مستوطنون في السامرة اصطدموا أمس بالفلسطينيين، على خلفية خطوة السلطة الفلسطينية في الامم المتحدة، وعقدوا مسيرات "نحو المدن الفلسطينية". في المستوطنات مستعدون للمظاهرات الفلسطينية المخطط لها اليوم، وكذا الجيش الاسرائيلي مستعد لامكانية أن تخرج المسيرات من المدن وتتحول الى مواجهات مع قوات الامن. الحدث المركزي أمس كان بعد الظهر، بين قرية عصيرة القبلية ومستوطنة يتسهار في السامرة. وبزعم الجيش الاسرائيلي، بدأت المستوطنون يرشقون الحجارة على منازل الفلسطينيين في القرية. أما في يتسهار فادعوا بانه تم استدعاء ثلة التأهب بسبب مسيرات للفلسطينيين نحوهم. مهما يكن من أمر، فقد بدأ مستوطنون وفلسطينيون برشق متبادل للحجارة بينما كانت ثلة التأهب ليتسهار تحرس راشقي الحجارة من المستوطنة. في مرحلة معينة وصلت الى المكان قوات الجيش الاسرائيلي التي فرقت الفلسطينيين بالغاز المسيل للدموع. حدث آخر كان مسيرات نظمها المستوطنون "نحو المدن الفلسطينية". ففي مستوطنة بيت ايل سار 30 شخصا وفي مستوطنة ايتمار شارك في المسيرة 200 شخص. وصادق الجيش الاسرائيلي على المسيرة واتفق على أن تتفرق عند مدخل مقر لواء السامرة. ولكن بضع عشرات من الشباب واصلوا المسيرة نحو حاجز حوارة. واغلق الجيش ردا على ذلك كل المحاور في المنطقة في وجه السيارات الفلسطينية. وبدأ المستوطنون يرقصون وفقط بعد جدال طويل مع حاخاميهم ومدير المدرسة الدينية الثانوية في ايتمار يعقوب ادلس، وافقوا على المغادرة. وانتهت المسيرة بمهرجان. في اطار الاستعدادات في المستوطنات للمظاهرات الفلسطينية في الضفة اليوم لن يسمح للعمال الفلسطينيين العاملين في المستوطنات المحاذية لرام الله بالدخول اليها في الايام الثلاثة القريبة القادمة. على الارض يسود عدم وضوح بالنسبة لتعليمات فتح النار، وفي المستوطنات يدعون بان في الايام الاخيرة طرأ ارتفاع واضح في رشق الفلسطينين بالحجارة على الطرق. اما الجيش الاسرائيلي، من جهته، فيستعد لامكانية ان تتسلل المهرجانات التي تعقد اليوم في المدن الفلسطينية الى خارجها، وان كان التقدير هو أن اجهزة امن السلطة الفلسطينية ستلتزم بالاتفاقات وتمنع مثل هذا التطور. خمس كتائب نظامية وسرايا من حرس الحدود عززت في الايام الاخيرة القوات المنتشرة على نحو دائم في الضفة وذلك من اجل السماح للجيش الاسرائيلي باستدعاء كمية اكبر من القوات الى نقطة الاحتكاك، باشعار قصير. التخوف الاساس في الجيش الاسرائيلي هو أن يتصاعد الاحتكاك مع المواطنين الفلسطينيين ليصبح حدثا مع مصابين. تخوف مركزي آخر هو من عملية "شارة ثمن" يقوم بها المستوطنون، فتجر رد فعل شديد من الفلسطينيين او صدام آخر بين المستوطنين والفلسطينيين في توقيت أو مكان غير متوقعين. المواجهات التي وقعت أمس وصفت بانها "طفيفة" في الجيش الاسرائيلي. وصعد الجيش الاسرائيلي تواتر اللقاءات بين الجيش وقادة اجهزة الامن الفلسطينية وذلك لضمان ان يكون التنسيق الامني وثيقا.