خبر : المطلوب عمر البشير الإسرائيلي ومفتاح علاء الدين السحري ..بقلم: حسين حجازي

السبت 16 يوليو 2011 03:23 م / بتوقيت القدس +2GMT
المطلوب عمر البشير الإسرائيلي ومفتاح علاء الدين السحري ..بقلم: حسين حجازي



من الذي يتفوق سياسياً وأخلاقياً على الآخر؟ عمر حسن البشير المطلوب إلى محكمة الجنايات الدولية، بتهمة ارتكاب جرائم حرب، أم بنيامين نتنياهو، الذي صفق له كونغرس الإمبراطورية 25 مرة، نكاية بالإمبراطور، ويتحدث الإنكليزية، برطانة أميركية. قال عمر البشير: إن وحدةً في ظل الحرب ليست خياراً عاقلاً، وإن انفصالاً مع السلام هو الحكمة. إن حق تقرير المصير هو مبدأ راسخ في العلاقات الدولية، والقانون الدولي، وكمبدأ أخلاقي، على المستوى النظري لكن السودان يفخر بأنه هو من حقق هذا المبدأ على الأرض. مع السلامة هذه سودان وضع حدودها المستعمر البريطاني. تريدون انفصالاً ؟ مع السلامة. تخيلوا إذن رئيساً لدولة الاحتلال الإسرائيلي مكان عمر البشير. كنا نبحث من قبل عن ديغول إسرائيلي ورأينا لوقتٍ هذا الديغول في شخص إسحق رابين. قتل الديغول الإسرائيلي بيد يهودي قبل أن يجلس مكان عمر حسن البشير في احتفال إعلان ولادة واستقلال دولة فلسطين. اليوم نبحث عن عمر حسن البشير الإسرائيلي، لكن لا عمر ولا بشير في إسرائيل. وإنما هو الاحتلال مع الحرب. الحرب في البر والبحر، والجو، وفي الأمم المتحدة والكواليس الخفية، حتى لا تقام الدولة الفلسطينية. كان رد فعل نتنياهو هو مهاتفة رئيس دولة جنوب السودان الجديدة مهنئاً. سيد نتنياهو ألا تشعر بالخجل من نفسك؟ سألت صحفية إيطالية العام 1982 أريئيل شارون على بوابات بيروت: أيها الجنرال ألا تشعر بالخجل من نفسك ؟ فهل هؤلاء الجنود مجموعة من الإرهابيين؟ أيها العالم آباء الغرب المحترمين ألا تتعلمون درساً في احترام حق تقرير المصير من عمر حسن البشير؟ ومن يتفوق أخلاقياً أنتم ونتنياهو ونفاقكم لإسرائيل أم هذا المطلوب لعدالتكم. غداة انتهاء الحرب العالمية الأولى، سوف يلقي الرئيس الأميركي ودر ويلسون خطاباً نادراً في حق تقرير المصير لشعب فلسطين. الولسونية سوف تولد يتيمةً وتموت مع صاحبها. حرب تموز:يقول نعوم تشومسكي، آخر مفكر ألمعي باق على قيد الحياة في زمننا: إن جميع الحروب التي خاضتها إسرائيل ضد العرب، كانت بقرار إسرائيلي وغطاء أميركي. ما عدا حرب تموز، التي كانت بقرار أميركي وتنفيذ إسرائيلي، لكن السؤال اليوم هو عن قدرة إسرائيل، مقاول الحروب في الشرق، على شن حروب جديدة، لا بسبب صواريخ حزب الله وحماس ولكن بسبب الاقتصاد هذه المرة، إذا كان استخراج النفط والغاز من تحت البحر، سوف يحولها إلى دولة نفطية. وبناتج محلي حتى قبل الدخول إلى النفط يبلغ 217 مليار دولار، و58 مليار دولار صادرات، فإن الافتراض التحليلي هو الابتهال إلى إله الحرب من أجل الاستقرار، تتعارض الحروب التوترات، مع الاستثمارات. فهل يكون قرار الحرب القادمة، قراراً غير إسرائيلي للمرة الثانية منذ العام 1973 والجواب هو ربما، وإذا كانت أميركا قررت الدخول في معركة كسر عظم للإبقاء على سيطرتها على الشرق بدءاً من سورية لأن من يسيطر على الشرق الأوسط يسيطر على الاقتصاد العالمي وأميركا الخاسرة حتى الآن في تونس، مصر، ليبيا، اليمن، لبنان، لا تملك سوى مواصلة الحرب للحفاظ على النفط والثروة. المناورة الاقتصادية من الشرق الأوسط في مواجهة الصين. توازن جيو إستراتيجي جديد لروسيا عودة ولو بعد حين، عارضت روسيا توجه الغرب الأوروبي والأميركي في المسألة الليبية وعارضت روسيا إصدار مجلس الأمن قراراً مماثلاً ضد سورية وفي اجتماع الرباعية الأخير عارضت روسيا هذه المعادلة الجديدة التي طرحها نتنياهو، يهودية الدولة مقابل حدود 1967 مع تبادل أراض.