خبر : مــع "أبـو عمــار" في المــلــكـــوت. ...أبو علي شاهين

الثلاثاء 19 يوليو 2011 11:33 ص / بتوقيت القدس +2GMT
مــع "أبـو عمــار" في المــلــكـــوت. ...أبو علي شاهين



إن الشعب الفلسطيني لن يكون وحيداً ، لأن له أصدقاء كفاح يؤيدون قضيته وعدالتها ، ونحن الفلسطينيين أقوياء بالرغم من قلة عددنا لأننا نؤمن بقضيتنا ، سنقاتل حتى النهاية .        عبد القادر الحسيني . دردشة رقم (71).هذه دردشات سيكون بعضها قديم وبعضها جديد، وبعضها عليه تعليق ما / وآن أوان نشرها. ( 1 )في رحلة العمر بما فيها من إيجابيات وسلبيات ..، بما فيها من لحظات تستحق التوقف عندها .. حقاً "قف وفكر" ..، نعم ثمة مواقف مرت تفرض على المرء أن يقرأها جيداً وأن يعيد قراءتها مرات ومرات ..، فلا مجال للهروب من مواجهتها .. بل لا يصح الهروب من معاودة التمعن في أعماق مثل تلكم التجارب في مسار الحياة .كنت أفكر فيما يدور حوالينا من معطيات وأحداث  سواءً مقرفة أو مقبولة ،[ لا يوجد في مرحلتنا السياسية والإجتماعية  والثقافية والإنسانية (مآثر!) يمكن تقديرها بأكثر من درجة مقبول ]، هذا إن وُجدت ، لا أدري .. أو لست أدري لماذا  "فَـرْمَـلَـت" ، بينما كنت أفكر فيما كنت أفكر فيه ..، فجأة كمن عثرت على" مصباح – علاء الدين " وطبعاً فركته ..، وظهر المارد ، وإذا به "ياسر عرفات" معتمراً كوفيته .. يرصع صدره بتلك الأوسمة .. ويرتدي رداءه الكاكي إياه ..، شكوت له أمرنا .. وما نحن بصدده من معطيات ما أنزل بها من سلطان . ( 2 )قلت : ساق الله على أيام دكتاتوريتك.رد  : .... ولكنني كنا أمارسها بِـأُبُـوّة صادقة.سألته : أين أنت الآن ؟.أجاب : عند حبايبي .سألته : كيف (قاد) جملة التناقضات الفلسطينية ؟أجاب : بالمحبة الخالصة للجميع .سألته  : كيف ؟أجاب : جعلت من مدرسة وقانون المحبة قاموس علاقاتي معكم جميعاً .سألته : ومن أساء لك؟أجاب : هو الأحق بالتمتع بمدرسة وقانون المحبة .سألته وإن زاد جرعة الإساءة ؟.أجاب : أزيد من جرعات المحبة .سألته : هل حقدت على أحد يوماً ما ؟.أجاب : الحقد لا يصحح خطأ .. بل يزيده ويكرسه ، والقائد الناجح لا يحقد أبدأً..، فلا يمكن قبول قائد وحاقد في آن معاً .. لأن القيادة إذا تمكن  منها الحقد .. فإنه يدمر جوهرها ومن ثم مظهرها ،.سألته : ما رأيك بالقائد الحاقد ؟.أجاب : يدمر نفسه ومن حوله وشعبه وقضيته .سألته : وماذا عن تنظيمه السياسي ؟.أجاب : يُـصبح في خبر كان . ( 3 )سألته : أبو نضال البنا .. قمتم ( اللجنة المركزية وأنت منهم / بطرده ) من الحركة ... لماذا وكيف ؟.أجاب : نعم .. وعليك أن تذكر أننا تأخرنا في إتخاذ القرار ما أمكن ..، وكان قد خرج عن خط الحركة السياسي ، وضرب بإجماع الديمقراطية المركزية عرض الحائط ..، وتآمر عملياً وميدانياً مع دولة ضد نهجنا السياسي ..، بالرغم من كل ما سبق لم نتخذ القرار ضده .. لم نتسرع .. قلنا / لعل وعسى أن يعود عن غِـيه ، ولكن الطامة الكبرى أنه أعلن  تأسيس تنظيم جديد يرأسه .. وتشكيل لجنة مركزية ومجلس ثوري .. وأطلق على تنظيمه الجديد " فتح – المجلس الثوري " وصرح بنشراته أنه النهج الفتحوي السليم ..