خبر : شعث: خطاب ابو مازن التاريخي ومعركتنا الدبلوماسية استندا لإستراتيجية حركة فتح ورؤية الرئيس للمتغيرات الدولية

السبت 08 أكتوبر 2011 05:24 م / بتوقيت القدس +2GMT
شعث: خطاب ابو مازن التاريخي ومعركتنا الدبلوماسية استندا لإستراتيجية حركة فتح ورؤية الرئيس للمتغيرات الدولية



رام الله / سما /  أكد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، مفوض العلاقات الدولية بأن المعركة الدبلوماسية باتجاه الأمم المتحدة قد بدأت فعليا بعد المؤتمر العام السادس لحركة فتح الذي عقد في بيت لحم صيف عام 2009، حيث أقر المؤتمر في حينه خطة إستراتيجية رباعية تعتمد:  المقاومة الشعبية السلمية، الحراك الدولي، الوحدة الوطنية وبناء مؤسسات الدولة.وقال شعث في مقابلة خاصة مع فتح ميديا شرح فيها تفاصيل  الحدث الأكبير والتاريخي في الأمم المتحدة :" أن توقيع المصالحة قد تم، ومؤسسات الدولة باتت جاهزة بشهادة الخبراء في العالم والمؤسسات الدولية، فإن عنصري الحراك الدولي والمقاومة الشعبية باتا مطلوبين، ومن هنا بدنأ الحراك على هذا الأساس.وقال :" تحملت مؤسسات "فتح" المتخصصة ، ومنظمة التحرير الفلسطينية، ومكتب الرئيس ووزارة الخارجية. مسؤولية هذا التحرك وهدفه الحصول على المزيد من إعتراف دول العالم بالدولة الفلسطينية، والإستعداد للذهاب للجمعية الع أكد شعث أن : "خطاب الرئيس يستند لإستراتيجية حركة فتح في كل تفاصيله، وخطاب الرئيس ابو مازن تفسير لهذه الإستراتيجية ورؤيته لهذه المتغيرات، فالإستراتيجية التي تبنتها حركة فتح مقبولة لدى كل المنظمات في الأمم المتحدة ، وهي ايضا إستراتيجية فصائل منظمة التحرير الفلسطينية التي تقول أنها صحيحة، حتى  حماس من الممكن انها تراها صحيحة، فهي تقول أنها مع الدولة على حدود عام 1967.وحول المعركة السياسية والحملة الدبلوماسية للقيادة الفلسطينية قال د. شعث: "إن العمل السياسي يشمل رؤية مصالح الدول  واخذها بعين الاعتبار ، المواقف السياسية ، الإعلام،  والعلاقات العامة ، فهذه  الأدوات الأربعة نستخدمها للوصول إلى الهدف، ، نحن نعمل بإطار تبادل المصالح والمنافع، وقد نجحنا بتوظيف علاقاتنا مع دول صديقة  لاقناع دول حليفة لها او مجاورة  للتصويت الى جانبنا ، وهناك أمثلة كثيرة على تبادل المصالح التي قمنا من خلال علاقاتنا مع الدول الصديقة كروسيا والصين والدول العربية والخليجية وغيرها من الدول، وبالتالي فإن الحملة إعتمدت على كل العناصر الأربع السابقة. "  .وشرح شعث بعضا من تفاصيل المعركة الدبلوماسية فقال :" كان لدينا 94 دولة تعترف بنا، وعملنا بجهد جماعي على زيادة هذا العدد لكي نصل إلى 129 دولة أي ثلثي العدد 193 (عدد الدول الأعضاء في الأمم المتحدة)، أما الآن فان 131 دولة تعترف بدولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران عام 1967 ".. ولاحظ شعث أن نسبة ثلثي الأصوات تحسب بالنسبة لعدد المصوتين وليس لمجموع أعضاء