غزة / سما / حذر مركز الميزان لحقوق الإنسان، في ورقة حقائق أصدرها، بعنوان ’مقالع الرمال واقع مرير يحتاج إلى بديل’، اليوم الأربعاء، من الاستغلال الجائر للثروة الرملية في قطاع غزة. ودعت الورقة جهات الاختصاص إلى إيلاء أهمية أكبر لمشكلة مقالع الرمال، والتحقق من أن استغلالها يتم بصورة تتناسب مع الاحتياجات العمرانية من جهة، وبما يتناسب مع متطلبات حماية البيئة والمياه والتنوع الحيوي في قطاع غزة، والنظر في مشاريع استيراد الرمال من شبه جزيرة سيناء لتجنب المشكلات البيئية التي تحدق بقطاع غزة. وتلقي الورقة الضوء على واقع مقالع الرمال في قطاع غزة في ظل الكميات المحدودة للرمال والطلب المتزايد عليها والذي يعود إلى التطور الطبيعي لتلبية الاحتياجات العمرانية والبنية التحتية وبناء المؤسسات الخدماتية وغيرها، سيما مع العجز الكبير الذي لحقها نتيجة الحصار ومنع قوات الاحتلال إدخال مواد البناء للقطاع. وتشير الورقة إلى وجود ثمانية مقالع للرمال في قطاع غزة، وأن إجمالي الكميات المسحوبة من الرمال بكافة أنواعها من هذه المقالع بلغ (1405625) م3 للشهور الثمانية الأولى من العام 2011، وهي تعد كمية كبيرة جدا مقارنة بالأعوام السابقة 2008، و2009، و2010، والتي بلغت إجمالي الكميات المسحوبة فيها على التوالي: (305500) م3، (883250) م3، (1708911) م3. وتظهر أن حاجة القطاع من الرمال في ذروة العمران وإعادة البناء إلى حوالي 12 مليون متر مكعب في العام الواحد. كما رصدت وجود مقالع للرمال في المنطقة الشرقية للمحافظة الوسطى وبيت حانون، والتي تحول قوات الاحتلال الإسرائيلي دون استغلالها، ما يزيد من الاستخدام الجائر للمقالع الساحلية والتي لها بالغ الضرر على المياه الجوفية. وتطرقت الورقة أيضا إلى ما يتسبب به الاقتلاع الجائر للرمال من آثار سلبية خطيرة على البيئة والخزان الجوفي للمياه، إضافة لإمكانية نضوب هذه الرمال نظرا لمحدوديتها ما سيكون له انعكاسات خطيرة على قطاع البناء وبالتالي على الحق في السكن الملائم، وجملة من حقوق الإنسان الأخرى. وأكدت الورقة خطورة الاقتلاع الجائر للرمال – محدودة الكمية أصلا - على الأوضاع البيئية في قطاع غزة، وأنه يقدر حاجة سكان القطاع لهذه الرمال لتلبية احتياجاته العمرانية وبناء المؤسسات والبنية التحتية، سيما تلك التي دمرتها قوات الاحتلال عبر اعتداءاتها المتكررة على الأعيان المدنية، وخاصة خلال العدوان الأخير، وفي ظل الحصار الجائر الذي حال دون إدخال مواد البناء بشكل يساعد على إعادة الإعمار وتلبية الاحتياجات الطبيعية لقطاع البناء. وطالب مركز الميزان المجتمع الدولي بالقيام بالتزاماته تجاه حقوق السكان المدنيين في قطاع غزة بما يحفظها وذلك بالضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي لرفع الحصار الجائر عن قطاع غزة والقيام بمسؤولياته والمساعدة على إيجاد بديل لاستخدام رمال القطاع باستيراد الرمال من الخارج.