاً يقضي بالإفراج عن 50 أسيرا من أصحاب المحكوميات القليلة مقابل شاليت، وأن حماس أصرت على المطالب التي وردت في بيان كتائب القسام الأول عن الأسر. وشدد على أن حماس حققت معظم مطالبها من صفقة التبادل، وأن من سيبعد إلى الخارج سيعود لاحقاً إلى أرض الوطن، وستقوم الحكومة بغزةوحركة حماس بتسهيل التواصل بينه وبين عائلته ومد جسور العلاقة مع الآخرين. واضاف حماد انه يعتبر ان هذه الصفقة متميزة والأولى من نوعها على مستوى تاريخ الثورة والجهاد الفلسطيني، لأنها جرت على أرض فلسطينية وبأيد فلسطينية وبمفاوض فلسطيني، وكسرت حواجز إسرائيلية كثيرة، فقد جرت محاولات كثيرة جدا لأسر جنود إسرائيليين، وأسر البعض بالفعل، ولم يكتب لها النجاح في الضفة الغربية ولم تكن هناك صفقات نتيجة الظروف الميدانية الصعبة. وقال حماد " إن الحسم العسكري في غزة الذي قضى على أي تنسيق أمني مع إسرائيل، وتحرير القطاع من الاحتلال ساعدا في إخفاء شاليت طوال خمس سنوات، ونجحت كتائب عز الدين القسام بالاحتفاظ به رغم محاولات (إسرائيل) المستميتة للوصول إليه. أ واضاف ان الاحتلال في كل مرة كان يحاول عرقلة المفاوضات ويضع شروطاً غير مقبولة ولا يمكن القفز عنها، ومنها أنه لا يمكن إخراج أسرى من القدس والداخل المحتل، ولا يمكن إخراج أسرى ملطخة أيديهم بدماء إسرائيليين. هذه الشروط والمصاعب الثلاثة تم تحطيمها والقفز عليها خلال التفاوض. وأشار حماد الى أن خمس سنوات من التفاوض وتطوير الملف والمحافظة على الجندي ومواجهة الاجتياحات، حرب كاملة شنت من أجل جلعاد شاليت، أدت لان تصبح هذه الصفقة مهمة.وقال" الصفقة انتصار مركب لأننا حققنا الجزء الأكبر من شروطنا، وحفظنا أمن شاليت في ظل محاولات (إسرائيل) الحثيثة لمعرفة مكانه". وذكر حماد ان كلفة الحفاظ على شاليت كانت كبيرة واعتبر ان الصفقة انتصار للشعب الفلسطيني ولأهل غزة الذين ضحوا كثيرا وقدموا 600 شهيد في أول رد إسرائيلي على عملية الأسر، وقدمت غزة الغالي لحماية ظهر المقاومة، وفرض عليها حصار قاس للضغط على المواطنين لكي يثوروا ضد المقاومة، وهو ما لم يحدث. الى ذلك أكد حماد أن مئات جلسات التفاوض جرت، وقال "أحيانا في الأسبوع كانت أكثر من ثلاث جلسات، وكل التفاوض كان في غزة حتى الحرب شتاء 2008-2009، ومنذ أشهر عدة تم نقل التفاوض إلى مصر التي أنجزت الصفقة مشكورة على جهودها. كان هناك صمود في تفاوض كتائب القسام مع الاستعانة ببعض المسؤولين السياسيين من الحركة. و الملف احتفاظا بشاليت وتفاوضا، كان بيد القسام". وفي رده حول ان الصفقة لم تلب الطموحات في ظل التضحيات التي قدمت لاجلها قال حماد "في أول بيان أصدرته كتائب القسام طلبت ألفاً من الأسرى، وبحمد الله وبثقة أقول لك إن أكثر من 90 في المئة من مطالبنا تحققت في الصفقة. خذ مثالاً لأول مرة نقولها، المباحثات بدأت بعد أسر شاليت بشهرين عن طريق الوفد المصري في غزة. كان العدو الإسرائيلي يعرض علينا باستهزاء 50 معتقلاً من أصحاب الأحكام القليلة، يعني أسرى حكم عليهم بخمس سنوات، ثم رفعوا العدد إلى 100 شخص بنفس العرض السابق أي أسرى من أصحاب المحكوميات القليلة. هل لك أن تتصور كيف نحن قاومنا كل هذا الأمر إلى أن وصلنا إلى هذه الصفقة التي يحرر فيها 1027 أسيرا وأسيرة من سجون الاحتلال المظلمة، وعدد كبير منهم من أصحاب المحكوميات العالية". واضاف حماد ان الاحتلال كان يطالب في البداية بإبعاد العشرات ممن طلبت حماس الإفراج عنهم، وأصبح العدد أقل بكثير مما كانوا يريدون.واكد ان الاسرى سيعودون إلى غزة والضفة قريبا وفق الاتفاق وبضمانات الراعي المصري. وقال إن الإبعاد في هذه الحالة أفضل من أن يبقى الأسرى في السجن. وعن الوسائل التي استخدمها الاحتلال لليحث عن شاليط قال حماد "أولاً استخدم الاحتلال كافة الوسائل للوصول إلى شاليت. ملايين الرسائل القصيرة والاغراءات المادية الكبيرة عرضت على أهلنا في القطاع من أجل معلومة صغيرة يمكن أن توصل الاحتلال إلى الجندي. ثانياً، استخدم الاحتلال كافة الوسائل التكنولوجية، الطائرات والمسح الجوي والطرادات الحربية وكذلك كان يرمي في مناطق كثيرة أجهزة تنصت أرضية، ونحن اكتشفنا عدداً منها، وكان يركب أجهزة تنصت لالتقاط أي مكالمة على السياج الحدودي للوصول إلى شاليت. وكان للعملاء الأرضيين مهمة واحدة منذ أسره، وهي البحث عنه. نحن استطعنا كشف عدد من الخلايا التي كانت تبحث عن شاليت واعتقلناهم، وهناك من سلم نفسه لنا وكان مكلفا من قبل الاستخبارات الإسرائيلية في تعقب الآسرين. واكد حماد ان الحصار في طريقه للتفكك. واضاف ان حماس لا تطلب من اسرائيل أن يرفع الحصار عن القطاع بل" نحن من يرفعه والاحتلال مرغماً سيرفعه، والربيع العربي باعتقادي لن يسمح للوضع الفلسطيني ولغزة أن تبقى على ما هي عليه من حصار وتجويع وحرب". وقال حماد انه لن تكون انتفاضة فلسطينية، بل ستكون انتفاضة اسلامية وعربية ضد اسرائيل. مضيفا ان "الربيع العربي يبشر في كل لحظة بزوال الظلم، وظلم الاحتلال سيزول ان شاء الله".