، وبأنه لا يقبل بإطار ولا قيادة ولا الأشخاص المسيطرين على النهج الاستسلامي ..، وأعلن أنه لم يعد جزءاً من السياسة الانهزامية  التي يقودها عرفات وزمرته الخيانية . ( 4 )سألته : لو لم يُـصرح بما صَـرّح به من تهجمات ضد حركة فتح .. وممارساته السيئة وتشكيله التنظيم المنشق الخاص به وجماعته .. والإستقواء الذي مارسه ضد حركة فتح من خارجها ..، هل كنتم تطردونه ؟.أجاب : أولاً – لقد تم طرده قانوناً ، وحسب النظام والأصول والأعراف المعمول بها في حركة فتح حينئذٍ.        ثانيا – لقد نَـكَّـد علينا تنظيمياً في الكويت بعد حرب عام (1967)                     التنكيد الذي لا يصدق ، ولم نطرد  أحداً منهم .ثالثاً- إن حركة فتح لا تقبل القسمة ولا الضرب أو الطرح .. بل تقبل الجمع ...، فكيف نطرد أو نفصل مواطنا فلسطينياً أو نصيراً عربياً أو دولياً .. يعمل في صفوفنا .. مهما إختلفنا وإياه الإختلاف النظري ، فالدنيا بلا إختلاف لا طعم لها ..، .قلت : دعني أسأل ...قال : بل دعني أكمل ، بل على العكس إن من إجتهد لصالح فلسطين ولم يفهم موقفنا ـــ وأطلق النار علينا .. كنا نتذرع بـ "ظاهرة غابة البنادق" لكي نحتمي بها ولا نشتبك معه ..، ولكن للإختلاف / مدى وحدود وأصول ـــــ . ما العمل إذا لم يبقِ في القوس منزع ؟. والآن إسأل ..،. ( 5 )سألته : هل إنسحبت هذه الأقوال على "المنشقين"؟.أجاب : (أبتسامة عريضة ترتسم على وجهه )- إن هؤلاء مثال آخر .. فلأول مرة عضوي لجنة مركزية مع غيرهما  يعلنون ..، الخروج  عن حركة فتح ، مع مجموعة عسكرية ليست قليلة وكذا حالتها التنظيمية ..، ويستقوون على حركة فتح من خارجها بالسلاح والعتاد والتذخير والمال الليبي – معمر القذافي – ( حيث أرسل نائبه عبد السلام جلود ليشرف على سير المعارك السياسية والعسكرية ) – ويشهرون السلاح ويقتلون العشرات من قوات حركة فتح ..، والنظام السوري يقدم لهم الخدمات اللوجستية ، وأذناب النظام السوري وفي مقدمتهم أحمد جبريل وجماعته وجدوها فرصة ذهبية (لن تتكرر) فأتفقوا مع "المنشقين" في حربهم ضد  " حركة فتح " ، كل هذا بعد  إعلان الإنشقاق وإشهاره قتالاً في  (4/5/1983) ، ومارسوا مؤامراتهم بإعلانهم ولادة تنظيم ورفضهم عضوية حركة فتح وعلى أي مستوى ..،...سألته : هل تم فصلهم وطردهم بعد إنشقاقهم وإعلانهم تنظيمهم المختلق ورفضهم عضوية "حركة فتح" .. بل وإمتشاقهم السلاح ضد قوات وقيادة حركة فتح ، وقتالهم لكم ، وقتلهم عدد من القوات الفتحوية وحلفاء "فتح "؟أجاب : لقد تريثنا زمناً ليس يسيراً .. ولم نلجأ إلى الطرد الجماعي  أو الفصل الفردي ..، لقد إنتظرنا .. إلى أن ضج منا الإنتظار ، حيث صدر قرارهم .. بأن لا عودة لأحد منهم ليحمل عضوية حركة فتح بقيادة الزمرة الخيانية ( اللجنة المركزية ) ..، أيضاً صبرنا وتريثنا .. على أمل أن يعودوا عن قرارهم .. عن غيهم ، وأن يعودوا إلى رشدهم ، ولكنهم ذهبوا بعيداً في مؤامراتهم ..، في تلك الأونة أُجبرنا  - رغم إرادتنا – على إتخاذ قرار فصلهم حركياً ، وصادقت عليه المؤسسة الحركية . ( 6 )سألته : هل قمتم بطرد جميع المنشقين .. دفعة واحدة ؟ أجاب : كيف تريد أن يتم هذا ؟ كيف تريدنا أن نقوم بطرد جماعي ..؟. لم ولن يكون هذا دورنا الحركي والوطني والثوري ..، لقد قمنا بفصل رؤوس المؤامرة – وهم (9) فقط ، (2 أعضاء لجنة مركزية ) و (7) أعضاء مما أطلقوا على أنفسهم ( أعضاء مجلس ثوري )..، وليس غيرهم – حتى من قاتلونا وبشراسة ..، لم نفصلهم.سألته : كثير من المقاتلين ( منهم ) عرفوا حقيقة مؤامرتهم ، فتركوا صفوفهم .. ماذا فعلتم بهم ؟.أجاب : تم إحالة كل من تركهم إلى الإحتياط العسكري .سألته : ألهذا الحد ..؟.أجاب : نعم .. إن الثورة بلا إنسانية هي سلطة غاشمة ..، إن أُسَـر من إبتعد عن الطريق الوطني السوي ..، ومات وهو يقاتلنا ..، لم ولن ندع أسرته تتسول أو تنحرف ..، فهؤلاء الأبناء هم أبناء الشعب ... ولهم الحق كل الحق في أموال الشعب .. وتم صرف مخصصات شهرية إنسانية لأُسرهم .. فكيف بمقاتل فلسطيني (منهم) ضل الطريق وعاد إلى جادة الصواب ..!؟.سألته : هذا مع من قاتلوك وأهرقوا دماء المقاتلين والمناضلين ..، ما رأيك في فصل عضو حركي بمرتبة عضو لجنة مركزية ، من حركة فتح ؟.أجاب : عد إلى جديتك ، ودعك من المزاح ، فما تقوله ليس أمراً لا يصدق فحسب ، أو من صنع الخيال ، أو مختلق ! .. ولكن حال حدوثه يشكل الأرضية الصلبة لتدمير حركة فتح . إن مثل هذا القرار لن يتخذه عاقل ، إنه ليس ضد عضو من أعضاء اللجنة المركزية ، بل إنه ضد حركة فتح ، كل ما تعنيه "حركة فتح" من تاريخ ومبادئ وقيم ، حقاً إن مثل هذا القرار إذا كان هذا القول حقيقي فلا يمكن أن يتخذ ولا بأي صورة من الصور ، ولا بأي حال من الأحوال . سألته : مقاطعاً وقد (مط شفتيه وإتسعت حدقتا عينيه وفَـغَـرَ فاه ) ..، لقد تم حرفياً ما قلته لك .. بل وزيادة ، وهذه حقيقة ، ولقد تم إتخاذ القرار بشأنها بالتصويت المقلوب .. أجاب : أنا الأن سأقاطعك ، ما هو التصويت المقلوب ؟. ماذ تقصد به؟.أجبته : لقد طرح القرار بالتصويت بالسؤال من ضد ولم يرفع أحد يده . وإسترسل رئيس الحركة في سؤاله الثاني .. من ممتنع ؟ ورفعت أيدي أخوة من أعضاء اللجنة المركزية . ولم يُـتِـم سؤاله الثالث .. / ، من مع ، حتى بالمقلوب لم يُـسأل هذا السؤال . دعني أقاطعك ، ليس التصويت بالمقلوب فقط .. على ما يبدوا أن الأمور بكاملها مقلوبة ، لا أقصد الأكلة الفلسطينية الشهيرة  ، بل أقصد الوضع التنظيمي لحركة فتح .سألته : وما هو العلاج ؟.أجاب : لم يعد العلاج مجدياً ، فالج لا تعالج ، وسامح الله كل من يساهم بطريقة أو بأخرى ، مباشرة أو غير مباشرة في تحطيم حركة فتح ، ولكن حركة شلال الدماء لن يستطيع أحد أن يحطمها لأنها تكتب تاريخها بأحرف من نار ونور ، وزيت قنديلها الذي يضيء المسيرة آتٍ من شلال الدماء. هيهات أن ينجح أحد في حرف فتح عن مسارها مهما كانت فرديته وديكتاتوريته .( 7 )سألته :وماذا عن إنشقاق " أبو الزعيم " ويقال أنه كان ضابطاً جيداً في " الحرس الوطني والجيش الأردني " .. وكذا يقال أنه كان ضابطا مدللاً – لديكم ، وإنشق في الأردن – ولا إنشقاق في الأردن .. دون إذن أردني مسبق ..