خبر : رئيس الاستخبارات العسكريّة الأسبق: الشرع اتهم باراك بالكذب والمراوغة والتضليل

الجمعة 14 أكتوبر 2011 11:45 م / بتوقيت القدس +2GMT
رئيس الاستخبارات العسكريّة الأسبق: الشرع اتهم باراك بالكذب والمراوغة والتضليل



القس المحتلة / سما / يُعتبر الجنرال الإسرائيلي في الاحتياط، أوري ساغي، من أشد المؤيدين في المؤسسة العسكريّة في الدولة العبريّة لإبرام السلام مع سوريّة، وقد شغل ساغي منصب رئيس شعبة الاستخبارات العسكريّة (أمان)، وشارك في المفاوضات المباشرة التي جرت في العام 2000 في شيبردستاون بالولايات المتحدّة الأمريكيّة بين السوريين والإسرائيليين بهدف التوصل لاتفاق سلام بين الطرفين، برعاية الرئيس الأمريكيّ آنذاك، بيل كلينتون، حيث ترأس الوفد السوريّ وزير الخارجيّة، فاروق الشرع، في ما كان رئيس الوزراء، إيهود باراك، رئيس الوفد الإسرائيليّ. وفي هذه الأيام أصدر الجنرال ساغي كتابا جديدا حمل عنوان ’اليد التي جمدت’، أما اليد التي يقصدها فهي يد إيهود باراك وزير الأمن الإسرائيليّ الحالي، الذي أوكل لساغي خلال فترة رئاسته للحكومة الإسرائيلية ملف المفاوضات مع سوريّة، في حين جمدت يده هو خوفًا من التوقيع على معاهدة سلام مع سوريّة عندما اقتربت ساعة الحسم، الأمر الذي دفع رئيس أمان الأسبق إلى التساؤل وتحويل السؤال إلى عنوان فرعي لكتابه، لماذا تخاف إسرائيل من سلام مع سوريّة أكثر من الخوف من الحرب معها، ويقترح المحلل عكيفا إلدار تقصير العنوان الفرعيّ وجعله: لماذا تخاف إسرائيل السلام. الكتاب يؤكد بشكلٍ غير قابلٍ للتأويل، ما ذهب إليه دنيس روس ومارتن انديك، اللذان كانا في طاقم المفاوضات الأمريكي، من أن رئيس وزراء إسرائيل قد فوت فرصة إنجاز اتفاق سلام مع سوريّة، علمًا أن باراك يلقي بالمسؤولية على الرئيس السوريّ الراحل، حافظ الأسد. وفي الكتاب يكشف ساغي، الذي جلس بين باراك وأمنون ليبكين شاحاك، لأوّل مرّة عمّا دار في الاجتماع الذي جرى مع فاروق الشرع وزير الخارجيّة السوري، في حينه، تحت رعاية الرئيس الأمريكي بيل كلينتون، في كانون الاول (ديسمبر) من العام عام 2000، حيث يكتب كيف تكلّم الشرع، حين توجّه إلى الرئيس الأمريكيّ وقال له: إذا أردت استعمال اللغة غير الدبلوماسية، سيدي الرئيس، كنت سأقول لقد استغفلوني، نعم السيد باراك استغفلني في (بلير هاوس) اتفقنا على أجندة، هل هذا صحيح سيدي الرئيس، ويؤكد ساغي في كتابه على أنّ وجنتي كلينتون احمرتا واصطكت أسنانه ولم ينف. ويتابع المؤلف قائلاً إنّ وزير الخارجيّة السوريّ تكلم على مدار نصف ساعة، يقول الجنرال ساغي: وأنا كإسرائيليّ لم أشعر بالفخر، لقد قال الشرع لرئيس وزراء إسرائيل، إنه يكذب، إنّه بدون مصداقية، إنّه يعد ولا يفي وإنه يستغفل الجميع، وخلال فترة حديثه حظي كل الوقت بدعم وتأييد رئيس الولايات المتحدة، الذي قال له أنت صادق مائة بالمائة، ويخلص رئيس الاستخبارات العسكريّة الأسبق إلى القول إنّ المصيبة أنّ الشرع لم يكن مخطئًا، على حد تعبيره. إلدار يستنتج، أن التوثيق التفصيلي والمميزات الحادة التي أوردها ساغي حول كيفية إدارة باراك للمفاوضات مع السوريين، تثري التصور والرواية المتعلقة بالمفاوضات مع الفلسطينيين في كامب ديفيد في تموز (يوليو) من العام 2000 ويقول إنّه عندما وصلت المفاوضات مع السوريين في شبردستاون إلى نقطة الحسم بدأت تلاحق باراك أسئلة يصفها ساغي ساخرا بالكارثية، مثل هل ستجري مصافحة أم لا، الأمر الذي يقول عنه ساغي إنّه ذكره بجراح يدقق في مسألة استعمال أدوات الجراحة في وقت يرقد أمامه مريض ينزف دمًا، كما يصف بصورة مفصلة كيف كان باراك يروح ويجيء في الممرات في السباق إلى اللا مكان، كما يقول، لقد كان مثل المظلي الذي ينطلق نحو إنجاز تاريخي وفي اللحظة الأخيرة يتمسك بالأبواب ويرفض القفز من الطائرة، ويصف أداء باراك بالجنونيّ، على حد تعبيره. ويلفت ساغي في كتابه إلى أنّه من غير المعقول مواصلة الاعتماد على القوّة العسكريّة مهما كنت قويّا، مشددا على أن الجيش الإسرائيلي قادر على الدفاع عن الدولة العبرية وحدودها ولكن الثمن المتوقع في حرب قادمة يدعو للتفكير قبل الشروع في حرب كهذه، على حد قوله. ويخلص إلدار إلى القول إنّ ما يكسب انتقادات ساغي الحادة ضد باراك المصداقية، أنّها غير صادرة من إنسان حالم أو رومانسي، بل من إنسان أمضى خيرة سنوات حياته خلف فوهة البندقية، والسلام بالنسبة له هو مجرد وسيلة لتثبيت أمن إسرائيل وتمكينها من البقاء في الغابة الشرق أوسطية، كما يقول ساغي، الذي ما كان يريد أن يتخيل ما كان سيصيب إسرائيل في هذه الأيام لولا معاهدات السلام مع مصر والأردن.