الجمعية العامة ، ثم قال :" لا يصوت ضدنا في الجمعية العامة سوى الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل ودولة صغيرة إسمها (ميكرونيزيا) وعدد سكانها 50000 نسمة في المحيط الهاديء، وأحيانا كندا". حدود 1967في نص الطلب الفلسطينيوشرح شعث تفاصيل نصوص الطلب الفلسطيني فقال :" ان التنصيص على حدود الرابع من حزيران للعام 1967 قد ورد بشكل واضح ومكرر في طلب العضوية الذي هو في الواقع عبارة عن 3 وثائق، وما نشر في الإعلام هو عبارة عن نص طلب العضوية المبسط ، المكون من خمسة أسطر ونصف، ففي هذا الطلب المبسيط لايوجد ذكر للحدود فهو طلب تقليدي مثل طلبات كل الدول التي تقدمت للأمم المتحدة طلبا للعضوية، وأكد شعث أن النصوص المتعلقة ب :" الحدود وقضية اللاجئين وقرار 181 و242 وكل القرارات ذات الصلة موجودة في الوثائق المرفقة في طلب العضوية، ، وأضاف:" أعتقد أنه من الضروري قراءة طلب العضوية بشكل كامل ومتزامن في نفس الوقت وبكل وثائقه لكي نعرف مضمونه".ويشير :" من الخطأ الفادح التشكيك بالغابون أو نيجيريا أو البوسنة، فكل هذه الدول معنا في الأمم المتحدة، ونفترض فيها النزاهة والشرف، ونعتقد أنهم سيصوتون لصالح الدولة الفلسطينية، فهم أصدقاء لنا ولدينا معهم علاقات قديمة وتاريخية، فنحن ندرك ما عليهم من ضغوط قوية بهدف منعهم من التصويت، وندرك ما يقدم لهم من إغراءات كبيرة، وعلينا  الحفاظ على التواصل معهم حتى يوم التصويت...باختصار علينا البقاء متيقظين للحصول على أصواتهم  وحمايتهم بنفس الوقت ، فنحن ذاهبون لمجلس الأمن ولدينا الثقة بأن الدول التسع ستصوت لصالح دولة فلسطين.البدائل.. لاعنفيةوتحدث د. شعث عن البدائل الفلسطينية فقالً:" في حال مارست الولايات المتحدة "الفيتو" فلدينا العديد من البدائل، من بينها الذهاب إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، ، أما إذا تأخرت لجنة العضوية التابعة لمجلس الأمن في البت بالطلب سنطلب إجتماعاً لمجلس الأمن لمحاسبة اللجنة على التأخير، ولكن حتى الآن لا يوجد تأخير في الطلب، وكل الامور تجري حسب الإجراءات القانونية المعمول بها. وإذا عطلوا توجهنا فلدينا بدائل أخرى، ولكن كلها بدائل "لا عنفية"، وفي هذا الإطار يمكن اتخاذ قرارات سياسية هامة، وأضاف شعث: "من البدائل ايضا التوجه للجمعية العامة، ولكن بعضوية دولة مراقب ، فنكون من خلالها في محكمة الجنايات الدولية ومحكمة العدل الدولية وصندوق النقد الدولي، واليونسكو، وفي كل المؤسسات الدولية، وقد كلفني الرئيس بالتعامل مع عضوية فلسطين في إجتماع اليونسكو، وأمامنا الطريق للوصول لعضو كامل فاعل وعامل في الأمم المتحدة، وبالتالي سنكون قادرين على الضغط على اسرائيل، اذ سنتمكن من معاقبة إسرائيل في محكمة الجنايات الدولية على ما تقوم به من إعتداءات على شعبنا الفلسطيني، ، موضحا  أن قرارات مجلس الأمن لا تكون ملزمة إلا إذا استندت إلى البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة، ، ثم  استدرك شعث فقال :" نحن لا ننوي رفع شكوى إذا أوقفت إسرائيل الإستيطان، وعادت لحدود عام ،1967 وجلست معنا على طاولة المفاوضات لإنهاء التفاوض بشأن اللاجئين، في حينها لا يعود من الضروري التقدم بشكوى ضدها".