تتصاعد العقوبات على القيادة الفلسطينية كلما اقتربنا من استحقاق أيلول وكلما بقيت هذه القيادة مصرة على خطة التوجه للأمم المتحدة لنيل الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية ومنحها عضوية الأمم المتحدة كأسلوب سلمي للتخلص من الاحتلال القاتل ووقف هجمته الصهيونية الاستيطانية التهويدية السوداء التي تستهدف الأرض والإنسان والتاريخ والجغرافيا وكل ما هو عربي فلسطيني, فقد صادق مجلس النواب الأمريكي بالأمس بأغلبية ساحقة على مشروع قرار يدعو الإدارة الأمريكية إلى تجميد مساعداتها المقدمة للسلطة الفلسطينية إذا توجهت الأخيرة إلى الأمم المتحدة لنيل اعترافها بالدولة الفلسطينية ,وقد أيد مشروع القرار 407 نواب فيما عارضه ستة نواب فقط, ومع هذه العقوبات تنفضح أكثر السياسة الأمريكية المتحيزة لإسرائيل وهى تستخدم نفس سياسة إسرائيل من الابتزاز إلى الحصار الشامل ويعتقد أن هذه السياسة سوف ترغم الفلسطينيين على التنازل والتخلي نهائيا عن أحلام الشعب الفلسطيني وعن الدولة الفلسطينية , ولن يأكل الفلسطينيين دجاج الكنتاكي والبيتزا والهامبورغر وكل لحوم الصناعة الأمريكية من كبيرهم إلى صغيرهم من زعيمهم إلى فقيرهم من خلال الدعم الأمريكي للسلطة بل أن الجميع سيأكل الزعتر بلا زيت ..و يغمس الخبز بالخبز ليعيش فقط على أمل أن تكون له دولة مستقلة قادرة على توفير كل أنواع الحياة المطلوبة لهذا الإنسان الذي عاني طويلا وقاسي مرارة العيش ليري اللحظة التي يعترف فيها العالم بدولته الفلسطينية . تقاضي موظفي السلطة الفلسطينية هذا الشهر نصف راتب وهذا يعني أن شد الأحزمة بدأ عند الفلسطينيين ومرحلة قاسية مقبلة على الجميع , ومرحلة يعتقد الأمريكان والإسرائيليين أنها سوف تنال من عزيمة وإصرار الفلسطينيين , لكننا كفلسطينيين نعرف كيف سنجتاز هذه المرحلة لأننا عشنا اقسي منها عندما عاش الشعب الفلسطيني بحكومة واحدة وقطع عنه العالم المساعدات والهبات وكل أنواع الدعم عقابا للديمقراطية الفلسطينية لأنها أدخلت حركة حماس للحكم , لكن الشعب الفلسطيني صبر وصابر واحتسب أمره لله تعالى واثبت انه لا يحب البيتزا و لا يحب الكنتاكي أكثر من الدقة و الزعتر والفريك والزيتون بل ويعيش على اقل من ذلك , ليثبت انه شعب حر أبي شريف لا يمكن أن يركع أو يخضع لابتزاز خارجي أو حتى ابتزاز داخلي , واليوم نعيش نفس تفاصيل المرحلة السابقة والتي لم تنل من عزيمتنا وإصرارنا وثباتنا كفلسطينيين اعتادوا على الفقر والحرمان والجوع ,والنوم بين الحفر وفي بيوت ليست كبيوت الآدميين ,والأكل من الأرض , والعيش على نفايات العالم الأخر ..!, والهدف واحد في كلتا الحالتين فكلاهما الضغط على الفلسطينيين ليستجيبوا لابتزاز قوي الاستعمار ويقعوا في شباك الاحتلال الأبدي الذي لا يمنح استقلال أو حرية عبر مفاوضات أو غير مفاوضات ,عبر اتفاقيات أو غير اتفاقيات , فقد جرب الفلسطينيين كل تلك الطرق والنهاية بالطبع أننا نعود في كل مرحلة نتخلى فيها عن قوتنا عشرة خطوات إلى الوراء . قد يشكك البعض في الأزمة المالية التي تتعرض لها السلطة الفلسطينية لأهداف شخصية أو ليست وطنية أو لعدم معرفته بأبعاد ذلك ولا يعرف أن السلطة الفلسطينية لم تعتمد حتى الآن على نفسها لان الاحتلال يقصد ويستهدف كل المقومات الاقتصادية التي من شأنها أن تقوي الوجود الفلسطيني ولن يتركها تعتمد على ذاتها وتستكمل جاهزيتها للدولة الفلسطينية , لكنا هنا نؤكد أن السلطة الفلسطينية ماضية نحو الاستقلال التام والاعتماد على اقتصاد وطني يمكن من إيجاد مؤسسات دوله . لعل القادم مخيف لنا كفلسطينيين لأننا نصارع قوي تدفع لها كل دول العالم للتغلب على الوجود الفلسطيني , وترسل لها الهبات من أمريكا يوميا على شكل أموال ومعدات حرب ومعدات حياة واستيطان بالأرض الفلسطينية دون مقابل , أما نحن الفلسطينيين عندما تدفع لنا أمريكا أو بعض قوي الاستعمار أو حتى تفرج إسرائيل عن أموالنا فأنهم يريدون أن يهز الفلسطيني رأسه بالإيجاب لكل رغبة أو مسعى أمريكي إسرائيلي صهيوني , لهذا أيها السادة فان الفلسطينيين لا يفضلوا أكل البيتزا ولا أكل الهامبرغر ولا أكل الكنتاكي ولا شرب البيبسي كولا على حساب الدولة المستقلة وعاصمتها القدس وحرام عليهم فعل هذا ومن يفعل هذا فانه خائن متعاون مع قوي الاستعمار وخائن للشعب الذي يصر على المضي قدما نحو الدولة والاستقلال .Akkad_price@yahoo.com