خبر : استحقاق سبتمبر في الميزانين: الفلسطيني والعربي .. عريب الرنتاوي

السبت 09 يوليو 2011 10:10 ص / بتوقيت القدس +2GMT
استحقاق سبتمبر في الميزانين: الفلسطيني والعربي .. عريب الرنتاوي



يتّجه الفلسطينيون نحو الجمعية العامة للأمم المتحدة للحصول على اعتراف بدولتهم المستقلة وفقا لخطوط الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس، وهي خطوة مهمة لا يجوز التقليل من أهميتها بذريعة «رمزيتها»... والمأمول أن يلتقي الجميع على دعم هذا التوجه، طالما أنه «متخفف» من الاشتراطات الإسرائيلية الثقيلة، وطالما أنه يلتقي مع «برنامج منظمة التحرير» من جهة، و»توجهات حماس الأخيرة» من جهة ثانية، والتي أكدت فيها الاستعداد للقبول بدولة في هذا الإطار والحدود.   الغريب في الأمر، أن «بعض حماس» أو بالأحرى، بعض الناطقين باسمها، يلتقون مع خصم الحركة الألد: الدكتور سلام فيّاض، في التشكيك بجدوى هذه الخطوة والحط من قدرها... وهو التقاء نادر في المواقف بين الطرفين، لا يكفي على ما أظن، لرفع «الفيتو» المشهر من جانب الحركة في وجه «ترئيس» الرجل لحكومة الوحدة الوطنية المقبلة... كما أن موقف الأخير - فيّاض - المشكك في جدوى التوجه صوب الأمم المتحدة، لا يكفي على ما أظن أيضاً، لإقناع الرئيس عباس، بالتخلي عنه، كـ»مرشح شرعي وحيد» لتشكيل الحكومة القادمة، فأية مفارقة هذه؟!.   على أية حال، ما لم يحدث ما ليس في الحسبان، فإن القيادة الفلسطينية تبدو عاقدة العزم، على حمل أوراقها وملفاتها إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومن المنتظر أن يكون الطلب الرسمي الفلسطيني قد أعد وأنجز قبل العشرين من تموز/ يوليو الجاري، لكي يبحث في أيلول/ سبتمبر القادم في نيويورك... ولهذا السبب بالذات، قررت الولايات المتحدة إطلاق آخر سهم في جعبتها لقطع الطريق على الحراك الفلسطيني، عندما دعت اللجنة الرباعية للانعقاد في الحادي عشر من الشهر الجاري للنظر في إمكانية استئناف المفاوضات على أساس «خطاب أوباما» و»مبادرة ساركوزي»... لكن المسعى الأمريكي ما زال يُواجه بالموقف الإسرائيلي الرافض لهذه «المرجعيات»، والمتنكر لخط الرابع من حزيران ومبدأ تبادل الأراضي، الذي رأى فيه نتنياهو «نكتة سمجة».   إن أخفقت الرباعية الدولية في إعادة الروح للمفاوضات، وهذا مرجح حتى الآن، فإن للفلسطينين موعد مع المجتمع الدولي في أيلول القادم، ومن المصلحة - دون مبالغة أو تسخيف - التعامل مع هذا الاستحقاق بالجدية التي تبديها إسرائيل نحوه، على أقل تقدير، وهذا أضعف الإيمان... فهو استحقاق هام، ومعركة رمزية يجب كسبها والتأسيس على نتائجها، ولا بأس - بل من الضروري - أن تكون خطوة كهذه، بمثابة فصل في استراتيجية فلسطينية متعددة الفصول والحلقات والمستويات، لمواجهة مرحلة ما بعد انتهاء المفاوضات وسقوط عملية السلام.   بعض العرب لم يقل كلمته بعد في هذه المسألة بالذات... لا يكفي اجترار المواقف «المبدئية الثابتة» حول الدولة والقدس واللاجئين والحلول النهائية والمرجعيات... المعركة الآن مندلعة حول عنوان رئيس واحد محدد: هل نذهب للأمم المتحدة بطلب الاعتراف، أم ننتظر جهود أوباما/ ساركوزي، علّها تثمر عن استئناف المفاوضات المباشرة أو غير المباشرة قريباً.   محاضرة رئيس الوزراء في نادي الملك حسين، وما لحقها من توضيحات و»تسريبات»، يُسشتف منها، وجود تحفظ أردني على التوجه الفلسطيني الأخير... والانتقادات غير المباشرة التي وجهها البخيت للقيادة الفلسطينية حملت في طيّاتها هذا المعنى، وبعض التسريبات التي يبثها «مسؤول يرفض كالعادة الكشف عن هويته» تذهب في هذا الاتجاه... وفي ظني أن الأردن يميل للأخذ بخيار «استئناف المفاوضات» بديلاً عن «الذهاب للجمعية العامة»، لأن الخيار الأول على «تواضع الرهانات عليه»، يحمل إمكانية الوصول إلى حل توافقي، يغلق ملفات القدس والحدود واللاجئين، أما خيار التوجه للأمم المتحدة، فقد يفتح الباب أمام «خطوات أحادية متبادلة»، تبقي المصالح الأردنية في الحل النهائي في وضعية «لا معلق ولا مطلق»... وهذا آخر ما ترغب به الدبلوماسية الأردنية، خصوصاً في هذه الظروف شديدة الصعوبة.   وأحسب، أن السعودية ليست بعيدة عن هذه المقاربة، بدلالة البيان الأخير لمجلس الوزراء السعودي الذي حمل في طيّاته، تأييداً صريحاً لمبادرة ساركوزي، التي تنهض كما هو معروف على «خطاب أوباما» وتلتقي معه، وتتبني خيار «استئناف المفاوضات»... في المقابل، تبدو الدبلوماسية المصرية أكثر صراحة في تبني الخيار الفلسطيني في التوجه للجمعية العامة في حال فشلت الرباعية الدولية في «جلب» نتنياهو إلى مائدة المفاوضات، على أساس «مرجعيتي أوباما وساركوزي»، وثمة شكوى إسرائيلية واضحة من الدور المصري المساند للحراك الفلسطيني الأخير، كما توضح صحف تل أبيب العبرية.   نحن إذن، أمام تباين في المواقف على المستوى الفلسطيني الداخلي من جهة، وبين الفلسطينيين وبعض العرب من جهة ثانية، وفي ظني أن معركة بحجم معركة الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية تملي بذل المزيد من الجهود من أجل توحيد الموقف الفلسطيني الداخلي، وهو أمر ليس صعب المنال إن توفرت النوايا الحسنة، وتأمين مظلة عربية داعمة للتوجه الفلسطيني نحو استحقاق سبتمبر، وهذه مهمة غير مستحيلة، وإن كانت أكثر صعوبة