، ، وأنت  الراعي الأول والرئيسي للقرار الوطني الفلسطيني المستقل ..، ولقد جلست في مكتبكم في شارع ياغورت – تونس العاصمة ، وعرفت  أن الشخص الثالث .. كان " أبو الزعيم " .. كيف كل هذه التناقضات إجتمعت معاً ؟جواب : هذا سؤال طويل ... . .   : ولم ينته بعد ،.جواب : " أبو الزعيم " قام بإنشقاقه ، هذا صحيح ..، ولكنه لم يُـقاتلنا بالسلاح ، قام بالإستيلاء على " قوات الكرامة " وأعاد قائدها / العقيد نصر يوسف بسيارة أجرة إلى بيته في عمان ،.. ولم تطلق طلقة واحدة ، وكذا لم يقم بالإستيلاء على مؤسسات المنظمة في عمان .سؤال : إن الأردن أبقت المكاتب أثناء وبعد أحداث أيلول (1970) وجرش (1971) .. فلا علاقة لـ " أبو الزعيم " بذلك ..،. جواب : أرادت الأردن بعد عدم سريان فعالية الاتفاق الفلسطيني – الأردني ..، من إظهار – " العين الحمرا " لنا ..، وكان " أبو الزعيم " أداتهم ..سؤال : ألم يكن غايتهم ..؟.جواب : صحيح / لم يكن غايتهم ..، وعندما أُستنفذت الأداة .. إنتهى دورها ..، عادت (الأداة) إلى البيت بِـ (سيارة الأجرة / مرة ثانية) ، بدون " قوات الكرامة " لأن الأردن البلد المنضبط لا يسمح بالمليشيات .سؤال : وعاد .. والعود أحمد ..جواب : (مقاطعاً) بلا تعليقات وغمزات ـــــــ ، أنتم معشر الثوار – وأنا منكم – تروا الإنشقاق أمر صعب ..، ولكنني لا أتعامل أيديولوجيا .. كما تقولون ..، ولكنني أتعامل معها بالجواب الثاني : أين مصلحة الثورة في هذه اللحظة بالذات ؟ .،  ألا تكرر دوماً ، إن الثائر الحقيقي .. هو الثائر الواقعي الذي يتعامل مع المستجدات من المعطيات .. ويأخذ قراره الثوري الملائم بناء على ذلك ..؟. ( 8 )سؤال : لقد وجدته في مكتبكم نهاية عام (1993) كما أذكر ، كيف ؟.جواب : كانت الأردن قد نَـفَـضَّـت يدها من مشروع إنشقاقه ..، وحدث ما حدث في الساحة الفلسطينية من تطورات سياسية .. من محاصرة منظمة التحرير مالياً لتجفيف الموارد المالية للصندوق القومي الفلسطيني .. مروراً باللقاءات مع الأمريكان في تونس .. وصولاً إلى المنعطف التاريخي " إتفاق" أوسلو لإعلان المباديء" ..،.سؤال : كيف جاء "أبو الزعيم" إليكم ؟.جواب : سمعنا من يطرق الباب ..( بطريقة أو بأخرى ) . . . .  : ففتحنا الباب – وكان في ذلك يكمن الجواب ، أليس كذلك ؟.جواب  : وإذا "أبو الزعيم" ...سؤال : ماذا كان يريد ؟.جواب : الرجل ليس بسيطاً .. فهو رجل أمن مخضرم ..، والأهم إنه يعرف كيف يَـرْضى وكيف يُـرضي رؤسائه ..، ليس مثلكم ، جاء ليدرس "أوسلو" عن قرب ..، وليقرأ أفكارنا من أوراقنا ، وهذه هي حقيقة رجل الأمن المتمرس . ( 9 )سؤال : ما صحة الانباء القائلة بأن "أبو الزعيم" قام بخطف المناضل / ناصر السعيد ـ مسئول المعارضة السعودية ، وشحنه مُـخَـدّراً في صندوق حملته طائرة إلى عاصمة عربية لقاء عدة ملايين أو بضعة ملايين من الدولارات الأمريكية ..، حيث تفنن القوم في قتله ،؟.جواب : علاقات "أبو الزعيم" مع السعودية والمملكة المغربية هي علاقات وثيقة ويحترمون رأيه الأمني ، ويُـسأل في هذه القضية (هو) ..