غزة / سما / نظمت كلية الآداب و العلوم الإنسانية ندوة سياسية بعنوان استحقاق أيلول الأبعاد السياسية التوقعات والبدائل وذلك بحضور أ.د عبد الخالق الفرا رئيس جامعة الأزهر-غزة، م.حاتم أبو شعبان أمين سر مجلس أمناء الجامعة، عدد من أعضاء مجلس الجامعة، ومجلس نقابة العاملين ، و لفيف من الشخصيات الوطنية و ممثلي القوى و الفصائل السياسية ، والمهتمين و الباحثين في الحقل السياسي . وذلك بمشاركة السفير دياب اللوح عضو مكتب التعبئة و التنظيم بحركة فتح، أ.كايد الغول عضو المكتب السياسي بالجبهة الشعبية، د.عبد الرحمن أبو النصر عميد كلية الحقوق بجامعة الأزهر-غزة.رحب د.رياض الأسطل عميد كلية الآداب و العلوم الإنسانية بالحضور كل باسمه و لقبه و افتتح الندوة بقوله "آن الأوان لنقول للعالم أجمع نحن أصحاب قضية، فالبندقية الفلسطينية ناضلت و مستعدة لتناضل أكثر حتى الحصول على استحقاق إقامة الدولة و المشروع الوطني الفلسطيني الكبير، القادة الفلسطينيين قالوا كلمتهم الوحدة ثم الوحدة لدعم الخطاب الفلسطيني، آن الأوان للعودة لحضن القضية الفلسطينية " ومن ثم قدم د.الأسطل السفير دياب اللوح ليتحدث حول رؤيته السياسية لاستحقاق أيلول . وبدأ السفير اللوح قوله " في هذه اللحظة التاريخية نحتاج لمثل هذه الندوات ونحتاج لرسم إستراتيجية تجاه ما يحدث لاستقبال هذا الحدث المهم، إن خطوة الذهاب إلى الأمم المتحدة بقيادة سيادة الرئيس محمود عباس لتقديم طلب الاعتراف بدولة فلسطين في حدود الرابع من حزيران 1967م هي خطوة عظيمة تأتي لتحقيق هدفين أساسين، الأول الاعتراف بالدولة والهدف الثاني نيل العضوية الكاملة لهذه الدولة" .و بارك اللوح خطوة فخامة الرئيس في تقديمه طلب الاعتراف رغم ما مورس عليه من ضغوطات بهدف سحب الطلب، لحد بلغ تهديد سيادته بشكل واضح بوضعه الأمني في حال ذهابه للأمم المتحدة، و على الرغم من كل ذلك أصر فخامته على الذهاب غير آبه بكل التهديدات و الضغوطات. وانتقد السفير اللوح موقف الرئيس الأمريكي من نيل استحقاق أيلول مما يكشف عن وجهه السافر في دعم إسرائيل، مؤكداً أن وصول المفاوضات لطريق مسدود ، مع فقدان الوسيط الأمريكي مصداقيته في الاستمرار في اللعب بين الطرفين الفلسطيني و الإسرائيلي لعب دوراً أساسياً في إصرار القيادة السياسية الفلسطينية لنيل هذا الاستحقاق، مما يزيد من قلق إسرائيل، و الإدارة الأمريكية من إعادة وضع القضية الفلسطينية على طاولة المجتمع الدولي. واختتم السفير اللوح حديثه بالقول "نحن نمر بظروف صعبة خاصة في قطاع غزة، لا سيما الانقسام وما خلفه من صورة بشعة للشعب الفلسطيني في الخارج، لذا نضع اليوم استعادة الوحدة على رأس أولويات العمل الفلسطيني، و القيادة السياسية متمسكة بتنفيذ اتفاق المصالحة، لأن الخروج من دائرة الانقسام سيعطي القضية الفلسطينية زخماً أممياً، ونحن في غزة عملنا من منطلق وطني عام وحدودي من أجل بناء أبواب المصالحة و فتح الحوار حتى إنهاء الانقسام و الذهاب إلى شراكة حقيقية". من جانبه أوضح الغول أن وجهات النظر حول تقديم