المبعوث الخاص لرئيس الوزراء ديفيد ميدان سافر أمس الى مصر لتنسيق الترتيبات الاخيرة في صفقة شليط والتي يفترض ان تتم بعد غد. وقالت مصادر سياسية أمس ان ميدان حاول "ربط الاطراف كي يحقق ادارة سلسة للصفقة"، ولكن في جهاز الامن يستعدون لسيناريوهات تحاول فيها محافل متطرفة من الطرفين – الاسرائيلي والفلسطيني – تخريبها في اللحظة الاخيرة تماما. والمخاوف الاساسية تتركز في عملية ضد السجناء الفلسطينيين في اطار "شارة ثمن" أو في محاولة محافل فلسطينية التشويش على عودة شليط بأمان الى الاراضي الاسرائيلية. كما ان المطلب الاخير لحماس، بتحرير 6 سجينات أخريات، من شأنه ان يدق العصي في عجلات الصفقة، ولكن تتعاطى القدس مع ذلك باستخفاف: "حماس واسرائيل على حد سواء تجاوزتا نقطة اللاعودة". ديفيد ميدان، المبعوث الخاص لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وصل امس الى القاهرة لاغلاق تفاصيل تنفيذ الصفقة وتنسيق نقل شليط الى اسرائيل. وسيحاول ميدان الوصول الى صيغة متفق عليها ومنسقة بين اسرائيل وحماس منعا لمفاجآت اللحظة الاخيرة، كالطلب الاخير من محافل في حماس لتحرير 6 سجينات أخريات غير الـ 27 سجينة اللواتي اتفق عليهن في صيغة الصفقة الأصلية. عزت الرشق، عضو المكتب السياسي لحماس، قال في حديث مع مواقع انترنت عربية ان المنظمة اكتشفت "مؤخرا فقط بأن عدد السجينات المتواجدات في السجن الاسرائيلي هو 33 وليس 27". وقال "ما اتفق عليه في الصفقة هو تحرير كل السجينات وليس تحرير عدد معين". فردت محافل رسمية في القدس ضالعة في تفاصيل الصفقة على ذلك بقولها ان "حماس واسرائيل على حد سواء تجاوزتا نقطة اللاعودة في الصفقة، بحيث ان الأحاديث عن ضغط ايراني على حماس أو محاولة لادخال عناصر اخرى الى الصفقة في شكل المطالبة بتحرير سجينات أخريات، هراء. اسرائيل وبالأساس حماس اتخذتا خطوات لا يمكن التراجع عنها". مناطق نظيفة أحد العوائق التي يتحدثون عنها في جهاز الامن هو محاولة جهات اسرائيلية متطرفة المس بالسجناء الفلسطينيين الذين سيخرجون من 11 سجنا باتجاه سجن كتسيعوت، حيث سيُجمعون قبيل تنفيذ الصفقة. والتخوف هو من ان يهاجم يهود بهذا الشكل أو ذاك الباصات في محاولة تنفيذ "شارة ثمن" بهدف المس بتنفيذ الصفقة في اللحظة الاخيرة. في إطار استعدادات مصلحة السجون، سيرافق قوافل الباصات مقاتلو وحدة "نحشون"، التي تستعد لسلسلة سيناريوهات لتشويش حركة القوافل. وبعض القوافل سترافقها دراجات مصلحة السجون التي ستسافر أمامها بمئات الامتار حتى كيلومترات لفحص المنطقة. وفي الجيش الاسرائيلي يعتزمون الاعلان قبيل يوم الثلاثاء عن مناطق حول سجن كتسيعوت مناطق عسكرية مغلقة. كما أن بعض الطرق التي ستتحرك عليها باصات السجناء ستصبح مناطق نظيفة. تخوف آخر يطرحونه في جهاز الامن هو ردود الفعل في الجانب الفلسطيني، ولا سيما من جانب محافل متطرفة غير راضين عن صيغة الصفقة. والتخوف هو أن يحاولوا في غزة المس بشليط عندما يخرج من مكان اخفائه الى أن ينتقل الى مصر وذلك لتفجير الصفقة في اللحظة الاخيرة. ويقدرون في جهاز الامن بانه اذا ما وقعت بالفعل مثل هذه المحاولة فانها ستأتي من جهة أقرباء عائلات الفلسطينيين الذين تبقوا في السجون في اسرائيل أو من جانب جهات في منظمات ارهابية متطرفة معنية باهانة اسرائيل في اللحظة الاخيرة، امام ناظر الجميع.