خبر : إطلاق اسم محمود درويش على شارع في شفاعمرو

الخميس 13 أكتوبر 2011 01:42 م / بتوقيت القدس +2GMT
إطلاق اسم محمود درويش على شارع في شفاعمرو



القدس المحتلة / سما / نظم احتفال  أمس الاربعاء ، بإطلاق اسم محمود درويش على شارع في مدينة شفاعمرو داخل أراضي 1948، وذلك بإزاحة الستار عن اللافتة التي تحمل اسم الشاعر الراحل. جاء ذلك بناء على دعوة بلدية شفاعمرو، ومؤسسة محمود درويش للإبداع في كفر ياسيف، وبحضور جماهيري حاشد، ولفيف من المثقفين والأدباء، ورؤساء البلديات والمجالس المحلية. وشارك في إزاحة الستار مع رئيس بلدية شفاعمرو ناهض خازم، وأمين سر منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه، ورئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة محمد بركة، ورئيس محكمة الاستئناف الشرعية العليا القاضي أحمد ناطور. وبعد إزاحة الستار، انتقل الحضور إلى قاعة البلدية للاحتفاء بهذا الحدث الثقافي، الذي افتتحه الكاتب عصام خوري المدير العام لمؤسسة محمود درويش للإبداع، بكلمة عبر فيها عن تقدير المؤسسة لهذه اللفتة الطيبة التي بادرت إليها بلدية شفاعمرو في إطلاق اسم محمود درويش على المدخل الجنوبي للمدينة. وقال: بصفتنا المؤسسة المشاركة في الدعوة إلى هذا الحدث، فإننا نعتبر ذلك علامة ترسيخ تراث محمود درويش في وجدان أجيالنا الصاعدة خاصة، ونأمل بأن تواصل بلدياتنا ومجالسنا المحلية هذا النهج الحضاري الذي نراه يعزز الانتماء. وركّز رئيس البلدية ناهض خازم، في كلمته، على ضرورة الاهتمام بمبدعينا وتراثنا، وأن إطلاق اسم الشاعر الكبير على شارع في شفاعمرو، يعتبر مدعاة فخر واعتزاز لجميع أبناء هذه المدينة، خاصة أن درويش حمل هموم وأحلام شعبنا الفلسطيني إلى العالم بحيث صار عدد الذين يتفهمون قضيتنا يزداد يوما عن يوم. وأشار إلى أن بلدية شفاعمرو كانت قد أطلقت اسم الشاعر توفيق زياد على أحد شوارعها، كما أن البلدية منحت الشاعر سميح القاسم مواطنة شرف، وستواصل العمل على تحقيق أن تكون مدينة شفاعمرو عاصمة الثقافة في هذه البلاد. وتحدث عبد ربه عن الدور البارز للشاعر محمود درويش في صياغة أدبيات الثورة الفلسطينية، وكان أحد الذين رفعوا شأن الثقافة الديمقراطية الفلسطينية، ولا نستطيع إلا أن نجل الأدباء والكتّاب الفلسطينيين، أمثال: إميل حبيبي، وتوفيق زيَّاد، وإميل توما، وغيرهم من الكتاب، باعتبارهم الرّواد في رسم ثقافة علمانية أنارت الطريق أمامنا. وأضاف: محمود درويش كان الصوت العلماني الثقافي المتنوّر والواقعي والحالم للثورة الفلسطينية، وإن أهم الوثائق التي تؤرخ لنضال الثورة الفلسطينية المعاصرة وضعها محمود درويش، من الخطاب الأول لعرفات في الأمم المتحدة الذي أطل عبره على العالم بلغة جديدة ظلّ يواصلها في مخاطبة العالم، حتى أكسب القضية الفلسطينية من خلال دفاعه عن الحرية والديمقراطية، الكثير من الأبعاد الإنسانية والثقافية والسياسية. وعبّر بركة عن اعتزازه بالانتماء إلى هذه المدينة التي تكرّم شاعر فلسطين، وشاعر الإنسانية محمود درويش، وقال: لن تضيف تسمية شارع لمحمود درويش شيئا، بقدر ما تضيف لنا أشياء وأشياء، أولها أننا شعب يحترم رموزه ومبدعيه، وآخرها الانتماء إلى فضاء الحضارة والانتماء، خاصة أن الشاعر هو قضية، ودرويش الشاعر أكثر من تناغمت مع شعره القضية، وأكثر من تناغم هو ذاته في القضية، حتى بلغ الأمر حد الارتباك، فإذا قلت فلسطين، فكأنك قلت درويش.. وإذا قلت محمود، فكأنك قلت: فلسطين. وتحدث عضو المجلس الاستشاري لمؤسسة محمود درويش للإبداع القاضي ناطور، عن محمود درويش الشاعر والإنسان، متوقفا عند سعيه الدائم من أجل أن ينال شعبه الحرية والاستقلال، ثم تحدث عن دوره البارز في رفع راية قضية الشعب الفلسطيني إلى أهم المنابر العربية والعالمية، وأثنى على مبادرة بلدية شفاعمرو في إطلاق اسم شارع في المدينة على اسمه، وعبّر عن اعتزاز المؤسسة بمشاركتها بتحقيق هذا الإنجاز الثقافي الذي يليق ببلدية شفاعمرو وبأهلها. وفي كلمة مؤسسة محمود درويش، قال المحامي جواد بولس: ’أغار منك شفاعمرو مثل غيرتك على تخليد أعلامنا ومبدعينا، وأنت بهذا تختلفين عن باقي مدننا وقرانا في عدم الاكتراث إلى هذا الجانب، مع اعتقادي بأن تخليد مبدعينا من خلال اطلاق أسمائهم على الشوارع والمؤسسات، ’يتجاوز التسمية، حيث إن الشارع يعتبر مجازا شريان الحياة النابض بالحركة والعطاء، وأن التجمهر الذي شهدناه قبل قليل لمناسبة إطلاق اسم محمود درويش على واحد من شوارع هذه المدينة الخيِّرة، سيجعل المارة يستفسرون عن سبب ذلك، وسينقلون ما شاهدوه إلى من يحيط بهم، وبهذا نكون قد حققنا الجو الثقافي والإنساني الذي نحتاجه خاصة في هذه المرحلة الحرجة التي تعصف بشعبنا’. وقدّمت الفنانة ابنة شفاعمرو، ريم تلحمي بمرافقة فرقتها الموسيقية، وصلة غنائية خاصة بها، ضمَّت مجموعة من قصائد محمود درويش، وأخرى من ’عرس الدم’ للوركا، وعددا آخر من الأغاني التي تعتمد على التراث الفلسطيني، وقد تميَّز أداء ريم بنقل الأحاسيس التي تريدها إلى الجمهور بشكل جعله يتفاعل معها ويقابلها بالكثير من الإعجاب والتصفيق.