تقدمت الادارة الامريكية مؤخرا باقتراح لاسرائيل والفلسطينيين يقضي بأن تنفذ اسرائيل تجميدا جزئيا و"هادئا"، بمعنى دون الاعلان عن ذلك رسميا، للبناء في المستوطنات في مناطق يهودا والسامرة وفي شرقي القدس. وذلك من اجل السماح باستئناف المفاوضات بين الطرفين منذ هذا الاسبوع. وحسب الاقتراح، لا تبني اسرائيل أحياءا جديدة في المناطق والبناء الذي يتم لا يخرج عن الحدود الحالية للمستوطنات. وتضمن الادارة الامريكية للفلسطينيين بأنه اذا ما خرقت اسرائيل هذا التفاهم فستحرص الولايات المتحدة على اتخاذ خطوات حادة ضد اسرائيل، بدءا بالشجب في مجلس الامن وانتهاءا بالتهديد بالغاء صفقات بين اسرائيل ودول غربية اخرى. ويتعهد الامريكيون بعدم انتقاد اسرائيل على البناء بحجوم صغيرة، داخل المنطقة المحددة للمستوطنات. ليس واضحا بعد ما هو موقف اسرائيل واذا كان سيكون مقبولا على الفلسطينيين. وجاء من مكتب رئيس الوزراء نتنياهو التعقيب بان "اسرائيل معنية بمفاوضات مباشرة دون شروط مسبقة". بعد قطيعة عشرة اشهر بين اسرائيل والفلسطينيين ستستأنف يوم الاربعاء المحادثات غير المباشرة بين الطرفين. وسيلتقي ممثلو الرباعية برئاسة مبعوث الرباعية رئيس الوزراء البريطاني الاسبق طوني بلير على حده في القدس مع مبعوث رئيس الوزراء المحامي اسحق مولكو ومع رئيس الفريق الفلسطيني المفاوض صائب عريقات. عمليا يعد هذا لقاءا تمهيديا للقاء محتمل بين الزعيمين، رئيس الوزراء نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية ابو مازن واستئناف المفاوضات. لقاء ممثلي الرباعية مع مولكو وعريقات يأتي تبعا لبيان الرباعية الذي قرر بان على الطرفين ان يلتقيا في غضون شهر من الاعلان الذي نشرته الرباعية بعد خطابي ابو مازن ونتنياهو في الامم المتحدة الشهر الماضي. ابو مازن، الذي ضعف جدا في أعقاب تنفيذ الصفقة لتحرير جلعاد شليط، يوجد تحت ضغط دولي وفلسطيني داخلي شديد. وعليه، يحتمل أن يوافق على قبول الاقتراح الامريكي. وتناول وزير الخارجية افيغدور ليبرمان في حديث مع المراسلين مسألة الطلب من اسرائيل تجميد البناء في المستوطنات وقال: "لن أوافق على أي خطوة تجميد في يهودا والسامرة. لن أوافق على خنق الاستيطان اليهودي بيدي. هذا ببساطة لن يكون. بادرة عشرة اشهر تجميد لن تتكرر". ويحتمل أن تكون أقوال ليبرمان صدرت استنادا الى اطلاعه على تفاصيل الاقتراح الامريكي.