توجه رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، أمس، لرئيس بلدية القدس، نير بركات، وطلب اليه تأجيل خطة هدم نحو 22 منزلا في حي سلوان في شرقي القدس في صالح اقامة الحديقة السياحية "حديقة الملك" (البستان). وذلك بهدف تخصيص فترة زمنية أخرى للمفاوضات مع السكان الفلسطينيين. في بيان نشره مكتب نتنياهو جاء ان مبرر التدخل هو رغبته في منع تصعيد في المنطقة. "توجد محافل ذات مصلحة ترغب في اثارة نزاع وشقاق والعرض في البلاد وفي العالم لصورة واقع كاذبة ومشوهة"، قال رئيس الوزراء لبركات. وأشار الى أن طلبه لا يرمي الى التدخل في ادارة شؤون بلدية القدس او في صلاحيات سلطات فرض القانون، التخطيط والبناء. في مؤتمر صحفي عقده بعد حديثه مع نتنياهو، اعلن بركات بأنه استجاب لطلب رئيس الوزراء وأن المفاوضات مع السكان ستستمر. وفي السياق عرض رئيس البلدية تفاصيل مشروع "حديقة الملك". وحسب الخطة، سيتم اخلاء نحو 22 منزلا من القسم الغربي للحي لتنقل الى قسمه الشرقي. وذلك لاخلاء المكان للمشروع السياحي الجديد الذي سيتضمن فنادق، مطاعم ومناطق مفتوحة. وشدد على أن الخطة تتضمن ايضا اقامة مؤسسات عامة للسكان، مثل مركز جماهيري ومدرسة. واوضح بركات بأنه يأمل بأن يتم الاخلاء بالاتفاق، ولكن اذا لم يتم الحصول على موافقة السكان، فستهدم المنازل بقوة أوامر الهدم. وقال "سنفعل هذا مع الكثير من المراعاة، مع الحساسية، ولكن ايضا مع التصميم". وحسب بركات، فان الخطة ستحسن جودة حياة السكان الفلسطينيين ولن تسيء لها. "معنى الخطة هو بشرى بدلا من أوامر الهدم"، قال. "الخطة تعد بتنمية اقتصادية، رفع مستوى البنى التحتية، رفع مستوى جودة الحياة واقامة مرسى سياحي. نحن نوشك على ان نأخذ مكانا مهملا ونجعله مكانا ناجحا. هذا وضع من "Win Win". في الاسبوع الماضي علقت المفاوضات مع السكان في طريق مسدود. فالسكان يرفضون الخطة ويقولون انها غير قابلة للتطبيق اذ لا يوجد الى اين تنقل المنازل التي ستهدم. كما أنهم اعربوا عن تخوفهم من ان تكون الحديقة مرحلة اخرى في عملية "تهويد شرقي القدس". ورد بركات خطة بديلة عرضها السكان. وقال أمس المحامي زياد قعوار، الذي يمثل السكان ان "بركات يتمترس في موقفه في وجوب اقامة حديقة اثرية ذات طابع تاريخي يهودي وديني وهذا متعذر من ناحيتنا". وقال فخري ابو دياب، من قادة لجنة العمل للسكان: "ليس لدينا مشكلة في أن يكون في محيط بيتي يفعلون ما يريدون على ان يبقى البيت". وعقبت الولايات المتحدة أمس بالايجاب على طلب نتنياهو. "نحن نواصل دعوة الطرفين الى الامتناع عن اعمال احادي الجانب بنية طيبة او بغير ذلك تمس بالثقة وبمساعي استئناف المفاوضات التي ستؤدي الى حل الدولتين للشعبين"، كما جاء في بيان عن وزارة الخارجية الامريكية.
