خبر : صحف بريطانية : حماس ونتنياهو الفائزان والخاسر عباس

الخميس 20 أكتوبر 2011 07:24 ص / بتوقيت القدس +2GMT
صحف بريطانية : حماس ونتنياهو الفائزان والخاسر عباس



لندن وكالات في تغطية الصحافة البريطانية لعملية تبادل الاسرى واطلاق سراح غلعاد شليط بعد خمسة اعوام من الاسر عند حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، ركزت معظم الصحف على الطابع الاحتفالي الذي قوبل به عودة مئات من المعتقلين الفلسطينيين من سجون الاحتلال واستقبال غلعاد شليط وعودته الى اسرائيل، ولم تقدم التقارير سوى تحليلات عامة عن اثر نجاح حركة حماس في انتزاع تنازلات من الجانب الاسرائيلي واثر ذلك على شعبية محمود عباس الذي نجح في الشهر الماضي ببناء قاعدة شعبية له عندما تحدى امريكا وذهب للامم المتحدة والطلب منها منح فلسطين عضوية كاملة فيها. وترى التعليقات ان صفقة حماس نجحت في نزع الشعبية من تحت قدميه، حيث اجبر في مشهد نادر للوقوف الى جانب ثلاثة من قيادات حماس الضفة لاستقبال المحررين. وقالت الصحف ان حماس في غزة استعادت شعبيتها بعد هبوطها بسبب فشلها في مجال الاقتصاد ورفع مستوى المعيشة لاهل غزة. وركزت بعض الصحف على الوضع الصحي لشليط الذي اعتقل خمسة اعوام ولم يتعرض للشمس حيث قالت ’الغارديان’ ان مظهره يعطي صورة عن ممارسات حركة حماس في السجون، فيما نقلت ’ديلي تلغراف’ عن محلل نفسي بريطاني عالج رهائن بريطانيين مثل تيري ويت الذين اختطفوا في لبنان حيث قال ان شليط لن يعود الى حياته الطبيعية الا بعد اعوام حيث سيتعلم كيفية التكيف مع حياته الجديدة وتغير مواعيد الطعام والنوم.امل بتحقق السلاموتحت عنوان ’تنازل حماس، على الاقل اشارة امل’، حيث قال انه بعيدا عن الرجل نفسه وعائلته، فالسؤال عمن سيستفيد من اطلاق سراح شليط، وتجيب ان الجواب قطعا ليس محمود عباس، والذي تجاوز اسرائيل وحماس الشهر الماضي وذهب للامم المتحدة مما ادى الى رفع شعبيته بشكل كبير، ولقيت خطوته دعما من بعض قادة حماس الشباب. ومن هنا فان نجاح حماس في تحرير اكثر من الف معتقل فلسطيني ينظر اليها على انها محاولة لاسترجاع الارض التي خسرتها لصالحه. وتجد حماس والحالة هذه الان نفسها في وضع امن بعد عملية التحرير التي انقذتها من مشاكل اقتصادية تعاني منها. وتضيف ان الحركة في الصفقة عززت موقفها التفاوضي مع منافستها حركة فتح وذلك قبل الانتخابات المقررة في نيسان (ابريل) العام المقبل. وترى الصحيفة ايضا ان التفاوض مع اسرائيل في عملية التبادل فان حماس تنازلات عن بعض مطالبها وهذا يعطي املا للسلام في منطقة مضطربة. فحماس عندما تفاوضت اعترفت بشكل غير واضح باسرائيل، كما انها قبلت بعدد اقل من الذي طلبته، وقبلت بشرط اسرائيل من ان بعض المحررين يجب ان يبعدوا للخارج بعد خروجهم من السجن. ولكن اسرائيل تنازلت عن شرطها عندما قبلت بابعاد ربع المعتقلين الى تركيا، والاردن وقطر وسورية. وتقول ان ما حققه نتنياهو من الصفقة ان اي ضعف لعباس يعني عدم قدرة الاخير على التفاوض مع اسرائيل من موقع قوي، كما ان الصفقة قوت شعبية حكومته في اسرائيل، خاصة انه واجه مظاهرات