طلب الاعتراف بالدولة الفلسطينية تختلف منها مؤيد و منها معارض و أن الأهم من هذا كله أن نسعى كفلسطينيين لفهم هذه الخطوة كونها تمثل حق طبيعي و أصيل للشعب الفلسطيني و جزء من معركته السياسية ضد الاحتلال لتحقيق أحد عناصر تقرير المصير للشعب الفلسطيني لوضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته عندما أقر تقسيم فلسطين و منح اليهود وطناً قومياً بداخلها مؤكداً على ضرورة وحدة الموقف تجاه هذه الخطوة.و بين الغول أن هناك احتمالات تعترض نيل استحقاق أيلول منها قطع الطريق على هذه الخطوة بتقديم عدة مبادرات بشأن التصويت على الطلب الفلسطيني، تأجيل التصويت لفترة زمنية طويلة ، عدم توفير نصاب لبحث الطلب، استخدام أمريكيا حق النقد الفيتو .في المقابل أكد الغول أن على الفلسطيني الأخذ بعين الاعتبار ضرورة العمل سريعاً على إنهاء الانقسام وتنفيذ اتفاق القاهرة ، والعمل على إعادة بناء المؤسسات بشكل ديمقراطي و إعادة بناء مكونات النظام السياسي الفلسطيني مما يفعل طاقات الشعب الفلسطيني . بدوره تطرق د. أبو النصر إلى الجانب القانوني لنيل استحقاق أيلول وبدأ حديثه "نحن أمام معركة قانونية و سياسية بامتياز علينا شحذ الهمم للانتصار في هذه المعركة، و علينا استخدام القانون الدولي كأحد أدوات الصراع مع العدو الإسرائيلي"، موضحاً أن استحقاق أيلول يمثل رؤية القيادة الفلسطينية التوجه للأمم المتحدة لنيل العضوية الكاملة في منظمة الأمم المتحدة مشروطة وفق دستور المنظمة بتوصية تصدر عن مجلس الأمن يتبعها قرار الجمعية العامة بقبول الطلب بأغلبية 9 أعضاء، على ألا يتم استخدام حق نقد الفيتو .و إذا صدر القرار بالقبول تمنح فلسطين العضوية الكاملة و هي الهدف الأساسي للقيادة السياسية الفلسطينية أو حصولها عضوية دولة مراقب .وأوضح د. أبو النصر أن الإدارة الأمريكية ستسعى إلى إفشال هذا الطلب من خلال استخدام حق نقد الفيتو ،أو ستعمل على عدم إكتمال النصاب .كما أكد د. أبو النصر أنه بأي حال من الأحوال لا مساس بحق عودة اللاجئين إلى أراضيهم لأن القرار سابق لإنشاء المنظمة و هذا الحق ثابت ، علاوة على ذلك قبول إسرائيل في الأمم المتحدة كعضو مشروط بقبولها بالقرارين 181و194، لذا لا داعي للقلق من هذه الناحية، بينما ستكون هناك علامة استفهام أمام مصير المنظمة كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني حيث سيتم استبداله بتمثيل دولة فلسطين . مبيناً أن الاعتراف بفلسطين كدولة عضو كامل العضوية بالأمم المتحدة، مع عدم اعتراف إسرائيل بها سيكسب الفلسطينيون آداة جديدة للصراع مع الاحتلال فيما يتعلق بالحدود بإقرار الشرعية الدولية للأراضي المحتلة في فلسطين بما فيها غزة،ومهما اختلفت الظروف الداخلية الشخصية القانونية ستكون واحدة أمام كافة أطراف المجتمع الدولي،وسيشارك المجتمع الدولي في استرداد حق دولة فلسطين كدولة محتلة يتوجب رفع الاحتلال عنها. واختتمت الندوة بتفاعل الحاضرين من خلال طرحهم للعديد من التساؤلات و مشاركتهم بمجموعة من المداخلات الهامة .