ضبابية الرباعيةوحول موقف الرباعية  الضبابي قال شعث: "اللجنة الرباعية هي من قال بأن القرارات 242 و338 و1515 وخارطة الطريق، هي مرجعية المفاوضات، بالإضافة لقرارات أخرى، وإذا كانت هذه هي المرجعية، فهذا يعني أن إسرائيل يجب أن توقف الإستيطان فوراً، وتعترف بحدود الرابع من حزيران لعام 1967، ومن ثم نتفاوض، وإسرائيل قامت وبخلاف ذلك كله في اليوم التالي لقرار الرباعية، حيث أمرت ببناء 1100 وحدة إستيطانية في القدس، وقال نتنياهو أنه لا يرى في قرار الرباعية وقفا للإستيطان، ومن هنا نعتقد بأن كل ما سمعناه من الرباعية هو مجرد مجاملات وقرارات غير ملزمة لإسرائيل، الامر الذي يعني أن أي رجوع للمفاوضات الآن هو رجوع لنفس الصيغة القديمة التي تفاوضنا فيها لمدة 20  عاما مع إسرائيل وفي الوقت نفسه تقوم بنهب أرضنا، لذلك امامنا نضال طويل وبالوسائل السلمية، والمسيرة تحتاج لجهد كبير، والأمل الآن هو في الإسراع ببناء مؤسسات الدولة وتحقيق الوحدة الوطنية بأسرع وقت ممكن.وعن معركة الحصول على الصوات التسعة في مجلس الأمن قال د. شعث: "المعركة المهمة هي في مجلس الأمن حيث 9 دول تعترف بفلسطين إعترافا كاملا، ولنا فيها سفارات كاملة، هذه الدول هي روسيا والصين والهند وجنوب إفريقيا ولبنان ونيجيريا والبرازيل والبوسنة والهرسك والغابون، إضافة لدول أخرى لنا فيها ممثليات مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال وكولومبيا، ولنا علاقة مميزة مع البرتغال، ولنا أيضا علاقة من المفترض أن تكون خاصة مع كولومبيا على إعتبار أنها منتخبة من قبل كتلة دول أميركا الجنوبية كممثل لها داخل مجلس الأمن، وأغلب دول هذه الكتلة تعترف بنا كدولة".مواقف حماس السريةوبخصوص موقف حركة حماس من مسألة طلب العضوية، قال عضو اللجنة المركزية للحركة: "إن الموقف الذي صدرت عن حماس ينقسم إلى موقفين علنيين، رغم أن المواقف السرية لحماس  كانت كلها مع التوجه الفلسطيني للأمم المتحدة، أما المواقف العلنية فكان أحدها أحمد يوسف وناصر الدين الشاعر، حيث اعلنا امام وسائل الإعلام أنهما مع التوجه الفلسطيني للأمم المتحدة.وهناك موقف ثان جاء على لسان أشخاص آخرين من حماس يؤيدون التوجه في الحقيقة، لكنهم عتبوا علينا لعدم إشراكهم في المشورة قبل الذهاب للأمم المتحدة، أما التصريحات الأخرى فقد أخذت منحاً سيئاً و" مخجلاً" ، مثالهم مشير المصري الذي قال بأن الرئيس ذهب ليتوسل في الأمم المتحدة، وكأنه لم يعلم أن الوقفة التي وقفها أبو مازن أمام العالم كانت وقفة تحد وصمود إصرار، تماماً كما كانت وقفة الرئيس الشهيد ياسر عرفات عام 1974، لذلك نعتبر هذه التصريحات غير مسؤولة وبعيدة عن