خبر : تركيا.. نهاية الجنرالات بداية الإمبراطورية ...أيمن خالد

الخميس 04 أغسطس 2011 01:24 ص / بتوقيت القدس +2GMT
تركيا.. نهاية الجنرالات بداية الإمبراطورية ...أيمن خالد



سقوط جنرالات تركيا يـــعنـــي ببساطة انطــــلاق تركيا إلى دور إمبراطوري جديد في المنطقة، لا يعني بالـــضرورة صورة الإمبراطوريات البائدة، بقدر ما يعـــني بـــنية ســـياسية عالمية متنوعة وجديدة، ومختلفة عن الإمبراطوريات المعهودة.مسألة قيادة العالم تحصل بأمرين اثنين، الأول استعماري وهو الأكثر شيوعاً، وهو ما تمارسه أمريكا، والثاني هي القيادة الحضارية، ويمكن أن يكون النموذج الياباني واحداً منها، لولا ابتعاد اليابان عن المشاركة بدور قيادي في السياسة الدولية، من هنا يمكن لتركيا أن تنافس على اكتساب هذا الدور، وهذا بالطبع إذا نجحت في احتواء الأزمة الكردية، وتحملت مزيداً من الأعباء، واستطاعت أن تمارس هذا الدور القيادي بشكل حضاري في بلادها أولاً.أظن أن الخطوة الأولى في تركيا بعد الجنرالات، هي إقدام الحكومة على نقل الملف الكردي، من الغرف المغلقة، إلى الشارع بشكل مباشر، وبالتالي تبدأ حل المشكلة الكردية في الشارع، وبمشاركة الجماهير التي تاريخيا يكون دورها نظيفاً ومحترماً على عكس العسكر الذين يسيرون بعكس الطريق.لتركيا أيضاً أزماتها العربية، وهذه الأزمات مؤقتة، وإلى حين فراغ تركيا من صناعة برامج المرحلة المقبلة، فأمام تركيا الوقت الكافي، الذي يعد بربيع عربي مناسب، وهو الربيع العربي الذي سيشكل بالتعاون مع النموذج التركي بداية شرق أوسط، حضاري بإمتياز، تصبح فيه إسرائيل،البؤرة الفاسدة الوحيدة، التي لا يمكن أن تنسجم مع المنطقة، وهذا الدور الحضاري للمنطقة، لن يكون إمبراطورية ذات قطب واحد، لكنه تشكل عربي تركي، يكون’فيه’لمصر دور هام، وهو ما سينتج محور المنطقة القادم.بالنسبة للداخل التركي، فنهاية عصر الجنرالات، سوف تخلق انقساماً قادما داخل حزب العمال الكردستاني، وسبب ذلك، أن الجنرالات في الجيش أو حزب العمال متشابهون، ومصائرهم واحدة، وفسادهم مشترك، وإذا كانت تركيا الدولة قد نجحت بتفكيك شيفرة الفساد في الجيش، فإن حزب العمال لا يزال يعيش في الجبال، وبمجرد نزوله إلى المدن، ستفكك المدن هذه الشيفرة، ومن هنا فالمستقبل بإمتياز للحوار الذي سيهرب منه قدر الإمكان جنرالات حزب العمال الكردستاني، لكنهم لا يملكون القدرة على الصمود طالما شريكهم رحل، وهم العسكر، وهكذا دائما، ففساد الثوار تكشفه أضواء المدن.أشك أن يكون رحيل العسكر بمجرد رسالة احتجاجية، وبتقديري هؤلاء الجنرالات، متورطون مع عصابة الأرغنيكون بامتياز، وربما رحيلهم كان ضمن صفقة مع الحكومة، لأنه من غير الممكن أن يكون المتورطون بهذا الحجم، ولا يعرف عنهم قادتهم.أما العلاقات الاقتصادية التركية العربية، فهناك كلام عربي في الخارجية التركية، يفيد بأن الأتراك بنوا هذه العلاقات الاقتصادية وفق قاعدة’’التوسع الرأسي، وليس الأفقي، وهو ما أصاب العمق بالمقتل، ولعل المستقبل كفيل بصناعة بنيته وثرواته.وأما الإمبراطورية الممكنة، فهي ممكنة جداً، فالأمريكان الذين لا يعرفون بديلاً عن قيادتهم الاستعمارية، لا يملكون مفاتيح منطقة حضارية بامتياز.’ كاتب فلسطيني