صدرت العديد من ردود الفعل في أوساط الإسرائيليين حول عملية "الدرع الشمالي" والتي تهدف للقضاء على أنفاق حزب الله المخترقة للبلدات الإسرائيلية المجاورة للحدود.
وتفاوتت ردود الفعل ما بين مؤيد للعملية ومعارض لها، وذلك في ضوء الاختلاف حول أولويات الجيش في المواجهة، سواء الحدود الشمالية أو الجنوبية مع قطاع غزة.
وأخذت الردود عدة أشكال، منها ما كان على مستوى الوزراء وقيادات الجيش وآخر على مستوى ردود فعل أشخاص مشهورين ومنها على مستوى ردود فعل شعبية.
موقع "عكا" للشؤون الإسرائيلية، رصد هذه الردود الإسرائيلية حول عملية "الدرع الشمالي" على النحو الآتي:
وزير الجيش الإسرائيلي المستقيل "أفيغدور ليبرمان" انتقد الحملة العسكرية في الشمال، معتبراً أن الجبهة مع غزة أكثر خطورة من أنفاق حزب الله.
وقال "ليبرمان": "لا يوجد حاجة ملحة للتعامل مع الأنفاق في الشمال، وجبهة عزة أهم وأكثر خطورة ويجب التعامل معها أولا".
من جهته قلل "روني دنيال" المحلل العسكري للقناة الثانية العبرية من نجاعة الحملة العسكرية في الشمال، معتبراً أن حزب الله لن يتوقف عن حفر الانفاق لأن هدفه المعلن هو احتلال الجليل.
كما هدد وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جلعاد أردان لبنان، قائلاً "ما سيحدث من الآن فصاعدا سيكون على مسؤولية الحكومة اللبنانية وقد يعرضها للخطر كذلك".
ونقلت صحيفة "معاريف" العبرية عن "أردان" قوله "من الآن فصاعداً، لن تكون الحكومة اللبنانية قادرة على القول بأن هناك منظمة مسلحة تعمل من أراضيها".
فيما أعرب رئيس شعبة الاستخبارات السابق في الجيش الإسرائيلي "عاموس يدلين"، عن تخوفاته من ردة فعل حزب الله اللبناني على عملية "الردع الشمالي"، والتي تستهدف أنفاقه المخترقة للحدود الإسرائيلية.
وأشار يدلين، إلى أن عملية "الدرع الشمالي" ضرورية ومهمة لأمن "إسرائيل"، وأن الهدف منها الكشف عن أنفاق حزب الله وتدميرها، خشية من استخدامها من قبل الحزب واحتلال بلدات إسرائيلية واقعة قرب الحدود.
من جهتها، أشادت وزيرة الثقافة والرياضة الإسرائيلية ميري ريغيف بعملية "الدرع الشمالي" لتدمير أنفاق حزب الله في الشمال.
وقالت ريغيف كما نقلت القناة العبرية السابعة اليوم الثلاثاء: " إن تحييد أنفاق حزب الله في الشمال هو عملية تشغيلية ذات أهمية قصوى وينفذ الجيش أعماله بعزم وما هو ضروري لحماية وسلامة وأمن سكان الشمال".
عضو لجنة الشؤون الخارجية والأمن في الكنيست موتي يوغيف، رأى أن من الواجب القيام بعملية ضد أنفاق حزب الله في الشمال.
وقال يوغيف كما أورد موقع (0404) العبري صباح الثلاثاء إنه من حق "إسرائيل" الدفاع عن نفسها وهذا واجب أي حكومة بأن تتخذ جميع الخطوات اللازمة لحماية السكان".
من جانبه عقّب رئيس الكنيست الإسرائيلي "يولي إدلشتاين"، قائلا: "شعب إسرائيل بكامله يرقب بأعينه الآن ما يحدث في الشمال، لن نسمح بخرق السيادة الإسرائيلية، أشد على يد سكان الشمال وقواتنا التي تنفذ المهمة الهامة بمهنية".
الوزير السابق عن حزب الليكود جدعون ساعر قال: "أشد على يد الحكومة والجيش وقادته لخروجهم لعملية الدرع الشمالي".