كبيرة ضد سياسات حكومته الاقتصادية. وتعتقد ان نتنياهو اظهر براغماتية عندما تنازل عن شعاره ’لا صفقة مع حماس’ وحقق على الرغم من معارضة اليمين انجازات اكثر مما خسر. وتعتقد ان الصفقة تعطي صورة عن التحولات في المنطقة العربية، فمصر التي يصعد فيها دور الاسلاميين بعد الثورة بدأ تلعب دورا اكبر مما كانت تلعبه في عهد مبارك، وحقيقة ان يكون لتركيا دور في المفاوضات يعني انها بدأت تعود للعب دورها السابق كوسيط بين العرب واسرائيل. وتحذر في النهاية من مخاوف عودة المعتقلين الى خيار العنف وهو ما بدا في حديثهم يوم الثلاثاء حيث اكدوا ان خيار المقاومة اثبت نجاعته كما ان دعم حزب الله للصفقة يؤكد هذه المخاوف وهذا يضعف الحركة السلمية التي قادها عباس للذهاب الى الامم المتحدة وادت الى قطع المساعدة الامريكية مما ادى الى اغلاق محطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة. وتختم بالقول ان عملية اطلاق سراح الاسرى الفلسطينيين ليست سهلة ـ من الجانب الاسرائيلي - ولكن كما عملت دروس شمال ايرلندا فان عملية الافراج عن المعتقلين هي جزء من تحقيق السلام.اسرائيل القويةمن جهة اخرى كتب اوري درومي الذي عمل ناطقا باسم حكومة اسحق رابين بين عام 1992 -1996، في نفس الصحيفة مقالا تحت عنوان ان الصفقة ’تبدو غير عادلة لكن اسرائيل خرجت منها قوية’. وقال انه بعد الفرح والنشوة بعودة شليط، تبرز اسئلة صعبة حول الصفقة التي ادت الى اطلاق سراح اكثر من الف معتقل فلسطيني ’ متورطين بقتل مئات من الاسرائيليين الابرياء في عمليات ارهابية شريرة، والافراج عنهم يعتبر مؤلما للعائلات المنكوبة’.واشار الى ان عملية تبادل الاسرى عام 1985 مع الجبهة الشعبية - القيادة العامة ادت الى عودة الكثيرين منهم للاعمال الارهابية. وقال ان الكثيرين في اسرائيل قالوا ان انقاذ حياة شليط جاء على حساب تهديد حياة المئات من الاسرائيليين وان المبادلة قد يؤدي الى عمليات ابتزاز اخرى في المستقبل. ويقارن بين قبول اسرائيل التبادل مع حالات اخرى حيث يقول ان المتشددين يقولون لنا انه يجب ان لا يتم التفاوض مع الارهابيين مشيرا الى ما قاله السفير الامريكي روبرت اوكلي لمحمد فرح عيديد رجل الحرب الصومالي الذي اختطفت جماعته الطيار مايكل دورانت بعد تحطم بلاكهوك في مقديشو عام 1993 حيث هدده بتدمير مقديشو بمن فيها من ’رجال ونساء واطفال وجمال وقطط وكلاب وشياه وحمير وكل شيء.. سيكون ما يحدث مؤسفا لنا ولكن هذا هو ما سيحدث’. وقال ان هذه هي على ما يبدو نفس السياسة البريطانية التي رفضت التفاوض مع خاطفي كين بيغلي في العراق عام 2004 وتركته يقتل وهو ما تختلف السياسة الاسرائيلية عنه. واضاف انه لو كان بيغلي اسرائيليا لما ترك يواجه مصيره ولكان حيا يرزق اليوم. وقال ان اسرائيل كانت ستحاول انقاذه عبر عملية، مذكرا بعملية عنتيبي.