لندن وكالات بدأت ملامح ثورة مسلحة في سورية بعد اشهر من الاحتجاجات السلمية في معظم المدن السورية، وتدور الثورة التي تأخذ طابعا عسكريا حول مجموعة من الضباط الذين انشقوا عن الجيش واطلقوا على انفسهم اسم (جيش تحرير سورية)، ومع ان الاسم هذا بدأ يظهر في الاشهر الماضية الا ان ثقله وطبيعته لم تكونا واضحتين للجان التنسيقية والمتظاهرين، خاصة ان عدد الجنود او الضباط الذين انشقوا عن الجيش لم يكن كبيرا.وعبرت الحركة عن وجودها من خلال فيسبوك، وتتكون من عدد قليل من المنشقين عن الجيش السوري، حيث تأمل الحركة ان تحشد دعما لها لتحقيق هدفها للاطاحة بالنظام السوري لحافظ الاسد. ويعمل عدد من اعضاء الحركة في لبنان وتركيا حيث هربوا اليهما او في داخل سورية.وادعت الحركة القيام بأعمال عسكرية بالغت في اهميتها، مثل زعمها انها اطلقت النار على مروحية ودمرتها، اضافة الى زعمها بحشد 10 الاف من الذين سيقاتلون الجيش السوري. وعلى الرغم من ذلك فان هناك اشارات عن زيادة المنشقين عن الجيش السوري في الاسابيع الاخيرة وهذا يتساوق مع زيادة عمليات القمع التي يقوم بها الجيش واستمرار عمليات الاحتجاج في المدن السورية.ونقلت صحيفة ’واشنطن بوست’ عن جنرال منشق اسمه رياض الاسد هرب لتركيا في تموز (يوليو) الماضي قوله ’انها بداية ثورة مسلحة’، واكد اسد ان الاطاحة بالنظام لن تتم بدون القوة العسكرية، مضيفا ان الخسارة لن تكون اسوأ من الخسارة التي تحدث يوميا من القتل والسجن والتعذيب ورمي الجثث. وتحدث الجنرال الذي قابلته الصحيفة عند الحدود التركية مع سورية عن امله في السيطرة على منطقة تكون آمنة في شمال سورية وبعدها سيطلب الدعم الدولي، ويشتري الاسلحة من الدول الصديقة للشعب السوري، وستكون المنطقة نفسها مركزا ينطلق منه هجوم واسع للاطاحة ببشار الاسد، على غرار ما فعل الليبيون.كما ان حديث الجنرال عن منطقة عازلة يذكر بالتقارير التي تحدثت في بداية الانتفاضة وهجوم الجيش على جسر الشغور الذي اجبر الالاف من سكانها على الهرب حيث قيل ان الجيش التركي سيقوم بانشاء منطقة عازلة داخل الحدود السورية لاستيعاب اللاجئين فيها. وفي المرحلة الحالية يقول الجنرال ان المنشقين ممن ظلوا داخل سورية يعملون على حماية المدنيين ويحاولون تشجيع عمليات انشقاق اكثر من الجيش. وترى الصحيفة انه لو حقق المنشقون جزءا ولو بسيطا من اهدافهم فستكون نقطة تحول في الانتفاضة السورية. وتظل الادلة قليلة عن وجود جيش التحرير السوري في مناطق من البلاد، لكن دبلوماسيين قالوا ان هناك وجود قليل في عدد من المدن السورية مثل حمص وجبل الزاوية ودير الزور، وهناك تقارير اشارت الى مناوشات بين المنشقين والجيش في هذه المناطق.ونقلت الصحيفة عن السفير الامريكي في دمشق روبرت فورد قوله ان عدد الجنود المنشقين في الجيش هذا قليل وهناك شك في قدرتهم على احداث تأثير على واقع الاحتجاجات بين المتظاهرين والنظام. ومع ذلك تقول الصحيفة ان تقارير تتحدث عن تمدد للجيش حيث اعلن عن تشكيل 12 كتيبة في انحاء عدة من البلاد، وتعتبر كتيبة خالد بن الوليد من انشط الكتائب وتقوم بمهاجمة نقاط التفتيش. وينظر الى تكثيف الجيش السوري عملياته في الاسابيع الاخيرة نتيجة لزيادة العمليات العسكرية من المنشقين حسب الصحيفة، فيما يقول المنشقون والناشطون ان عملياتها وهجماتهم اليومية تشجع على انشقاق جنود بشكل مستمر. ويقوم المنشقون بمواجهة ميليشيات النظام التي تروع المدنيين.وعن السلاح يقولون انهم يحصلون عليه من جنود متعاطفين معهم داخل الجيش ولديهم كلاشينكوف، وقنابل يدوية. ومع ذلك فان هناك صعوبة في التأكد من المعلومات، والانشقاق الوحيد الذي اعترفت به الحكومة هو انشقاق حسين هرموش الذي اعادته الحكومة في عملية ملغزة وعرضت اعترافاته على التلفاز.والحديث عن انشقاقات بدأ منذ بداية الانتفاضة التي اندلعت في مدينة درعا حيث قيل حينها ان جنودا قتلوا من قبل رفاقهم في الجيش بسبب رفضهم اطلاق النار على المدنيين. وتصف الحكومة المتظاهرين بالمتطرفين المخربين والمدعومين من جهات خارجية، ولان قيادة الجيش ومراكزه العليا يحتلها افراد من الطائفة العلوية التي تحكم البلاد فمن المستبعد حدوث عمليات انشقاق كبيرة، لكن هذا لا يعني عدم وجود احباط بين المجندين والجنود العاديين وغالبيتهم من السنة.