خبر : أزمة دبلوماسية حادة مع المانيا بعد اقرار 1.100 شقة في غيلو../عباس طلب 3 شهر تجميد هادىء، نتنياهو صمت../هآرتس

الأحد 02 أكتوبر 2011 11:53 ص / بتوقيت القدس +2GMT
أزمة دبلوماسية حادة مع المانيا بعد اقرار 1.100 شقة في غيلو../عباس طلب 3 شهر تجميد هادىء، نتنياهو صمت../هآرتس



الإذن الذي صدر الاسبوع الماضي لبناء 1.100 وحدة سكن جديدة في حي غيلو خلف الخط الاخضر في القدس أدى الى أزمة غير مسبوقة بين المستشارة الالمانية انجيلا ماركيل ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وبعد حديث قاس بين الاثنين أول أمس، والذي وبخت فيه ماركيل نتنياهو، قال مسؤولون ألمان لوزرائهم الاسرائيليين ان المستشارة "تغلي على نتنياهو" واضافوا بانها "لا تصدق أي كلمة له". ولم تكن ألمانيا هي الوحيدة التي وبخت اسرائيل على اذون البناء في غيلو. الادارة الامريكية هي الاخرى غضبت جدا. سفير اسرائيل في واشنطن، مايكل اورن وبخ عشية العيد من اثنين من اكبر نواب وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون اللذين قالا له ان اذون البناء تمس بالمساعي الامريكية لاستئناف المفاوضات. مصدر أمريكي كبير قال بتهكم "نتنياهو أعطانا هدية رائعة لرأس السنة".واشار مسؤولون ألمان الى أن جُل غضب ماركيل نبع من توقيت البيان عن البناء، إذ أنها شعرت ان نتنياهو عرقل جهودها لاعادة الفلسطينيين الى المفاوضات.وحسب الموظف الاسرائيلي الكبير، فان الاذن بوحدات السكن في غيلو أخرج ماركيل عن صوابها بسبب تجندها المكثف، في الاسابيع الاخيرة لمساعدة اسرائيل على احباط التصويت في مجلس الامن لقبول فلسطين كعضو كامل في الامم المتحدة. وبناءاً على طلب نتنياهو، مارست ماركيل ايضا ضغطا شديدا على رئيس السلطة الفلسطينية ابو مازن لقبول بيان الرباعية واستئناف المفاوضات. "يدور الحديث عن أزمة ثقة حادة"، قال موظف اسرائيلي كبير. "هذا يضع في خطر سلسلة من المواضيع حاولت الدولتان دفعها الى الامام، بما فيها مسائل أمنية هامة للغاية. وليس مؤكدا على الاطلاق بان يواصل الالمان المساعدة الان في منع الخطوات الفلسطينية في الامم المتحدة. ولعلهم يؤيدون الان المبادرة لرفع مستوى فلسطين الى دولة مراقبة في الامم المتحدة". قبل أكثر من اسبوعين زار برلين سرا مستشار الامن القومي يعقوب عميدرور والتقى نظيره الالماني كريستوف هويسغان، والمديرة العامة لوزارة الخارجية الالمانية اميلي هابر. وألمانيا هي عضو في مجلس الامن وعني اللقاء بتنسيق الخطوات بشأن توجه السلطة الى مجلس الامن والمساعدة الالمانية في صياغة بيان الرباعية بحيث يكون مقبولا على اسرائيل. في ذات اليوم التقى وزير الخارجية الالماني في القدس مع نتنياهو وبحث ذات المواضيع. محادثات التنسيق استمرت حتى سفر نتنياهو الى الجمعية العمومية وفي اثنائها. وبعد أن عرض الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مبادرة رفع مستوى فلسطين الى دولة مراقبة ليست عضوا كاملا، طلب مستشارو نتنياهو من الالمان التحفظ منها. بعد نشر بيان الرباعية الذي دعا الى استئناف المفاوضات طلبت اسرائيل من المانيا الضغط على ابو مازن لاستئناف المفاوضات. وحسب موظف اسرائيلي كبير، استجابت ماركيل للطلب ويوم الاثنين اتصلت بابو مازن. وطلبت منه العودة فورا الى المحادثات مع اسرائيل قبل بيان الرباعية، ورد بتلميحات ايجابية. وسعت المستشارة الى السماع ما الذي يحتاجه كي يستأنف المفاوضات واجابها ابو مازن بانه سيكون مستعدا للاكتفاء بـ "تجميد هادىء" للبناء في المستوطنات.وطلب ابو مازن من ماركيل ان يعطيها نتنياهو أو يعطي الادارة الامريكية تعهدا بالا يبني في المستوطنات لثلاثة أشهر، تجري خلالها المفاوضات على الحدود والامن. وقال لماركيل: "لا حاجة لان يعلن على الملأ. احتاج فقط الا يحرجني". وقد نقلت الرسالة الى نتنياهو، ولكنه لم يُجب. وخططت ماركيل للاتصالا بنتنياهو يوم الثلاثاء، ولكن المكالمة تأجيلت. بعد بضع ساعات من ذلك علمت ماركيل من مستشاريها بانها بينما كانت تضغط على ابو مازن، أذنت اسرائيل ببناء 1.100 وحدة سكن في غيلو.فتميزت المستشارة غضبا. وكانت مشاعرها تشبه مشاعر نائب الرئيس الامريكي جو بايدن، الذي في اثناء زيارته الى اسرائيل، في اذار 2010 أذنت ببناء 1.600 وحدة سكن في حي رمات شلومو خلف الخط الاخضر في القدس. رد ماركيل كان تقريبا مشابها لرد الادارة في حينه. ويوم الجمعة اتصلت ماركيل بنتنياهو وأجرت معه محادثة شديدة. في ختامها أطلع مكتبها الصحفيين على مضمون المحادثة ونشر بيانا من صيغته لا يمكن الاستنتاج الا ان المستشارة وبخت رئيس الوزراء. "في بيان الرباعية كان شرطا واضحا بان الطرفين ملزمان بالامتناع عن خطوات استفزازية"، قالت ماركيل لنتنياهو. "أنا غير قادرة على أن أفهم كيف فقط بعد بضعة ايام من بيان الرباعية تأذون ببناء 1.100 شقة". واوضحت ماركيل لنتنياهو بانها فقدت ما تبقى لديها من ثقة به. "اذون البناء تضع قيد الشك استعداد اسرائيل للشروع في مفاوضات جدية مع الفلسطينيين"، قالت. "على حكومة اسرائيل الان مهمة ازالة الشك بالنسبة لجديتها. هذه مسؤوليتكم". ليران دان، الناطق بلسان نتنياهو، أفاد معقبا بان "رئيس الوزراء قال للمستشارة انه لا يرى في حي غيلو مستوطنة بل حي في عاصمة اسرائيل، بنت فيه كل الحكومات. الحديث لم يكن قاسيا ولم يتضمن أي توبيخ".