بعد اسبوع فقط من احراق المسجد في الشمال، وصلت النار الى وسط البلاد أيضا – الى يافا. فقد افسدت قبور مسلمين ومسيحيين، وبالمقابل القيت زجاجة حارقة نحو كنيس. سكان يهود وعرب دعوا الى عدم الانجرار وراء المتطرفين – ولكن واضح للجميع بان الوضع في يافا قابل للانفجار، جدا.مساء يوم الجمعة اكتشفت شعارات تنديد في مقبرتين، اسلامية ومسيحية، في المدينة. فقد رش المجهولون شعارات "الموت للعرب" وكذا "شارة ثمن". اضافة الى ذلك رشت على بعض الشواهد شعارات "GAO2"، التي تمثل على حد قول الشرطة مؤيدي فريق كرة القدم في البلاد وكذا شعارات "الموت للروس".عندما اكتشفت الشعارات وقع على مسافة غير بعيدة من هناك حدث عنيف آخر، صعد هو ايضا التوتر الديني في المدينة. فقد كان احد سكان يافا يسافر في سيارته ووصل الى مفترق يوسف تل في بات يام. وفجأة تجمع حوله عشرات الاشخاص ممن غضبوا لسفره في يوم الغفران. واضطر الى الهرب والاختباء في مبنى مجاور، ورافقه افراد شرطة وصلوا الى المكان الى سيارته ففوجئوا بان الجموع أحدثت ضررا بالسيارة بل وقلبتها. وحسب الاشتباه فقد رشت الشعارات قبل يومين من اكتشافها على الاقل. مصور اصولي يدعى يعقوب ليدرمان، وصل الى المكان بتكليف من الصحيفة الاصولية "بكهيلا" روى أنه رأى الشعارات منذ يوم الاربعاء. "سافرنا الى المقبرة المسيحية في يافا إذ بحثنا عن مكانا مثيرا للاهتمام للتصوير "، قال أمس ليدرمان، "وفقط بعد ان صورنا انتبهت لشعار "الموت للعرب". واشعال تدنيس المقابر غضب سكان المدينة. "غضبنا هو تجاه الشرطة التي لم تؤدي دورها"، قال أمس المحامي احمد بلحة، أحد قادة الجمهور العربي في يافا. "كان يجب ان يقوموا بالرقابة وان يشددوا الامن ليس فقط في الكنس بل وفي الاماكن المقدسة للمسلمين ايضا". وحسب المحامي بلحة قبل اسبوع ايضا اكتشفت شعارات مشابهة في مقبرة اخرى في المدينة. شيخ يافا أيضا، سليمان السطل، دعا الشرطة الى العمل. "محظور ان تكون الاماكن المقدسة جزء من صراعات النزاع. ليس لدينا القوى البشرية والميزانيات لحماية كل الاماكن المقدسة في يافا – هذا دور الشرطة". هذا وخرج عشرات من سكان المدينة الى ساحة يافا امس للتظاهر ضد تدنيس القبور. وكان هناك يهود وعرب تظاهروا معا ضد المتطرفين الذين على حد قولهم يهددون بتدمير نسيج الحياة الحساس في يافا. "هذه مدينة على أي حال تدار كل الوقت على الخط الدقيق الذي بين اليهود والعرب"، قال اهرون (50) من سكان حي العجمي الذي شارك في المظاهرة. "ودوما يوجد هنا فقط جيرة طيبة. العلاقات بيننا ستبقى حسب بعد هذا الحدث". غير أن ليس كل السكان استجابوا للرسالة التصالحية: في أثناء المظاهرة القيت زجاجة حارقة نحو كنيس مجاور. وبالحظ فقط لم تقع اصابات، وتعرض المكان الى ضرر طفيف. "آمل جدا الا ننجر وراء المتطرفين وما يحاولون دهورتنا اليه"، حذر أمس احد سكان المدينة كمال زكريا كان يقف قريبا من المكان. يبدو أن احدا في يافا لا يريد العودة الى الاضطرابات والمظاهرات العنيفة لتشرين الاول 2000. شخصيات عامة كثيرون، بينهم رئيس الدولة شمعون بيرس ورئيس البلدية رون خولدائي، سارعوا الى شجب تدنيس القبور بلهجة شديدة. "هؤلاء هم متطرفون يحاولون المس بالحياة المشتركة في تل أبيب – يافا"، قال خولدائي، "آمل أن تمسك الشرطة المجرمين وتقدمهم الى المحاكمة". ولكن الشجب لم ينجح في تهدئة السكان العرب. "بسبب فشل الشرطة في حماية أماكننا المقدسة، لن يكون لنا مفر غير حمايتها بأنفسنا"، قال النائب ابراهيم صرصور، قائد الجناح الجنوبي في الحركة الاسلامية. في عدة قرى، ولا سيما في شمالي البلاد، بدأ الشباب ينامون في المساجد وفي الاماكن المقدسة لحمايتها من احداث مشابهة. واليوم سترفع الى الشرطة شكوى رسمية بشأن تدنيس المقابر في يافا. وزير الجبهة الداخلية، متان فيلنائي، بادر الى عقد نقاش في الحكومة اليوم في موضوع احداث "شارة ثمن". وقال: "هذا هجوم اجرامي لمحافل متطرفة تشكل خطرا على دولة اسرائيل".