خبر : الانقلاب الإسرائيلي! ..محمد ياغي

الجمعة 25 يناير 2013 11:07 ص / بتوقيت القدس +2GMT
الانقلاب الإسرائيلي! ..محمد ياغي



ما تمخض عن انتخابات الكنيست في دورتها التاسعة عشرة، كان أمراً مفاجئاً لأوساط عديدة، اسرائيلية أم إقليمية ودولية. ما كانت تشير إليه الدلائل في مرحلة الإعداد لتلك الانتخابات، إضافة لاستطلاعات الرأي، كان يشير إلى أن نتائج تلك الانتخابات، ستكون شبيهة لنتائج الدورة السابقة.شكلت تلك النتائج، ما يشبه المفاجأة، إن لم تقل الانقلاب، فلم يحظ اليمين بالأكثرية أو بالأكثرية الساحقة، كما كان يتوقع، وما نتج عن الانتخابات، لن يخول، بأية حال من الأحوال، نتنياهو، والليكود، واسرائيل بيتنا، تشكيل حكومة، تكون لهم فيها الأكثرية.شكلت نتائج الانتخابات الاسرائيلية، بداية النهاية لزعامة نتنياهو، الطامح لزعامة حاسمة، على نمط بن غوريون، فجاءت نتائج الانتخابات، لتضع حداً حاسماً لطموحاته الكبيرة، ولتشكل بالتالي، بداية جديدة للوسط واليسار في اسرائيل، لاستعادة دورهما التاريخي المفقود.فبعد أن تمكن اليمين، من تبوؤ الزعامة في اسرائيل، وأصبح الشارع الاسرائيلي يميل الى اليمين فاليمين المتطرف، جاءت وقائع وأحداث كثيرة، خاصة فيما يتعلق بملف المفاوضات الاسرائيلية - الفلسطينية والملف النووي الإيراني، جعلت من سياسات اليمين، عاملاً من عوامل العزلة الاسرائيلية، وبدأ الدور الاسرائيلي في التراجع والتآكل، وبدأ الشارع الاسرائيلي يدرك بأن سياسات اليمين، ستزيد من عزلة اسرائيل وتهدد ديمقراطيتها، وبالتالي وجودها برمته.ولعل ما يلفت النظر في هذا السياق، تنامي الدور العربي في الانتخابات الاسرائيلية، على الرغم من تشتت الصوت العربي، وما يعتري قواه الانتخابية من ضعف وتفكك وصراعات داخلية.سيتمكن نتنياهو من تشكيل حكومته، لكنها حكومة مهزوزة، غير قادرة على اتخاذ قرارات حاسمة، ومهددة بالانهيار في أية لحظة.هنالك استحقاقات هامة وحاسمة، أمام هذه الحكومة، ولن تكون تلك الحكومة الموسعة، قادرة على معالجتها واتخاذ القرارات بشأنها. سيحاول نتنياهو، متابعة الاستيطان، وهذا ما سيجعل حكومته على تناقض مع قوى اسرائيلية لا يستهان بها، كما وسيوسع الشرخ القائم فيما بينها وبين السياسة الخارجية للولايات المتحدة. كما وسيبرز الملف النووي الايراني، كملف اميركي، اكثر منه اسرائيليا مما سيزيد حالة التآكل الاسرائيلي، ويجعل من تهديدات نتنياهو، كلاماً فارغاً لا قيمة له.كما سيتبلور موقف أوروبي واضح بشأن الاستيطان، وسيكون هذا الموقف مدعوماً بموقف أميركي واضح.السؤال هنا، هل سيتمكن نتنياهو، في إطار حكومته الموسعة، من تنفيذ مخططاته ودعواته التي اطلقها إبان حملته الانتخابية.. وماذا لو دخلت حكومته في أزمة عصفت بها، وأودت بحياتها وفي اشهرها الأولى؟!