القدس المحتلة وكالات يُعتبر وزير الحرب الإسرائيلي، إيهود باراك في الدولة العبرية سيد الأمن، مرجعية في الشؤون الإستراتيجية، خلافا لغيره من السياسيين والعسكريين، فقد حصل الرجل على جميع الأوسمة خلال خدمته الطويلة في جيش الاحتلال، حيث تبوأ منصب قادة هيئة الأركان العامة، وبعد خلع بزته العسكرية انخرط في الحياة السياسية وما زال.قبل أكثر من سنة أطلق تصريحاته المشهورة ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية عندما قال لوسائل الإعلام بإمكاننا إعادة إيران آلاف السنين إلى الوراء في مواجهة عسكرية، كما أكد أنه في حال توجيه ضربة عسكرية إسرائيلية للجمهورية الإسلامية لن يبقى فيها من يعد أو يُحصي عدد القتلى والجرحى، في إشارة واضحة إلى قيام الدولة العبرية باستعمال الأسلحة غير التقليدية، إذ تقول المصادر الأجنبية إنها تملك 300 رأس نووية، وباستطاعتها إنتاج المزيد من ذلك.وزيرة المعارف الإسرائيلية السابقة، شولاميت ألوني، قالت في حديث صحافي أدلت به إن باراك هو أخطر شخصية في الدولة العبرية، لافتة الى أن الحديث يجري عن مجرم حرب يجب مقاضاته أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي، وهو التصريح الذي أثار عليها الرأي العام في الدولة العبرية، في حين حافظ ’المتهم’ على حق السكوت.بالمقابل فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي خدم في الوحدة المنتقاة (ساييرت مطكال) لسنوات طويلة، يؤمن بأن الحل العسكري هو صمام الأمان الذي يُنقذ إسرائيل من الورطة التي دخلت إليها في الأمم المتحدة، بعد إصرار الرئيس محمود عباس على تقديم طلب العضوية الكاملة لفلسطين للأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، بان كي مون.كما أن نتنياهو في خطابه أمام الهيئة العامة للمنظمة الدولية شدد على الخطر النووي الإيراني، الأمر الذي اعتبره المحللون خطأ سياسيا كبيرا، ذلك أن المسألة النووية الإيرانية لم تحظ بأي اهتمام من قبل المجتمع الدولي، علاوة على ذلك، بحسب المصادر الإسرائيلية، فإن الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا بدأتا تدركان الصورة الصعبة في الشرق الأوسط، وأن إسرائيل عرضت مواد استخبارية كثيرة عن تسلل القاعدة إلى مصر، وتعزز الإسلام المتطرف فيها. وقالت مصادر سياسية إن نتنياهو خلال اجتماعه مع أوباما عرض سيناريو مذهلا للغاية جاء فيه أن التغيرات في الشرق الأوسط، لا تهدد أمن الدولة العبرية فقط، إنما الأمن العالمي برمته، مشيرا، إلى أن إسرائيل سيناء سوف تتحول إلى (أفغانستان 2)، بحيث تتحول إلى قاعدة لانطلاق تنظيم القاعدة وتنظيمات إسلامية أخرى متطرفة، كما حذر نتنياهو أوباما من أن الضفة الغربية ستتحول إلى تابعة لإيران، ونقلت الصحيفة عن نتنياهو قوله إن إسرائيل قادرة على أن تدافع عن نفسها، حتى إذا كانت في مواجهة مع كلٍ من إيران وتركيا، بسبب تفوقها التكنولوجي، لافتة إلى أن طهران وأنقرة كانتا في صلب اللقاء بين الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الإسرائيلي.وفي هذه الفترة بالذات، التي وصلت فيها الدولة العبرية إلى حالة من العزلة الدولية التي لم تشهدها إلا في السبعينيات من القرن الماضي، يتحول ملف الضربة العسكرية ضد إيران إلى أقرب من القريب، ذلك أن الدولة العبرية، بحسب تاريخها، كانت دائما تلجأ إلى شن الحروب لتصدير أزماتها الداخلية إلى الخارج، وهو الأمر الذي يحظى بإجماع إسرائيلي من أقصى اليمين إلى أقصى ما يُسمى باليسار الصهيوني، كما أن الضربة العسكرية لإيران، في حال إخراجها إلى حيز التنفيذ، وفي حال نجاحها ستؤدي إلى تعيين نتنياهو ملكا لإسرائيل، كما كانت اليافطات تُرفع خلال المعركة الانتخابية في العام 2009، كما أن نتنياهو، الذي تربى في بيت صهيوني، لا يؤمن بالحلول السلمية مع الفلسطينيين، ذلك أن والده بن تسيون نتنياهو، من أشهر المؤرخين في الدولة العبرية، يعتبر أن الضفة الغربية هي ملك للإسرائيليين فقط، ولا يحق للفلسطينيين إقامة دولة أو دويلة، أو حتى الحصول على حكم ذاتي.