السلطة الفلسطينية ستطالب الرباعية الدولية بالضغط على اسرائيل لتحرير سجناء مثلما تعهد في حينه رئيس الوزراء اهود اولمرت لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن)، هكذا قالت أمس مصادر فلسطينية رفيعة المستوى لصحيفة "هآرتس". وهذا كطلب قُبيل امكانية استئناف الاتصالات بين اسرائيل والسلطة. في مقابلة مع مجلة "تايم"، نشرت في نهاية الاسبوع الماضي، روى عباس بأن اولمرت وعده في 2008 بتحرير سجناء الى يد السلطة، اذا ما استكملت صفقة لتحرير جلعاد شليط. وأكد اولمرت الأمر. النائب احمد الطيبي قال أمس في الكنيست انه "لا ينبغي لاسرائيل ان تفاجأ اذا ما أصبح الشرطان القائمان لاستئناف المفاوضات بين اسرائيل والسلطة – تجميد البناء في المستوطنات والاعتراف بحدود 1967 كأساس للمفاوضات – ثلاثة شروط لتتضمن ايضا تحرير سجناء". هذا ويلتقي غدا ممثلو الرباعية مع ممثلي اسرائيل والسلطة كل على حدة، في محاولة لاستئناف الاتصالات بين الطرفين. ووافق الطرفان حتى الآن على مبادرة الرباعية الشهر الماضي، وبموجبها يتقرر جدول زمني لمواصلة المفاوضات المباشرة بحيث تنتهي مع نهاية 2012. ومع ذلك، في اسرائيل وفي السلطة الفلسطينية يفسرون المبادرة على نحو مختلف. رئيس الفريق الفلسطيني المفاوض، صائب عريقات، قال أمس لصحيفة "هآرتس" انه في لقاء عقده اولمرت وعباس في القدس في ايلول 2008، تعهد الاول بتحرير سجناء فلسطينيين اذا ما استكملت الصفقة بين اسرائيل وحماس. وعلى حد قول عريقات، لم يتقرر في اللقاء عدد السجناء الذين سيتحررون ولم تتحدد معايير معينة. ومع ذلك، فقد وافق اولمرت على ان يكون العدد مشابها لعدد السجناء الذين سيتحررون في صفقة شليط وستكون المعايير هي ذات المعايير و"حتى أفضل"، كما شرح قائلا. وأضاف ان هذا ليس شرطا لاستئناف المفاوضات بين الطرفين "تماما مثلما هو تجميد البناء في المستوطنات ليس شرطا – هذا ببساطة ايفاء بالتعهدات". وحسب مصادر في اسرائيل، تعهد اولمرت بتحرير 550 سجينا الى عباس لمنع تعزز حماس على حساب السلطة. في الصفقة التي صادقت عليها هذا الشهر حكومة نتنياهو اتُفق على تحرير 1027 سجينا، كلهم في اطار التفاهم مع حماس ودون أي نية اسرائيلية لتقديم بادرة طيبة لأبو مازن. طلب السلطة الفلسطينية يتركز على تحرير نحو 170 سجينا قديما، يحتجزون في السجون في اسرائيل منذ ما قبل اتفاقات اوسلو. كما ترغب السلطة في تحرير رئيس الذراع العسكري لفتح، مروان البرغوثي، وأمين عام الجبهة الشعبية، احمد سعدات. في صفقة شليط تحرر نحو 130 سجينا من مجموعة تتكون من نحو 300 اعتقلوا قبل ايلول 1993. وهذه مجموعة تطالب السلطة بتحريرها منذ نحو 18 سنة، وتصر اسرائيل على رفضها عمل ذلك. ولمفاجأة السلطة وافقت اسرائيل على تحرير السجناء بالذات لحماس، الخطوة التي أثارت الغضب في الطرف الفلسطيني. في هذه الاثناء، في حماس يقولون انه قريبا متوقعة زيارة لرئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل، الى عمان عاصمة الاردن الى جانب ممثل السلطة القطرية. في الزيارة يحتمل لقاء بين مشعل والملك الاردني عبد الله، وذلك بعد سنوات من مقاطعة ممثلي الاردن لحماس. وبتقدير محافل في حماس، قريبا ستفتح ممثليتان لحماس – في القاهرة وفي الاردن.