القدس المحتلة / سما / طالب المحامي توفيق جبارين الذي يمثل الأسير المحرر محمد جبارين، بالتحقق من حقيقة قيام سلطات الاحتلال باحضار شخص وصفوه بانه مصري حيث طلب" من الأسرى المحررين من عرب 48 التوقيع على تعهّد قد يعيدهم إلى السجن لسنوات طويلة لأبسط الأسباب"فيما تبين أن أسرى الداخل الذين تم إطلاق سراحهم كانوا قد وقّعوا على تعهّد وضعته المؤسسة الاسرائيلية، يقرون فيه بعدم العودة إلى التحريض وإلى الأعمال التي أدت إلى أسرهم. واضاف المحامي انه يوجد شرط غريب آخر يمكن أن يعيدهم للسجن لمجرد ارتكابهم أية مخالفة بسيطة كمخالفة سير أو مخالفة جنائية أو بناء دون ترخيص. وأضاف أن موكله أخبره أن "وكيلاً مصرياً تدخل لإقناع الأسرى بالتوقيع على التعهد مدعياً أن اتفاقية التبادل بين اسرائيل وحماس تحتم ذلك رغم إن هذا الأمر ليس صحيحاً. ويضيف حتى نكون أكثر دقة نقول إن الاسرائيلين قاموا بتعريف ذلك الشخص على أنه مصري وكذلك فعل هو ولكننا لا نعرف حقيقة الأمر. ولكن إن صح هذا الكلام فلابد أن تتحمل الحكومة المصرية مسؤوليتها بإلغاء التعهدات وأن تحقق بهوية ذلك الوكيل وأن تعاقبه إن ثبت فعلاً تدخله بالموضوع، وذلك لخطورة التعهد". كما طالب المحامي جبارين قيادات 48 بالتدخل لدى مصر وسفارتها في فلسطين ، لتضغط بدورها على اسرائيل من أجل إلغاء هذه التعهدات. وأوضح المحامي أن سلطة السجون أجبرت الأسرى عشية إخراج صفقة تبادل الأسرى بالتوقيع على التعهد وسط ضغط عليهم وتهديد لهم بأنها ستمنع خروجهم من السجن في حال رفضوا التوقيع ما دفع عدداً منهم إلى الخضوع لتلك الضغوط. وذكر أن التعهّد فيه بند فضفاض يمكن لسلطات الكيان الاحتلال تفسيره كما تشاء، كما يمكنها تفسير التحريض على النحو الذي تراه هي حتى لو كان ذلك مجرد مشاركة في مظاهرة أو احتجاج بسيط، كما أن الأسير يتعهد بعدم ارتكاب أي مخالفة تتجاوز عقوبتها ثلاثة أشهر من السجن بحسب القانون الاسرائيلي، وهذا يمكن أن يشمل مخالفات سير ومخالفات بناء وغيرها من الأمور التي يمكن لأي إنسان أن يصادفها في حياته اليومية. ويؤكد ان الحديث هنا ليس العودة إلى السجن للمدة التي تحتملها تلك المخالفة، ولكن الحديث عن عودة لإتمام المدة التي كان قد حُوكم بها عند أسره، أي لو أن أحد الأسرى محكوم بمؤبد على سبيل المثال وارتكب مخالفة تتجاوز عقوبتها ثلاثة أشهر فإنه سيعود إلى السجن لقضاء المؤبد الذي كان قد حكم عليه به من قبل وهذه مأساة حقيقية". من جانبه نفى القيادي في حركة حماس مشير المصري أن تكون هذه التعهدات جزءاً من الصفقة واعتبرها تجاوزاً اسرائيليا. وأضاف أن "معظم الأسرى رفضوا التوقيع على هذه الورقة إلا من اضطر لذلك تحت الضغط الشديد من إخواننا في أراضي 48 كونهم تحت قبضة الاحتلال مباشرة. ليس هناك ثمة اتفاق على هذه التعهدات وبالتالي أي تجاوز من قبل الاحتلال يعتبر تجاوزاً لاتفاق الصفقة وأي إخلال بالاتفاقية سيتحمل الاحتلال مسؤوليته". وأضاف "نؤكد أن الاتفاق واضح والأخوة المصريين يتابعون كل ما يجري وسيكون هناك لقاء تعقده القيادة المصرية لمتابعة ملف الأسرى المحررين. هذه التعهدات هي محاولة ابتزاز واستبعد أن يكون أحد الأخوة المصريين قد طلب التوقيع على تعهدات فربما لا يكون ذلك الشخص مصرياً". أما القنصل المصري في الأراضي المحتلة سامح نبيل،فقد نفى أن يكون أي وكيل مصري قد طلب التوقيع على تعهدات. وزاد "عندما توجهنا للسجون للتأكد من أسماء الأسرى المحررين ومن أن الصفقة تسير على ما يرام، سمعنا أن عدداً من الأسرى كانوا قد وقعوا على تعهدات ونحن لا نعرف ما هي هذه التعهدات أصلاً. الجانب المصري الذي بذل جهوداً كبيرة لإتمام الصفقة كان حريصاً على إنجاحها وتحقيق ما تم الاتفاق عليه في الصفقة دون أي زيادة أو نقصان وبالتالي فإن هذه التعهدات ليست جزءاً من الصفقة". يُشار إلى أن التعهدات تشمل أيضاً أبناء الضفة الغربية وقطاع غزة ولكن ببنود مختلفة.