، ودوماً رجال الأمن المحترفين تُـلاحقهم حقائق وإفتراءات ، وخصومهم ليسوا قلة . سؤال : هذه المواضيع / التي لا زالت تؤكدها المعارضة الوطنية والقومية والتقدمية هناك ..، ولم نسمع مثلاً عن الأخ / أبو إياد مثل هذه القضايا ..، وهو (أبو الأمن الفلسطيني وشيخه المعتمد) ..جواب : وإيش جاب لجاب .. سؤال : هل طمع (أبو الزعيم) فلسطينياً أن يأخذ دور الجنرال / محمد أوفقير (المغربي) ؟ .جواب : الطموح أمر مشروع .. سؤال : ثمة فروقات بين الطموح .. والمؤامرة ، لقد تآمر (أبو الزعيم) على القضية الوطنية وعليك .. هكذا أفهم الإنشقاق الذي حدث بإذن من الأردن ... جواب : شوي .. شوي  ..، (أبو الزعيم) إنشق .. وإستقوى علينا من خارجنا وهذه من المحرمات ـــــ في حركة فتح ..، وأراد العودة ..، وأغلبيتكم رفضت عودته ، ولو ذهبت إلى المجلس الثوري وطلبت عودته .. لكان الرفض بنسبة عالية جداً ..، هذا إن وَجَـدْت من يؤيدني . .... : هكذا إذن إنتهت المسائل ...جواب : لم يعد يُـزعجنا .. سؤال : هل لم يعد يُـزعجنا أم لم يعد في إستطاعته ذلك ؟ .جواب : سيان ــ فالنتيجة واحدة.ــــــــــــــــــــــ ( 10 )سؤال : أبو نضال .. هل حاول العودة إلى صفوف "الحركة" ؟ .جواب : نعم .. سؤال : متى وكيف ؟ جواب : عند إنعقاد إحدى دورات "المجلس الوطني الفلسطيني" في الجزائر .. كانت هناك إتصالات حول ذلك ..، وحدث اللقاء في فيلا قريبة من "قصر الصنوبر ــ قصر المؤتمرات" ولم نصل إلى إتفاق ..، لم يكن ثمة بوادر للإتفاق ..،.سؤال : أساس كل إتفاق هو الإستعداد لدى الطرفين بقبول مبدأ التنازل ..، وهذه هي أرضية كل إتفاق ..، هل فُـقدت هذه الأرضية فيما بينكما ؟. جواب : حصل إتفاق ضمني ..، (وإبتسم على غير عادة) ، نعم حصل ذلك .. فلقد إتفق بعضنا مع أبو نضال على ألا يتفقوا (!) ، كانت المسافات بيننا وبينه واسعة جداً . سؤال : لم تكن المحاولة الأخيرة .. أليس كذلك ؟ جواب : أنت كنت في القصة الأخيرة مع أبو نضال ..   .... : أقصد عن أي أمر آخر ؟ جواب : أمير الشهداء .. الأخ / أبو جهاد .. أثناء زيارته لطرابلس الغرب بعد قطيعة ليست بالسهلة ..، إلتقى بواسطة القيادة الليبية مع "أبو نضال" ..، وكان ذلك على ضوء إتصالاتك معهم في لبنان ، بعد مشاركتهم معنا في معركة مغدوشية (شرق صيدا) ضد تيار النظام السوري ، الرافض لوجودنا في لبنان ــــ بزعامة "حركة أمل" نبيه بري. سؤال : هل وصل الأخ / أبو جهاد إلى نتيجة معه .. أبو نضال ؟ جواب : لم يكن هدف اللقاء الوصول إلى إتفاق ، ورحل الأخ / أبو جهاد [16/4/1988] ..، إلى أن تحدث معي الشهيد الأخ / أبو إياد .. ـــ كان في السابق مناوئاً لأي إتفاق مع أبو نضال ـ ... ( 11 )سؤال : ولكنها السياسة .جواب : نعم إنها السياسة ..، تحدث معي .. بأن أحد الأُخوة من كادرنا .. قد إتصل به أبو نضال من أجل إعادة اللحمة فتحوياً ، ونجح الكادر في مهمته ..، وتم الإتفاق على أشياءٍ جديرة بالدراسة ، وأبلغني الأخ / أبو إياد .. أن الأخ الذي توصل إلى إتفاق مع "أبو نضال" ..، قد طلب إعفاءه من هذه المهمة ..