وفي حالة غياب الخيار العسكري فان اسرائيل ستتجه نحو التفاوض لان تعاليم اليهودية تؤكد على ان ’من ينقذ حياة انسان فكأنما انقذ حياة العالم كله’. وقد يكون هذا الموقف علامة ضعف، مشيرا الى حسن نصر الله، الامين العام لحزب الله قال ’سننتصر لانهم يحبون الحياة اما نحن فنحب الموت’. وقال ان اسرائيل دفعت الثمن لانقاذ حياة شليط اما ’ الشيخ الذي تفاخر فهو رهين خندقه في بيروت وسنعمل ان يبقى فيه’. وختم بالقول ان عودة شليط لن تؤدي الا الى تقوية اسرائيل وشعور جنود الجيش الاسرائيلي ان دولتهم ستكون الى جانبهم مهما كان الثمن وقال ’افتخر اليوم بكوني اسرائيليا’.وبنفس النبرة كتب ستينفن بولارد محرر الصحيفة اليهودية في بريطانيا ’جويش كرونيكل’ الذي قال ان اسرائيل المهددة بوجودها منذ عام 1948 والتي يخدم فيها كل المواطنون اجباريا في الجيش فان من واجب الدولة ان تعتني بجنودها ولهذا فان شعبية نتنياهو ارتفعت في الاستطلاعات الى 79 بالمئة. ويقول الكاتب ان الشعور بالتضامن مع شليط راجع الى ان كل الاسرائيليين خدموا في الجيش وعليه فان اختطاف واحد من الجنود مأساة لا تقتصر على العائلة فقط بل على كل اسرائيل. ويعتقد ان كلا الطرفين في معادلة التبادل كان محكوما بالظروف، اسرائيل بتغيرات الربيع العربي، وحماس باوضاعها في غزة وشعبيتها المتراجعة بسبب ظروف المعيشة.طريقة تغطية الصحفولعل الطريقة التي غطت فيها الصحف عملية التبادل تختلف وتعبر عن موقف كل صحيفة مع ان الميل دائما كان مع شليط الذي احتلت صورته الصفحة الاولى في ثلاثة صحف، وظهر فيها في زيه العسكري، حيث وضعت صحيفة ’الغارديان’ بعنوان ’ افتقدت عائلتي عودة جندي اسرائيل الولد’ وتقريرين على صفحتين بعنوان واحد ’نشوة ودموع على جانبي الصراع في الشرق الاوسط’ حيث قدمت تحت العنوان تقريرا-من اسرائيل وغزة وفي وسط الصحيفة صورة كبيرة لاحتفالات الفلسطينيين وتختصر أفراح الفلسطينيين بعملية التبادل ويظهر في الصورة سامر طارق العيسوي، أحد السجناء المفرج عنهم، وقد اعتلى صهوة جواد أبيض ورفع بيده العلم الفلسطيني في مدينة القدس، وحوله العشرات من الفلسطينيين الذين ارتسمت على وجوه معظمهم علامات الفرح ويحملون الرايات الفلسطينية. كما افردت مساحة صغيرة لتقرير ’الوجه الهزيل يطرح اسئلة عن معاملة حماس.’ اما الاندبندنت فقد وضعت على الصفحة الاولى يظهر فيها شليط ووالده ونتنياهو وباراك وعنوان ، ’شالوم شليط، اسرائيل ترحب بعودة ابنها المفقود’ وتقارير في الداخل ’ يبدو هزيلا لكنه جيد ويستطيع المشي’ واخر من غزة ’على الرغم من الحصار والمعاناة فاننا نتشارك في الشعور بالنصر’ ومقال للناطق باسم حكومة اسحق رابين اوري درومي ’ تبادل غير عادل، لكن اسرائيل قوية لتحقيقه’ وافتتاحية رئيسية ’تنازل حماس هو على الاقل علامة امل’. اما التايمز فظهرت صورة شليط وهو يؤدي التحية وعنوان : بعد خمسة اعوام في نفق، شليط يحيي الحرية’ وفي الداخل ’خجول، منرفز، هزيل وعاطفي’. واخر عن الفلسطينيين ’الفلسطينيون يدعون لاختطاف اسرائيليين’.ومقال لتيري ويت الرهينة السابق في بيروت، قال فيه ’حان الوقت لان تنعزل وتتكيف’. صحيفة ديلي تلغراف الوحيدة التي لم تختر صورة على الصفحة الاولى، واكتفت بتغطية داخلية ’ ولد تجمد الوقت امامه يعود للبيت في الوقت الذي يحتفل فيه الرجال بالاقنعة السوداء بالنصر’. واخر ’صحة الجندي قد تحتاج الى وقت كي تتعافى’.