تعد فكرة نهاية التاريخ الفلسطيني موضوع مسائلة فلسفية’ وإنما أصبحت موضوعا سياسيا وثقافيا يسيطر على مكونات الفكر الفلسطيني المعاصر الخاص بالسلطة الفلسطينية التي تتجه نحو تحقيق أهدافها إلى القطب السياسي فقط بعد أن أنهت الثورة الوطنية المسلحة و أضعفت القطب العسكري من وجودها وفي وجودها إن دراسة فلسفة التاريخ النضالي الفلسطيني المعاصر تحتاج إلى دراسة التاريخ من خلال الفكر ودراسة التاريخ وهو متحد مع عنصر الزمان خاصة وأنني لا أكتب عن تاريخ منقول عبر الذاكرة بل أكتب عن تاريخ معاش في الذاكرة.فالرئيس أبو مازن فلسفة ورؤية ومنهج لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي تتلخص في رفضه التام لاستخدام الفلسطيني أي نوع من أنواع الكفاح المسلح أو أي نوع من أنواع حرب الشعب ذات الأمد الطويل ,اعتقادا منه أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي" الصراع من أجل الاعتراف" أو ما يمكن أن نسميه في فلسفة هيغل علاقة السيد بالعبد الذي ينطلق في تفسير الجدلية في التاريخ من أن الإنسان شأنه في ذلك شأن الحيوانات لديه احتياجات طبيعية وفطرية ,ورغبته في أشياء خارجة عنه كالطعام ,والشراب ,والمأوى والأكثر من ذلك إلى حماية جسده ونفسه ,إلى أن الإنسان يتميز عن باقي الحيوانات بأن له تطلعات أكبر وأقوى التي تتجسد في الأسمى في السعي وراء الاعتراف و التقدير,هذا السعي قد يقود الإنسان بالمغامرة والدخول مع بني جنسه في صراع من الحصول على هذه المنزلة .تقديري يا أخي أبو مازن أن الإنسان الفلسطيني أقدر وأكثر الكائنات الإنسانية على الدخول في صراع مع الإسرائيلي حتى الموت من اجل الحصول على الاعتراف ,الاعتراف به ليس كانسان موجود فوق المكان بل ككائن بشري سياسي له كرامته ومنزلته داخل العقل الإسرائيلي المحتل الذي مازال يرفض إعطاؤنا حقوقنا الوطنية وينظر لوجودنا على المكان بنظرة عابرة غير آبه بحقوقنا وبوجودنا التاريخي فوق المكان آلاف السنين إذا على القيادة الفلسطينية قبل أن تسعى للحصول على الاعتراف الاممي بها وبحقوق شعبها عليها السعي للحصول على الاعتراف الإسرائيلي بها ,فنحن دخلنا في صراع مخاطرة بحياتنا حتى الاستشهاد فقد جئنا إلى الثورة كمشاريع شهادة ولم يخف شعبنا يوما من الموت لأن الخوف من الموت يفسر على أننا استسلمنا وهنا تنشأ علاقة السيد والعبد وهذا ماقلته لكم شخصيا في حضور السفير أبو العز منذر الدجاني زمن مؤتمر القمة العربي المنعقد في الجزائر " 2005" فنحن يا أخ أبو مازن في سعينا للمقاومة عبر الكفاح المسلح نحقق رغبة شعبنا في نيل التقدير والاعتراف به ككائن سياسي له حقوق وطنية ونبعد فكرة استسلامنا لغريزة الخوف الطبيعي من الموت وندخل في صنف العبيد فلا تستعبد شعبك ولا تجعل منه ومن حقوقه منة يمن علينا بها الآخر فنحن شعب الجبارين يا أبو مازن ولا تخف على شعبنا من كثرة قوافل شهدائه فلا نهاية للتاريخ المقاوم إلا بتحقيق حقوقنا وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وبذلك نكون قد حافظنا على وديعة قائدنا و رمز حضورنا الحالي والتالي ونلنا المنزلة الرفيعة في الدنيا والتي نالها ياسر عرفات في الدنيا والآخرة. جامعة الجزائر-قسم الفلسفةsalehshakbawi1@hotmil.com