باراك ونتنياهو ثنائي خطير للغاية، ومن غير المستبعد بالمرة لجوء الدولة العبرية تحت قيادتهما إلى الخيار العسكري ضد إيران، ذلك أن إسرائيل لا يُمكنها التعايش مع دولة إسلامية متزمتة ومتشددة تملك الأسلحة النووية، حيث كتب أحد المعلقين الإسرائيليين أن الخوف لدى صناع القرار في تل أبيب، ليس من القوة العسكرية الإيرانية، بل من أن وصولها إلى القنبلة النووية سيدفع الإسرائيليين إلى الهرب من الدولة العبرية حفاظا على أرواحهم، هذا إذا أخذنا بعين الاعتبار أن مئات آلاف الإسرائيليين يعيشون خارج الدولة العبرية، ووفق المعطيات الرسمية فإن الهجرة السلبية من إسرائيل إلى الخارج في ارتفاع مستمرٍ على الرغم من العروض المالية السخية التي تعرضها الحكومة على كل يهودي يرغب في الهجرة إلى إسرائيل من أي دولة في العالم.مضافا إلى ما ذُكر أعلاه، كشفت صحيفة ’يديعوت أحرونوت’ العبرية، النقاب، نقلا عن موقع (ديلي بيست) أن المجلة الأمريكية ’نيوزويك’ نشرت تقريرا يتضمن أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما سمح سرا، قبل سنتين، بتسليم إسرائيل 55 قنبلة خارقة للتحصينات، وهي أسلحة طالبت فيها إسرائيل منذ مدة طويلة، ولكن الإدارات الأمريكية السابقة لم تصادق على ذلك.وكتبت الصحيفة بصيغة التساؤل: جورج بوش يعتبر الصديق الأكبر لإسرائيل، ولكن هل وافق باراك أوباما بالذات على تزويد إسرائيل بأسلحة كانت ترغب بها ورفض سابقه في المنصب ذلك؟ وبحسب (ديلي بيست) فإن مصادر أمريكية وإسرائيلية صرحت للمجلة الأمريكية بأنه تم الاتفاق على أن القنابل من نوع (GBU-28)، والتي من الممكن أن تستخدم في الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية، تم نقلها إلى إسرائيل في العام 2009، أي بعد أشهر معدودة من تسلم أوباما منصب الرئاسة.يشار إلى أن قنبلة بانكر باستر (مدمرة التحصينات) GBU 28 هي قنبلة موجهة بالليزر تزن قرابة 2000 كغم تستطيع حرق أكثر من 30 مترا، في التراب و 6.5 متر بالإسمنت المسلح والجرانيت أو الصخر من خلال اعتمادها على الوزن المتزايد بتسارع السقوط وكثافة الجزء الأمامي للرأس الخارق المكون من اليورانيوم المستنفد المصحوب بقسم متفجر زنته 900 كغم من مادة PBX التي تفوق قوة تدمير مادة TNT بثلاثة أضعاف، وهذا القسم ينفجر بعد البدء بالخرق ويكون انفجاره نحو الأعلى مما يجعله يدفن المكان المدمَر.ونقلت الصحيفة عن نتنياهو قوله إن إسرائيل قادرة على أن تدافع عن نفسها، حتى إذا كانت في مواجهة مع كلٍ من إيران وتركيا، بسبب تفوقها التكنولوجي، لافتة إلى أن طهران وأنقرة كانتا في صلب اللقاء بين الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الإسرائيلي. وهذه المعطيات هي التي دفعت، ربما، المحلل العسكري في القناة العاشرة للتلفزيون الإسرائيلي، ألون بن ديفيد، إلى التحذير من أن نتنياهو وباراك يخططان لمهاجمة مواقع نووية إيرانية.وأوضح بن ديفيد أن الجمود السياسي المتوقع، إلى جانب الشعور بالحصار (السياسي الدولي على إسرائيل) الآخذ بالتشدد، قد يدفع رئيس الاثنين إلى البحث عن وثبتهما السياسية في إيران.ولفت إلى أن التبرير الذي سيطرحه نتنياهو وباراك لمهاجمة إيران هو أنه في الشتاء القريب ستنتج أجهزة الدفع المركزية قرابة طن آخر من اليورانيوم المخصب، وستنقل إيران إنتاج اليورانيوم إلى تحت الجبل في قم.