واعتبر رئيس المجلس الإقليمي الجليل الأعلى غيورا زالتس بارك: أن هذا اليوم هام جدا لأمن الشمال، مضيفاً: حزب الله يواصل تعزيز قوته وتحويل لبنان إلى قاعدة إيرانية منتهكاً جميع الاتفاقيات، الجيش هنا بكامل قوته ونحن نثق بجيشنا، ومن الأهمية أن أؤكد أننا نعيش حياتنا الآن بشكل طبيعي".
أما صحيفة "إسرائيل اليوم"، فقالت: "الجيش يعمل الآن على كشف أنفاق حزب الله داخل الأراضي الإسرائيلية ولم يخترق الحدود داخل لبنان، لكنه كشف قواته ورفع مستوى الجهوزية إلى الدرجة القصوى تحسباً لرد من قبل حزب الله واندلاع مواجهة لكن التقدير السائد أن يحتوي حزب الله نشاط الجيش طالما لم يخترق الحدود إلى داخل لبنان".
كما بارك وزير المواصلات والاستخبارات يسرائيل كاتس، عملية تدمير أنفاق حزب الله، وأثني على رئيس الحكومة ووزير الجيش نتنياهو أنه وبرغم الضغوطات الكبيرة يقود الآن عملية صائبة".
زعيم الائتلاف الحكومي دافيد أمسالم قال: "أشد على يد الجيش وقوات الأمن التي تقوم بمهمة تدمير أنفاق حزب الله المخترقة للحدود وكشفها بغية تدميرها، أداء رئيس الحكومة المسؤول والمتزن يثبت نسفه مراراً وتكراراً".
رئيس بلدية نهاريا المنتخب عقيد احتياط رونين مارلي: "أنا وسكان مدينة نهاريا نثق بالجيش وأصحاب القرار أنهم يقومون بأصوب شيء لصالح دولة إسرائيل عامة وسكان الشمال خاصة. لا يمكن أن نسمح لأنفسنا بأي شكل من الأشكال وجود أنفاق تخترق حدودنا".
أما عضو الكنيست "يائير لبيد" فقد طالب "نتنياهو" بعدم تجاهل جبه غزة والتغني بالحملة في الشمال، لأنها لا تعني تجاهل الجنوب.
المتخصصة في الشؤون العسكرية الإسرائيلية "شمريت مئير"، رأت أن ما يحدث اليوم في شمال البلاد يرفع من فرص المواجهة في الجنوب مع قطاع غزة ولا يخفضها.
ووفقاً لـ"مئير"، فإن السبب الرئيس في عدم ذهاب الجيش الإسرائيلي لعملية عسكرية في قطاع غزة خلال الجولة الأخيرة، هو عدم وجود نهاية جيدة لهذه المواجهة، وأن "إسرائيل" لم تضع أهدافا حقيقة في غزة.
من جانبه، دعا لواء الاحتياط العميد في الجيش الإسرائيلي يوسي كوبرفاسر وهو الباحث الكبير في مركز القدس للشؤون العامة ورئيس سابق لقسم الأبحاث في دائرة الاستخبارات الجيش الإسرائيلي إلى العمل بشكل مستنير والاستعداد للتصعيد خلال عملية "الدرع الشمالي" ضد أنفاق حزب الله.
أما قائد لواء حرمون السابق كوبي ماروم فقال: "إن هذا القرار استراتيجي مهم، ويمكن أن تتدهور الأمور، لكن حزب الله والقيادة الإسرائيلية لن تقوم بتصعيد في الوقت الحالي".
وكان الناطق باسم الجيش الاسرائيلي أعلن صباح اليوم، البدء بحملة عسكرية واسعة النطاق أطلق عليها " الدرع الشمالي"، على الحدود مع لبنان بحجة الكشف عن أنفاق بناها حزب الله واخترقت الأراضي الإسرائيلية.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت"، أنه على إثر بدء العملية أعطى رئيس الحكومة الاسرائيلي "بنيامين نتنياهو" تعليماته لوزراء "الكابينت" بعدم إجراء مقابلات إعلامية حول العملية وعدم الإدلاء بتصريحات حولها.