خبر : قادة سابقون في الشاباك يؤيدون صفقة تبادل الاسرى مع بعض التحفظات

الجمعة 14 أكتوبر 2011 12:06 ص / بتوقيت القدس +2GMT
قادة سابقون في الشاباك يؤيدون صفقة تبادل الاسرى مع بعض التحفظات



القدس المحتلة / سما / أعرب عدد من المسئولين السابقين بجهاز الشاباك عن رضاهم وتأييدهم لصفقة التبادل التي جرت بين الحكومة الإسرائيلية وحركة حماس، وبالرغم من تأييدهم لهذه الصفقة فإنهم يرون أن ما دفعته إسرائيل لاستعادة جندي واحد أمراً مبالغ فيه. رئيس الشاباك السابق "يعقوب بيري" عبر عن رضاه العميق من صفقة التبادل، معتبراً أن الحكومة الإسرائيلية لم تتجاوز الخطوط الحمراء عند قبولها لهذه الصفقة. وأضاف:"إن الفائدة الوحيدة من هذه الصفقة هي إعادة الجندي الأسير جلعاد شاليط إلى أهلة وذويه، وبالرغم من ذلك فإن هذه الصفقة ليست خالية من الأخطار". وتابع "بيري" والذي شغل منصب المستشار الأمني لعدد من رؤساء الحكومة الإسرائيلية:"لقد كنت مؤيداً للتعاطي مع الشروط التي وضعتها حركة حماس لإطلاق سراح شاليط، ولقد رفضت الإدعاءات القائلة بأن تنفيذ الصفقة سيؤدي إلى انتفاضة ثالثة، وبالعكس فإن الجمود السياسي هو الذي سيؤدي إلى مثل هذه الانتفاضة". وأعتبر "بيري" أن قرار الحكومة الإسرائيلية بتقسيم مراحل إطلاق الأسرى على مرحلتين هي خطوة صحيحة، حيث قال:" إن تنفيذ الصفقة عبر مرحلتين هي أمر جيد جداً، وذلك لعدة اعتبارات، أولاً من الناحية التكتيكية هي أمر جيد، وثانياً لأنها تجعل قدرة الحكومة الإسرائيلية على رصد ومراقبة هؤلاء المحررين أمراً سهلاً، لاسيما الأسرى القاطنين في مناطق الضفة الغربية، بالإضافة إلى أن المرحلة الثانية من الصفقة، التي تشمل إطلاق سراح 550 أسير فلسطيني تعتبر مبادرة إسرائيلية لتحسين العلاقات مع دولة مصر وإعادة الثقة بين الحكومتين". وفي رده على سؤال حول احتمالية أن تشجع  هذه الصفقة، الفصائل الفلسطينية على اختطاف جنود إسرائيليين آخرين أجاب"بيري":"الصفقة ليست من شأنها أن تشجع المنظمات والفصائل الفلسطينية على القيام بعمليات خطف أخرى، لأن هذه المنظمات تمتلك دائماً وأبداً الدوافع للقيام بمثل هذه العمليات، وإنني سعيد جداً بأن هذا المبرر لم يمنع الحكومة الإسرائيلية من المصادقة على الصفقة". ومن جانبه قال "رامي إيجرا" والذي كان قد شغل منصب مسئول دائرة الأسرى والمفقودين في جهاز الموساد أن الحكومة الإسرائيلية ستدفع ثمنناً باهظاً في المستقبل، بسبب موافقته على إطلاق سراح شاليط مقابل أكثر من 1000 أسير فلسطيني. وأضاف:"إنني سعيد جداً بإتمام هذه الصفقة وعودة جلعاد المحتملة إلى بيته، صحيح أننا الآن مسرورين وسنعانق عائلة شاليط وكذلك جلعاد عندما سيعود من الأسر، ولكنني أعتقد أن هذه هي بداية مرحلة ستدفع إسرائيل فيها في المستقبل ثمنناً باهظاً لأنها أخرجته". وأوضح قائلاً:"إن الصفقة تثبت لأعداء إسرائيلي أن جندي واحد مخطوف هو سلاح إستراتيجي، ليس بقوته أقل من سرب طائرات من نوع F16، ولقد سمعنا رؤساء الأجهزة الأمنية  في إسرائيل قبل عدة أشهر يقولون بأننا نستطيع أن نواجه أي خطر وتحدي، ينجم عن إطلاق سراح المئات من الأسرى، وأنا بدوري أقول إن الأيام القادمة ستثبت حقيقة هذه الأقوال، وإنني أمل وادعوا أن يكونوا على حق، وألا يدفع المستوطنون دمائهم ثمناً لهذه الصفقة". وبرر "إيجرا" سبب موافقة حركة حماس على صفقة التبادل قائلاً:"إن موافقة حركة حماس على إتمام هذه الصفقة جاءت رداً على خطوة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في توجهه إلى الأمم المتحدة للإعلان عن الدولة الفلسطينية، ولذلك قررت حماس أن تعرض إنجازات خاصة بها، ولقد نجحت بذلك وأدت هذه الخطوة إلى إضعاف موقف السلطة وأبو مازن على حد سواء". وبدوره قال أحد عناصر الشاباك ويدعى "تال" والذي كان سبباً رئيسياً في اعتقال العديد من الأسرى الفلسطينيين المنوي الإفراج عنهم ضمن صفقة التبادل:"لقد قمنا بإطلاق سراح أكثر من 1150 أسير فلسطيني مقابل ثلاثة جنود كانوا في أسر منظمة الجبهة الشعبية بقيادة أحمد جبريل، وقد عاد جزء منهم إلى العمل ضد إسرائيل، وقادوا الانتفاضة الأولى والعمل المسلح فيها، ومع ذلك فلا بد من مباركة هذه الصفقة من أجل إعادة الجندي إلى أهلة، ويجب ألا ننسى أن لكل صفقة مخاطر، وعليه يتوجب على إسرائيل أن تغير سياستها مستقبلاً". وأضاف:"لم يكن من الممكن دفع أقل من ذلك من أجل شاليط، فإن حماس لم تكن لتتنازل عن أقل من ذلك، وأنا أقول ذلك من خلال التجارب السابقة، ولأنني على إطلاع جيد على سياستها وأيدلوجيتها".