تونس وكالات اكستح حزب النهضة الاسلامي بقيادة راشد الغنوشي انتخابات المجلس التأسيسي بتونس، حسب نتائج فرز اولي تمت مساء امس الاثنين، فيما توقعت المصادر ان يأتي في المرتبة الثانية حزب المؤتمر من اجل الجمهورية بقيادة المعارض التونسي والحقوقي منصف المرزوقي، وستحتل قائمة العريضة الشعبية المرتبة الثالثة.وتجاوزت نسبة الإقبال على التصويت 90’ في علامة على تصميم التونسيين على ممارسة حقوقهم الديمقراطية الجديدة بعد عقود من القمع.ولا يتوقع ان تعرف النتائج النهائية الرسمية التي ستعلنها الهيئة العليا المستقلة للانتخابات قبل اليوم الثلاثاء، لكن المؤشرات الاولية والتصريحات تؤكد تقدم النهضة الذي كان متوقعا.وبذلك بدأت ترتسم شيئا فشيئا ملامح تركيبة المجلس الوطني التأسيسي التونسي المنبثق عن انتخابات تاريخية مع تقدم حزب النهضة الاسلامي، غداة الانتخابات التي نظمت بعد تسعة اشهر من الثورة على نظام زين العابدين بن علي.وتمثلت اولى مفاجآت هذا الاقتراع في هزيمة الحزب الديمقراطي التقدمي (وسط يسار) الذي قدم نفسه خلال الحملة الانتخابية بديلا رئيسيا للنهضة، فيما جاءت المفاجأة الاخرى في تراجع نسبة النساء في الحصول على مقاعد بالمجلس خاصة انهن غالبا ما كن يحصلن على 30’ من المقاعد الا ان الفرز الاولي يبين حسبما ذكرت مصادر لـ’القدس العربي’ ان مقاعد النساء في المجلس تراجعت بشكل كبير.وجاءت المفاجأة الثالثة في هزيمة اسماء كبيرة لزعماء احزاب في دوائرهم مثل مية الجريبي، وحمة الهمامي، و مصطفى بن جعفر.وقال سمير ديلو عضو المكتب السياسي للنهضة لوكالة ’فرانس برس’ انه يتوقع ان يحصل حزبه على ’نحو 40 بالمئة من الاصوات’.واوضح مسؤول آخر ان ذلك سيعني الحصول على 60 مقعدا على الاقل في المجلس التأسيسي.واسلاميو النهضة الذين قمعوا بشدة في عهد بن علي واشير اليهم منذ اشهر باعتبارهم سيحصلون على افضل نتيجة في الاقتراع، سيسجلون في حال تأكيد هذه النتائج، دخولا من الباب الكبير للساحة السياسية التونسية.والنهضة الذي يتعين عليه عقد تحالفات، سيكون في موقع قوة في المجلس التأسيسي الذي تعود بانتخاب اعضائه، الشرعية لمؤسسات الدولة وسيكلف اساسا بوضع دستور ’الجمهورية الثانية’ في تونس المستقلة ولكن ايضا بتقرير السلطات التنفيذية وبالتشريع.وقال المنصف المرزوقي المعارض المعروف في عهد زين العابدين بن علي وزعيم حزب المؤتمر الذي قالت المصادر انه ربما يحصل على ما بين 15 و16 بالمئة من الاصوات ’في كل الاحوال ما يهم هو انه اصبحت لدينا خارطة سياسية حقيقية. لقد حدد الشعب التونسي وزن كل طرف’.واكد المرزوقي المتهم من خصومه بالتحالف مع النهضة مجددا انه ’لم تحصل اي تحالفات قبل الانتخابات’، مشيرا مع ذلك الى انه سبق واكد ايضا انه ’مع المشاركة في حكومة وحدة وطنية’ على اساس برامج سياسية، الا ان مراقبين يرشحون ان يتحالف المرزوقي مع الغنوشي للحصول على الاغلبية في المجلس التأسيسي.وتبنى حزب النهضة طوال الحملة الانتخابية لهجة تصالحية مكررا انه يأمل في حال فوزه في تشكيل حكومة وحدة وطنية واسعة.في الاثناء اقر الحزب الديمقراطي التقدمي الذي كان اسسه احمد نجيب الشابي ويتوقع ان يحصل على ما بين 8 و10 بالمئة من الاصوات، بهزيمته.وقالت مية الجريبي الامينة العامة للحزب لوكالة فرانس برس ’المؤشرات واضحة جدا والحزب الديمقراطي التقدمي في وضع سيىء. هذا قرار الشعب التونسي وانا انحني امام خياره واهنىء من حازوا تزكية الشعب التونسي’.واضافت ’سنكون دائما هنا للدفاع عن تونس الحداثة المزدهرة والمعتدلة’ معتبرة ان البلاد بصدد عيش ’منعطف تاريخي’.