خبر : الأسرى المبعدون لغزة أمضوا أول ليلة في غرف فندقية فاخرة لكن زنازين السجن تراود خيالهم

الخميس 20 أكتوبر 2011 07:21 ص / بتوقيت القدس +2GMT
الأسرى المبعدون لغزة أمضوا أول ليلة في غرف فندقية فاخرة لكن زنازين السجن تراود خيالهم



غزة  لا تزال ذكريات السجون الإسرائيلية المؤلمة وطريقة العيش بداخلها تراود أذهان الأسرى الذين ناموا على فراش جديد في فندق يقدم أفضل الخدمات في أول لياليهم البعيدة عن أوامر السجان، بعد أن تنشقوا هواء الحرية في صفقة تبادل الأسرى، في وقت تهافت أهالي الأسرى الذين أبعدوا من الضفة الغربية إلى غزة لمعانقة أبنائهم بعد سنوات الحرمان.ففي فندق ’الموفمبيك’ المطل مباشرة على بحر غزة والمصنف في غزة ضمن الفنادق التي تقدم خدمات ’خمس نجوم’، حل به الأسرى الذين أبعدوا إلى غزة، أمضى هؤلاء أول أيام الحرية خارج غرف السجون التي اعتادوا على جدرانها لعشرات السنين.لكن لا غرف هذا الفندق المجهزة بشكل كامل، ولا شكله المتدرج هندسياً استطاعا أن يبعدا شبح زنازين السجون الإسرائيلية عن أذهان الأسرى المحررين.وقال عدد من الأسرى المفرج عنهم في الصفقة، بعد أن قضوا أكثر من عشر سنوات من الاعتقال انهم ما زالوا يشعرون بأنهم في حلم. وقال احدهم وقد بدا متأثراً أنه أفاق صباح أمس من نومه وكان يشعر أنه لا زال في غرفة السجن، وأنه لم يكن يصدق حين خلد لنومه بعد انتهاء الاحتفالات بخروجهم أنه سيضع جسده على فراش غير ذلك الذي رافقه لأحد عشر عاماً، ويقول ان هذا الأمر ربما يستمر لبعض الوقت حتى يعتاد على ’عيشة الحرية’.وتابع أنا متأكد أني حر الآن، لا قيود علي ولا ساعة مخصصة للخروج من غرفة السجن، ولا موعد محددا للطعام، ولا للنوم، كما كان متبعا، لكن نسيان هذا الروتين يصعب تحقيقه في يوم وليلة.وفي ساعات الصباح الأولى ليوم أمس وهو اليوم الأول بعد الحرية شوهد الأسرى المحررون الذين نزلوا في فندق ’موفمبيك’ وهو يجوبون ساحته مشياً خلف بعضهم البعض، على غرار ما كانوا يقومون به في السجن، وقت ما تسمى ’الفورة’، أي خروجهم لبعض الوقت من غرف السجن، التي كانوا يستغلونها للمشي.وذكر أحد المشرفين على مطعم الفندق أن غالبية الأسرى فضلوا عند سؤالهم عن موعد تقيم الفطور، تناوله في وقت محدد، إذ تبين أنه ذات الوقت الذي كان يتناولون فيه الطعام في السجن، ويشير هذا المسؤول أن هؤلاء الأسرى أفاقوا تقريباً في موعد مبكر.وفي السجن تقوم مصلحة السجون بإفاقة الأسرى مبكراً، لإجراء عملية العد اليومي، وتتكرر هذه العملية في المساء أيضاً.وذكر أيضاً أهالي أسرى عادوا إلى منازلهم في غزة أن أبناءهم حافظوا على القيام مبكراً من النوم، لافتين إلى أنهم كانوا يتوقعون أن يبقوا خالدين في الفراش لساعات طويلة بسبب رحلة القدوم إلى غزة.ويأمل هؤلاء الأسرى نسيان مرارة عشرات السنين قضوها في السجون الإسرائيلية في الوقت القريب، من خلال تفاعله مع الحياة الجديدة.ويقول الأسير زهير الششنية الذي خرج من السجن إلى منزله وسط قطاع غزة بعد 22 عاماً من الأسر، أن كل شيء تركه قد تغير.وذكر في حديثه أن شكل المخيم (البريج) لم يعد كما كان في السابق، إضافة إلى أشياء كثيرة أخرى، ويقول انه كباقي الأسرى ظل يتلهف منذ أسر فصائل المقاومة في غزة منذ خمس سنوات لحظة إتمام الصفقة وخروجه من السجن.ووصل إلى القطاع تباعاً منذ مساء الثلاثاء مجموعات تضم زوجات وأبناء وأمهات الأسرى من معبر رفح البري، وشهد يوم أمس زيادة في أعداد هذه الأسر التي حطت في ذات الفندق الذي حجر به للإقامة للأسرى المبعدين.وقال لؤي عودة وهو أحد الأسرى من مدينة القدس أن ينتظر وصول باقي أفراد عائلته الذين وصلوا مصر، بعد خروجهم من القدس تجاه الأردن.ويشير الى ’ أن أحد أفراد عائلته وصل أول أمس، أي في اليوم الذي وصل فيه إلى غزة ضمن عملية تبادل الأسرى، وقال أيضاً معبراً عن سروره بالخروج ’أشعر أني أعيش بين أهلي، وخروجي لغزة أفضل من بقائي في السجن’.ولؤي كان يقضي حكماً بالسجن مدته 28 عاماً، أمضى منها 10 سنوات.كذلك وصلت عائلة الأسير المحرر طارق عز الدين، إلى قطاع غزة بعد أن انطلقت من قرية عرابة قضاء مدينة جنين شمال الضفة الغربية.وبموجب صفقة التبادل جرى إبعاد 163 أسيراً من مناطق الضفة الغربية والقدس إلى قطاع غزة، إضافة إلى 41 أسيرا جرى إبعادهم إلى تركيا وقطر وسورية.وأقام غالبية الأسرى الذين أطلق سراحهم إلى غزة في فندق ’موفمبيك’، وهو الفندق الوحيد في الذي يمكنه استيعاب العدد الأكبر من الأسرى.وهناك في الفندق لا تزال قبلات الفرح تمزج بالدموع التي لم تنقطع من عيون الأسرى وأهليهم، خاصة وأن عوائلهم التي خرجت من الضفة الغربية تصل تباعاً إلى غزة.وفي أحياء قطاع غزة أقام أهالي الأسرى خياماً في الشوارع لاستقبال المهنئين، وضعت على مداخلها أعلام الفصائل ولافتات ترحيب وصوراً لقادة من فتح وحماس، ووزع فيها حلوى وعصائر.ويعمل مسؤولون في حماس على الإشراف على ترتيب وضع الأسرى المبعدين، إذ عقدوا يوم أمس لهم اجتماعاً لإطلاعهم على الترتيبات الخاصة بسكنهم، وتسليمهم بعض الاحتياجات الشخصية.حيث قال أحد المشرفين على استقبال الأسرى أنهم سيسلمون ملابس تم شراؤها للمبعدين، إضافة إلى هواتف نقالة لتسهيل عملية اتصالهم بذويهم.