مستوى الإحترام والأدب، ومن المعيب أن تصدر عن مسؤولين بحماس، وعبر شعث عن اعتقاده بوجود خلاف واضح حماس غزة ودمشق، فكلاهما يتحدث بلغة مناقضة للآخر، واشار الى خلاف مع القيادة الحمساوية في الضفة الغربية" واضاف:"  من المعيب اصدار هذه التصريحات من حركة حماس فما يحدث من معركة دبلوماسية هو لصالح الشعب الفلسطيني وعلى حماس الترفع قليلا عن مصالحها الحزبية لصالح الشعب الفلسطيني، أما بالنسبة لحركة فتح فإنها تناضل حتى يكون لشعبنا دولة مستقلة" وشدد شعث على اصرار فتح بالتوجه أجل تحقيق المصالحة الوطنية، وقال :" لن نسمح لهؤلاء أن يكونوا عثرة على طريق تحقيق الوحدة الوطنية."قصة الخطاب التاريخي" في رحلة الطائرة من عمان إلى نيويورك دارت مناقشات حول خطاب الرئيس الذي سيلقيه أمام الجمعية العامة، كنا نقرأ النصوص، ونناقشتها، وكان الرئيس يغير ويعدل فيها، أمضينا 3-4 أيام بعد وصولنا حتى لحظة إلقاء الخطاب ونحن نقرأ ونناقش الخطاب والرئيس يعدل، وقبل قراءته بساعات أضاف الرئيس فقرة، وكان في النهاية الخطاب التاريخي للرئيس، فهو وافق في نهاية الأمر على كل فقرة فيه، صحيح أن أغلب من كان معه قد ساهم في كتابته، لكن الكلمة الأخيرة كانت للسيد الرئيس، وهو الذي وضع أبياتاً من أشعار محمود درويش وأضاف إليها الرئيس كلمة(وسنكون)، فكانت علامة هذا الخطاب، أود أن أذكر أن الرئيس ياسر عرفات قد إستخدم أبياتا لمحمود درويش في خطابه أمام الجمعية العامة عام 1974  يوم قال اطلق مقولته المشهورة "لاتسقطوا الغصن الأخضر من يدي"، واشار شعث للطريقة التي ألقى بها الرئيس أبو مازن الخطاب، فقال :"  كان فيها يتحدى كل الذين يريدون حرمان الشعب الفلسطيني من كرامته وعزته، تماماً كما كانت وقفة الرئيس ياسر عرفات عام 1974، وهاتان الوقفتان تميزان تاريخ الشعب الفلسطيني في الأمم المتحدة"."كلف اعضاء  الفريق االذي يقوده الرئيس بالمهام ، فمنهم من حضر مع الرئيس إجتماعته مع قادة ورؤساء العالم، حيث إجتمع مع 53 قائداً جاءوا جميعا إلى مكتبه، فالرئيس لم يذهب إلى مكتب أحد، إكراما لفلسطين، الى المكتب الصغير من الطابق ال31 من فندق (الميلينيوم UN PLAZA) حيث كان الفريق الفلسطيني يقيم ، ومن بين القادة والرؤساء الذين جاءوا ساركوزي، وآشتون، وأنا حضرت جزءا من هذه الإجتماعات، فيما الأخوة إلى جانبه في حرص على تدوين المحاضر الرسمية.الجزء الآخر من الفريق كان يجتمع مع الدول(Key countries) أي الدول الرئيسية، وآخرون يخوضون المعركة الإعلامية باعتبارها جزءا أساسيا من المعركة الأساسية، حيث كنت وحنان عشراوي على هذه الجبهة، عقدنا المؤتمرات واللقاءات الصحافية مع وسائل الإعلام، والبرامج التلفزيونية، ونجحنا في ايصال الرؤية الفلسطينية إلى العقل الغربي والعالمي بقدر ما إستطعنا، فيما كان وزير الخارجية يعمل في أروقة الأمم المتحدة ويشتغل على أعضاء مجلس الأمن برفقة  رياض منصور مندوب فلسطيني في المنظمة الدولية".