فوز البروفيسور دان شيختمان بجائزة نوبل للكيمياء – الاسرائيلي السادس في غضون عقد من الزمان الذي يحصل على جائزة نوبل على بحوث علمية – هو لحظة تسامي وطني. باحثان في مجال الاقتصاد فازا بالجائزة واربعة في مجال الكيمياء – مجالي بحث اكاديميين تتميز فيهما اسرائيل كقوة عظمى عالمية. ومع ذلك الاحتفال يمتزج بالقلق، خشية أن تكون هذه الجوائز هي ثمار مجد ماضٍ، من السنوات التي كان فيها جهاز التعليم الاسرائيلي مميزا وأخرج منه تلاميذ أذكياء وعلماء عظام. في العقدين الاخيرين طرأ تدهور في جهاز التعليم؛ فاسرائيل توجد اليوم في المرتبة الـ 40 في العالم في انجازاتها في الاختبارات الدولية، وعلماء ألمعيون يهجرون الاكاديمية في صالح معاهد البحوث في خارج البلاد، ظاهرة "هرب الادمغة. ثمة مجال للافتراض بان التراجع في الانجازات كان أحد العوامل للاحتجاج في الصيف. ومع أن التعليم لا يزال بالمجان، ولكنه متردٍ في جودته، والجمهور لم يعد مستعدا لان يتلقى خدمة حكومية متردية بهذا القدر. غير أن الترتيب المنخفض في اسرائيل في المقارنات الدولية أثار الحكومات الاسرائيلية ودفعها الى العمل منذ الان. فالسنوات الاربعة الاخيرة تتميز بظاهرة فعل هال في مجال التعليم – اصلاح "افق جديد" في المدارس الابتدائية، اصلاح "جثارة للمقابل" في المدارس الثانوية ومن السنة الاخيرة ايضا الاصلاح في التعليم العالي". وصرفت للتعليم العالي علاوة 7.5 مليار شيكل، توزع على خمس سنوات. وحتى العام 2016 ستزداد الميزانية السنوية للجامعات بـ 2 مليار شيكل، وستكون اضافة 2000 من اعضاء الطاقم، يوجد تغيير في نموذج صرف الميزانيات في الجامعات، بحيث أنها تتلقى حافزا لتشجيع البحوث المتميزة، وسيقام 40 مركز تميز تستهدف اعادة علماء ألمعيين تركوا البلاد. ويفترض بالاصلاح في التعليم العالي ان يعود لتشجيع البحث الاكاديمي في اسرائيل، بعد سنوات من التآكل وهرب الادمغة. ومن السابق لاوانه أن نقرر اذا كانت جملة الاصلاحات هذه تكفي لاستعادة المجد، ولكن يوجد اليوم ما يدعو الى الامل في أن يكون الفوز بجائزة نوبل ليس من نصيب انجازات الماضي فقط.