جهد أخير في نيويورك لمنع الاعتراف بدولة فلسطينية في الامم المتحدة. هدف الاسرة الدولية تغير. بعد ان فهم الجميع بأنه لا يمكن منع الفلسطينيين من التوجه الى الامم المتحدة لغرض الاعتراف بدولة فلسطينية، تقرر محاولة "تجميد" توجههم. حسب الصيغة التي تحاول بلورتها الرباعية (الولايات المتحدة، الاتحاد الاوروبي، روسيا والامم المتحدة)، فان الهدف هو السماح للفلسطينيين بتحقيق حقوقهم، ولكن بالتوازي استئناف المفاوضات ايضا. وحسب الصيغة، مع ان الفلسطينيين سيتقدمون بالطلب للعضوية الكاملة في الامم المتحدة في مجلس الامن، إلا انهم لا يطرحوه على التصويت. بالتوازي، يوافق الفلسطينيون على استئناف المفاوضات مع اسرائيل التي تستمر لنحو نصف سنة. وهكذا فانهم لا يحرجون الولايات المتحدة فلا تضطر الى استخدام الفيتو ضد الطلب الفلسطيني لتكون مرة اخرى هي التي تنقذ اسرائيل. وبهذه الطريقة يتواصل الضغط على اسرائيل ايضا. لقد سبق للفلسطينيين ان رفضوا هذا الاقتراح الاسبوع الماضي، ولكن ممثلي الرباعية الذين اجتمعوا أمس بعد الظهر في نيويورك، واصلوا البحث فيه. صيغة العودة الى المفاوضات التي ستظهر في الاعلان الذي تأمل الرباعية بنشره في الايام القريبة القادمة، هي في هذه اللحظة المشكلة الكبرى. مبدئيا يدور الحديث عن صيغة خطاب اوباما في 19 أيار، غير انه بناء على طلب اسرائيل تتضمن ايضا الاعتراف بدولة اسرائيل كدولة يهودية، وهو البند الذي يعارضه الفلسطينيون. مبعوث الرباعية طوني بلير قال أمس لـ "سي.ان.ان": "نحن نعرف الآن بأن هذه لحظة كبيرة لمسيرة السلام. هيا نرى اذا كان ممكنا عمل شيء يسمح للفلسطينيين بالمجيء الى الامم المتحدة وطرح تطلعاتهم بدولة، ولكن في نفس الوقت السماح لنا بفتح اطار للمفاوضات كي يعودوا الى طاولة المحادثات". التوجه الفلسطيني الى الامم المتحدة بحث أمس في جلسة الثمانية التي عقدها نتنياهو. أحد التقديرات التي طرحت في أثناء الجلسة هو ان ابو مازن سيتوجه الى مجلس الامن دون ان يستخدم الامريكيون الفيتو. حسب هذا التقدير، يلقي أبو مازن خطابا امام الجمعية العمومية وعندها يضع على الطاولة طلبه للاعتراف بدولة فلسطينية وبعضوية كاملة في الامم المتحدة، في مجلس الامن. ومن أجل عدم الوصول الى مواجهة مع الامريكيين "يجمد" الطلب الى اشعار آخر. نائب وزير الخارجية داني ايالون قال أمس في خطابه في مؤتمر الدول المانحة للفلسطينيين المنعقد في نيويورك: "اذا اتخذت السلطة الفلسطينية موقفا، ليس فقط ضد الاتفاقات الموقعة، بل ضد المعايير والانظمة الدولية لمحادثات السلام، فسيثبت لدولة اسرائيل بان المسيرة هجرها الطرف الفلسطيني، والدول الموقعة الاخرى".