، فتم إنتداب الأخوة / أبو الطيب ــ محمود الناطور ، قائد قوات ال (17) ومسئول أمن الرئاسة ، وأمين الهندي نائب الأخ / أبو إياد لمصاحبته من أجل جمعهم مع "أبو نضال" لمتابعة الإتفاق .. سؤال : إنك على إطلاع كامل بما دار .. جواب : لا أهتم بالامور العامة فقط ..، بل لا بد من الإهتمام بالتفاصيل لأن الشيطان يكمن بالتفاصيل .... سؤال : وماذا بعد ؟ .جواب : إتصل الأخ / أبو حازم .. بالكادر المعني في لبنان ، بعد وصول الأخوين إلى طرابلس الغرب ..، وحادثهُ أن هذا الأمر لن يتم إلا بعد أن يقوم أبو نضال بتسليمه الستة مواطنين بلجيك ، كانوا قد أُختطفوا في عرض البحر على أيدي مجموعة من جماعة أبو نضال ، ورفض أبو نضال هذا العرض جملة وتفصيلاً ..، .سؤال : وماذا بعد ؟ هل يمكن أن يتم هذا الأمر بدون تأييدكم وموافقتكم .. بل وأمركم ...؟.جواب : إهْـدَى بأَه ، لقد أنكر كل شيء .. لأن إتصاله للتعطيل كان مع الأخ / علاء .. الذي كان يأخذ تعليماته أو شبه تعليماته من مُـمَـوِلَـه ــ مالياً ، وهكذا ضاعت هذه الفرصة الثمينة ..، وعاد الأُخوة الثلاثة من طرابلس الغرب . ( 12 )سؤال : والنتيجة ؟ .جواب : ليست هذه فقط .. بل كما تقولون " المحصلة التراكمية" على مدار عقدين من السنين ، قد لعبت دورها في إصراره على إغتيال أخي / أبو إياد ..، ولم يدعهُ أخي / أبو الهول يُـغتال منفرداً في منزله ، فلحق به .. وكذا أخي / أبو محمد العمري. سؤال : المهم كنت على إستعداد لطي صفحة الخلاف مع "أبو نضال" ، ولأكثر من مرة ..، من أجل المصلحة الفتحوية ، التي لا يمكن تجزأتها .. إلا عند الإغبياء ، ويزيد عندما ترتقي السُـبل بهؤلاء الأغبياء .. ليصبحوا أهل الأمر والنهي في مصير القوم ..، ما رأيكم ؟ .جواب : إن العلاقة  مع "أبو نضال" قد مرت بعدة أطوار ، ولكن المنعطف الحاد كان في نجاحه بالوصول لإغتيال أخي / أبو إياد ، وأخي / أبو الهول ، وأخي / أبو محمد . قبلها كنت على إستعداد لطي صفحة الخلاف مع "أبو نضال" .. ولكن بعدها الأمور إختلفت ، ولم يعد هناك أي قبول لأية محاولة . لقد أخذت على عاتقي السعي الحثيث لفرض إنفراط عقد جماعة أبو نضال .سؤال : ولكنه قتل رفاقك .. إخوانك .. حبايبك .. من قاتلوا معك .. معارك الدفاع عن الثورة .. ما قولك ؟ جواب : إني من أعرف الخلق .. بمن قتلهم أبو نضال من المناضلين .. د.نعيم خضر ، د.عصام السرطاوي ، أبو إياد ، أبو الهول ، أبو محمد العمري .. ومحاولة إغتيال أبو داوود وغيرهم ... سؤال : كيف كان سيتم ذلك ؟ . ( 13 )جواب : من أجل فلسطين .. فلسطين أولاً .. وفلسطين في هذه المرحلة بدون حركة فتح .. تضعف قضيتنا كثيراً ..، إذن لا بد من وجود حركة فتح قوية متراصة البنيان ، علينا أن نقدم كل التنازلات التي لا تمس جوهر قضيتنا الوطنية ..، إذا مست الجوهر تصبح من المحرمات الثورية والإقتراب منها خيانة ما بعدها خيانة . سؤال : هذا بالنسبة لِ "أبو نضال" فكيف بأبناء القضية الوطنية؟جواب : ..، هؤلاء لهم مالنا وعليهم ما علينا ..، لا فرق بيننا وبينهم إلا بالتسمية ... وينبغي وأد أي خلاف معهم فوراً ، بل وقبل ظهوره ما أمكن لذلك سبيلاً.