اذا كانت الغورباتشوفية مثلت بداية النهاية في انهيار الإمبراطورية الروسية، فإن البوشية مثلت بداية النهاية لسقوط واندحار عصر الإمبراطورية الأميركية. هكذا تتقارب الإمبراطوريات المتصارعة في السقوط، لا تبعد المسافات الزمنية بين هذا السقوط . الإمبراطورية الروسية أولا ثم الأميركية ثانياً. والفارق هو في طبيعة المسرح الجغرافي، المعد للسقوط. بالنسبة إلى روسيا كان المسرح في أوروبا الشرقية، ربيع براغ، نقطة البداية، أما بالنسبة لأميركا فهو في المكان الذي واصلت الصراع لاحتكار السيطرة عليه بعد إقصاء روسيا منه، أي الشرق الأوسط، تونس مصر، اليمن وبعد ذلك لبنان وسورية كش ملك. وفي فلسطين انهارت الأوبامية بعد محاولة يائسة وأخيرة لإنقاذ أميركا من المصير نفسه بالفشل في فرض السلام. للنهايات رمزيتها الخاصة، محاصرة السفارة الأميركية في العام 1979 إبان الثورة الإيرانية في طهران. محاصرة واقتحام السفارة في دمشق وقذفها بالحجارة قبل أيام. فإذا كان لا أسف على نظام الأسد، في وقت يستطيع هذا مع حزب الله تأليف حكومة في لبنان. وغير قادرة أميركا على فرض السلام في فلسطين، ومصر هي التي تتزعم على الرغم من غليانها الثوري، رأس الحربة في معركة أبو مازن والفلسطينيين لانتزاع الاعتراف بدولة فلسطين في أيلول. فماذا بقي من الدور والتأثير الأميركي ؟ والجواب هو صفر. في هذا الوقت، ومع ظهور علامات الفراغ، نشهد بداية تحرك قوى أخرى لسد الفراغ. التحرك التركي والروسي والإيراني والمصري وفي خلفية الصورة غير ظاهر تماماً التنين الصيني. وهذا هو القوام متوازي الأضلاع للرباعي الجديد. رباعية مقابل رباعية. وهو بمثابة قاعدة توازن القوى، الجيوإستراتيجي في الشرق الذي تستند إلى دعامته معركة أيلول. فقد حدث الاستقطاب بين القوى القديمة والقوى الجديدة الصاعدة. وهو استقطاب يتوازى، يتقاطع مع استقطاب، صراع يبلغ الآن ذروة منعطف جديد بين عرب الحضر، الجمهوريات، وعرب الصحارى، الملكيات. لحسم السيطرة على من يقود العالم العربي، الحقبة المالية النفطية، أم الديمقراطيات الجمهوريات الثورية الوليدة ؟. توضع خارطة الشرق للمرة الثالثة على طاولة مشرحة التاريخ غداة الحرب العالمية الأولى، غداة الحرب العالمية الثانية، وفي ذروة رياح الثورات الجديدة. والمسألة كانت في المرات الثلات هي نفسها. التلازم بين حل المسألة اليهودية والمسألة الشرقية. وعد بلفور وتفاهمات فيصل ووايزمان واتفاقية (سايكس بيكو) ثم الحرب الإسرائيلية العربية عام 1948 النكبة. وصولاً إلى الحسم الأخير اليوم ولادة دولة فلسطين إعادة تصحيح خريطة (سايكس بيكو) القديمة وتسوية الصراع المفتوح منذ العام 1948. فهل هي مصادفة إعادة تأصيل الصراع إلى رمزيته ودلالاته الأولى ؟ يهودية الدولة بالتعبير الأيديولوجي أي اختراع إسرائيل التوراتية مقابل فلسطينية الدولة. ولكن حيث السياق التاريخي مختلف في الغرب الأوروبي القرن التاسع عشر. وعالم هذا القرن والشرق الإسلامي العروبي الجديد الناهض لتوه من ركود الاستبداد بداية القرن الحادي والعشرين. لقد وصلنا إلى نهاية التاريخ، إعادة صوغ المشكلات وطرح النقاش الحقيقي. برد الاعتبار إلى رمزية فلسطين التاريخية. الضغط المالي والحل الاقتصادي نعرف الآن أن الضغط المالي هذه المرة، ليس رداً على المصالحة مع حماس. لا، وإنما رد على الذهاب إلى أيلول، وهو ضغط يجدر بنا تفكيكه الآن بعقد تحالف جديد قوامه ناصر وفيصل في مؤتمر قمة الخرطوم الشهيرة بعد حرب حزيران 1967. الاتفاق بين دول الثورات ودول الخليج. الجمهوريات الجديدة والملكيات القديمة حول فلسطين. لا يساوي العجز المالي للسلطة ثمن شراء لاعب كرة قدم في فريق ريال مدريد أو دولة خليجية. لوضع النظام العالمي القديم أمام الحقيقة. إن البقاء أو الخروج من الشرق يتحدد الآن كما كان في العام 1830 زمن طرح المسألة الشرقية للمرة الأولى، واللاعبون هم أنفسهم. روسيا القيصرية، الإمبراطورية العثمانية الجديدة، وأوروبا. والمسرح هو نفسه، فلسطين، لبنان، وسورية ومصر محمد علي.ان الحل التفاوضي فشل، والحل الاقتصادي لم ير النور، والضغط المالي بمثابة ضوء أحمر ساطع عن فشل هذا الحل الذي كان أول من طرحه جورج شولتز وزير خارجية رونالد ريغان العام 1985. كونسيرتيوم اقتصادي أردني فلسطيني وهذه لحظة الفصل بين المصالح الاستراتيجية الكبيرة بين أوروبا المتوسطية وأميركا الأطلسية، ولقد كان الأوروبيون طوال الوقت جزءاً من التاريخ الشرقي. امتداد الكيان الاستراتيجي على الحواف الجنوبية للمتوسط. فهل يفعلها الفرنسيون والألمان والبريطانيون ؟ آباء الغرب الأوروبي التقليديون ؟ بالتحالف مع روسيا ؟ إن الثورات العربية هي المتغير الشرقي الكبير، الذي سيطيح بالنظام العالمي القديم. فإذا كانت أوروبا لعهود طويلة هي التي تؤثر على التوجهات الرئيسة لشؤون الشرق فإن مفتاح التغيير، مفتاح البلاد، مفتاح علاء الدين السحري كان يوجد دوماً في الشرق.