في العقد الماضي فاز خمسة علماء اسرائيليون بجوائز نوبل. هذا انجاز لا يدرك بالتأكيد يمكن وصفه بانه "اللحظات العظمى لاسرائيل". وسائل الاعلام العالمية تكتب عنا بانفعال، وحتى صحيفة "الغارديان" البريطانية، التي ليست من العاطفين بشكل عام، عقبت على منح الجائزة للبروفيسور دان شيختمان بصفحة خاصة على الانترنت يتم تحديثها كل بضع دقائق. هذه أيضا هي الفرصة لان نقول بالفم الملي: قوة العقل هي سر وجود دولة اسرائيل. اذا لم نكن دولة في قمة العلوم العالمية، فلن نكون دولة نقف على ساقين قويتين. قبل سنوات عديدة سُئل دافيد بن غوريون ما هو الجواب على كوننا قلة حيال كثرة فاجاب: "كل الشعب جيش". بن غوريون اخطأ. الجواب هو "كل الشعب علم".بفضل العلم لدينا جيش ذو قدرات تكنولوجية تردع كل عدو وتصدير غني بتكنولوجيا المعلومات يدخل الى الدولة كل سنة 25 مليار دولار. بدونه كنا سنكون بلادا فقيرة. بفضل العلم يوجد لنا، لجميعنا، حتى لمن يبتعد انشغالهم جدا عن حياة الجامعات، مستوى معيشي عالٍ – المرتبة 20 في العالم. مئات الاف الاسرائيليين يمكنهم أن يسمحوا لانفسهم بالسفر الى الخارج لشراء سيارات وتحسين أماكن سكنهم بفضل البنية التحتية العلمية التي بنيت هنا قبل 20 – 30 سنة. كون العلم – علوم الحياة، علوم الروح، العلوم الدقيقة والعلوم الاجتماعية – هي الذخر الاهم والاكثر حيوية لاسرائيل، يمكن أن نقول انها من الجريمة الوطنية التقليص في ميزانيات التعليم العالي في سنوات 2003 – 2010. ينبغي لاحد ما ان يدفع الحساب على ذلك. هذه السنة فقط، لاول مرة بعد عقد من الزمان، تحظى جامعات البحث بعلاوات ميزانية ما لتنقذ نفسها قليلا من الميزانيات الناقصة، انعدام الملاكات، انعدام المكتبات والمختبرات للعلماء الشباب الذين يهربون. ولكن العلاوة لا تزال صغيرة للغاية. هزيلة للغاية. ليس فيها ما يكفر عن سنوات الجفاف ويعيد بناء ما هدم. يوجد فيها فقط ما يوقف المزيد من الهدم. نعم، هذا ايضا شيء ما، على هذا ينبغي ان نشكر رئيس لجنة التخطيط والميزانية، البروفيسور مانويل تريختنبرغ ووزير المالية يوفال شتاينتس. ولكن هذا بالتأكيد ليس كافيا. ليس كافيا للحفاظ على خط انتاج الحائزات والحائزين على جائزة نوبل وليس كافيا لاستعادة المجد في الاكاديمية الاسرائيلية. مؤخرا ترأس البروفيسور تريختنبرغ لجنة للتغيير الاجتماعي. واوصت اللجنة بأخذ 3 مليار شيكل في السنة من ميزانية الدفاع ومن الاحتياطات الخاصة في الميزانية المدنية الجارية وتخصيصها للعائلات الشابة ذات الاطفال الصغيرة في سن صفر حتى تسعة. أقترح على وزير المالية أن يضع يوم الاحد امام الحكومة اقتراحا معدلا، لا بد أن تريختنبرغ نفسه سيؤيده ايضا: تخصيص نصف مليار شيكل آخر في السنة للجامعات البحثية منذ السنة الدراسية القريبة القادمة. هذا هو الجواب الصهيوني المناسب لجائزة نوبل. من أين يؤخذ المال؟ من كل مصدر، حتى من زيادة العجز في الميزانية. النسبة بين العجز والانتاج المحلي سترتفع عندها بـ 0.15 في المائة في السنة. احد لن ينتقدنا على هذا الاستثمار. يبدو أن الاصلاحات في التعليم الابتدائي والتي قادها وزيرا التعليم، البروفيسورة يولي تمير وجدعون ساعر، أدت خلافا لكل الاحتمالات وخلافا لجبال الانتقاد الى أن تعطي ثمارا. وأنا واثق بان الاصلاح في التعليم الثانوي هو ايضا سيتكلل بالنجاح. سياقات التغيير والتحسين هناك تدريجية، ملموسة وواعدة. اما الجامعات، بالمقابل، فلم تجتز تحولا بعد. فهي لم تخرج بعد من نطاق الخطر ولا تزال تعنى باشفاء الجروح. هذا سيء جدا لدولة اسرائيل.رئيس الدولة ورئيس الوزراء هنآ أمس الفائزة بالجائزة البروفيسور شيختمان. كلماتهما جميلة، ولكن بدون دفع اضافي للاموال العامة نحو الجامعات البحثية – فان التهاني هي بادرة طيبة فارغة من المضمون.