سؤال : وماذا مع أي من أبناء الشعب .. لو إختلفنا مع أحدهم ، أو بعضهم ، أو شريحة منهم ..؟ .جواب : تّـذّكَّـر أن حركة فتح مراراً وتكراراً قد أكدت أن كل مواطن فلسطيني ليس منتمياً لأي فصيل .. إنه عضو بالسليقة في حركة فتح .. تُـعَـبِّـر عن أفكاره ووجهات نظره .. سؤال : وإذا كان عضواً في حركة فتح .. كيف تُـقاس الأمور معه في حالة الإختلاف ؟ جواب : إن "القيادة الجماعية هي الأسلوب الوحيد للقيادة في الحركة" وهذا يعني أن الممارسة الديمقراطية هي الأساس للمركزية الديمقراطية في تحمل المسئوليات وإتخاذ القرارات ، وأن النقد والنقد الذاتي هما الأساس في التنقية والتصحيح ، وخلاف ذلك تصبح الأمور خبص في لبص . ( 14 )سؤال : ماذا تعني ؟ جواب : ما سبق يُـعطي للعضو الحركي الحق المقدس في حماية عضويته ، وأن يُـعطي رأيه / نقداً حراً ..، هذه هي حركة فتح .. اللهم إلا إذا أراد أحد أن يصادر ديمقراطيتها وروحها الحِـوارية الراقية ..، فهذا النوع من الأعضاء .. سيموت يوم يموت ولن يُـخَـلِّـف ذكرى تُـذكر أو / لا تُـذكر ..، فلن يكون محمد علي الكبير عصره ، ولن يكون جمال عبد الناصر زمانه ، ولن يكون أمير الشهداء / أبو جهاد ــ خليل الوزير مثابرته وإبداعه وخَـلْـقَـهُ ولن يكون محمد يوسف النجار وصلابته ولن يكون صلاح خلف وعنفوانه ، إلخ إلخ ، سينساه القوم .. قبل أن يؤوبوا إلى بيوتهم بعد دفنه . سؤال : ورمزية "ياسر عرفات" القيادية التاريخية للقضية الوطنية الفلسطينية ...جواب : صمت .سؤال : وماذا إذا كان هذا العضو الحركي .. هو عضو لجنة مركزية مُـنتخب من المؤتمر العام .. والخلاف شخصي معه ومع رئيس الحركة ؟. جواب : قلت لك إنها الطامة الكبرى ..، ولكن هل إنشق مستقوياً على "الحركة" وقاتل وإشتبك .. وهدَرَ الدماء قاتلاً .. ورافضاً للقيادة الجماعية الحركية ... ؟ .جواب : على سؤال "الختيار" .. كل هذا لم يحدث قط ....، . جواب : مرة ثالثة هذا أمر لا يصدق ..، إن بين ظهرانيكم من عاصر التجربة الوطنية منذ البدايات الحركية (نهاية الخمسينيات من القرن الماضي) ، وعرف ويعرف كيفية التعامل مع مثل هذه المسائل ... مقاطعاً : الغريب العجيب أن من تُـذَّكِـرَنا بهم .. هم (50% + ) من المشكلة  القائمة على الأقل ..، وهم أصحاب الحل والربط لإنهاء مثل هذه المشاكل أو تعقيدها ..، لأن الصلاحيات تكدست في أيديهم .. ،.جواب : كيف هذا ؟ .أجبته : كنت تطمح أن تتم تسميتك في المؤتمر العام الحركي الخامس بِـ"الأمين العام" لحركة فتح ..، ورفضت اللجنة المركزية (1989) أن تعطيك هذه المرتبة ..، بالرغم من كل تاريخك ورمزيتك ، الأن لدينا رئيس للحركة .. ويستحوذ على كل مواقعك القيادية السابقة وزيادة (كمان) . جواب : مثل هذا القول أمر لا يصدق ، فاللجنة المركزية هي القيادة اليومية ــ التنفيذية للحركة ، وإذا لم تكن قدوة في الإلتئام والتوحد والتوجه والمنهج .. فلا خير فيها ..، وأما أن تكون (مؤسسة) خلاف بينها وبين أي عضو من أعضائها .. فهذا أمر ليس مستحباً ، بل إنه لأمر مكروه وكريه .. لأنه يزرع الكراهية بين أعضاء القيادة الفتحوية الواحدة ، وإذا نجحت الأقدار في ذلك .. [ فسلامتك وتعيش يا أبو الريش،]. ( 15 )سؤال : من أين نؤتي بهذا العقل وهذه الدراية؟ .جواب : "لا تتنازعوا فتفشلوا / فتذهب ريحكم " ..، مثل هذه القضايا ليس أمام القيادة ، أقصد هنا اللجنة المركزية ..، أحد أمرين ، إما أن تكون على قلب رجل واحد .. أو ستودي بالحركة إلى حيث ألقت رحلها أم قشعم ، دعوا الأحقاد جانباً .. فهذا اللفظ لا يليق بالقيادة .. لا من قريب ولا من بعيد ..، العار كل العار سيجلل رؤوس الجميع ..، إذا لم يكونوا جميعاً .. ويحمل كل منهم على كاهله .. العمل الجاد لترتيب البيت الفتحوي ..، هنا يكمن بيت القصيد ..، إن وضعاُ حركياً غير مرتب .. لهو المهزلة بعينها ـــــــ . سؤال : كيف ؟ جواب : إنه الهزيمة الذاتية .. وهذه هي المقدمة الضرورية للهزيمة الموضوعية . ضعوا أي خلاف جانباً ..،. إن ما بينكم من إتفاق .. / هو أكثر مرات ومرات مما بينكم من خلاف ،. سؤال : هل الخلاف من المحرمات ؟ .جواب : نعم .. إنه من المحرمات إذا مس لحمة وسداة الحركة ووحدتها الواحدة ..، وثمة تناسب طردي ما بين الإرتقاء في المرتبة الحركية ــ وتحمل المسئولية في عمق هذه المحرمات ..، إن الخلاف الحركي بين القيادات لأسباب شخصية .. هو رأس الكبائر في العمل التنظيمي ..، إنه الكفر التنظيمي . سؤال : ماذا مع المنشقين .. هل يعودوا ؟ .. جواب : طبعاً لا مانع من عودتهم فرادى وليس إطاراً تنظيمياً ، .سؤال : وإذا أصروا أن يعودوا إطاراً تنظيمياً ؟ جواب : لن يعودوا وهم يحملون إسم "حركة التحرير الوطني الفلسطيني ـ فتح" ..، فلن نقبلهم أبداً . سؤال : لقد مارسوا الموبقات السياسية جميعاً . جواب : صحيح .. صحيح ..، ولكننا حركة فتح .. نعمل جاهدين لننجح في اللملمة الوطنية / وتراها ظاهرة ثورية ، فكيف باللملمة الحركية .. إنها جوهر الثورية ..،. ( 16 )سؤال : بناءً على ما سبق كيف أُفسر فصل عضو لجنة مركزية ؟ .جواب : لا يمكنني تصديق ذلك .. سؤال : أنت أبو عمار .. لم أَكْـذُبَـك في الدنيا ، ولن أَكْـذُبَـك في ملكوت السموات ما رأيك ؟ .جواب : كان الله في عونكم على بعضكم البعض ..،. لا تقاتلوا على أكثر من جبهة في آن معاً .. فإن هذا لتشتيت للجهد والدماغ ، وأما داخلياً فيُـحظر الإشتباك تحت أي مسمى أو ذريعة أو حجة ، لأنه الخطأ القاتل ، خاصة إذا كان العدو على الأبواب .. ونحن عدونا المركزي ليس على الأبواب فحسب ، بل ومحتل البيت الفلسطيني .. فكيف يسمح أياً كان بالإشتباك على هذه الشاكلة .. أي إشتباك من أي نوع ، إنه عمل لا يمكن وصفه بالذكاء .. بل إنه الغباء بعينه . لكي يصح الأمر .. يتحتم أن تكون حركة فتح داخلياً بخير وألف عافية وإلا الله يستر . ما يبقى في الوادي إلا حجاره . [ شكـــراً يا أخ أبو عمــار .. ، حقاً إنك قائد الثورة ورمزها النضالي ..،.ـــــــــــ وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر . فكيف إذا كانت ليالينا التنظيمية مظلمة ، قاتمة ، لزجة ، ما بعد رحيلك عنا ، وبعد المؤتمر العام السادس ــ الذي فرحنا به ، زادت الطين بلة .] .