خبر : لم يغلق ملف ألقذافي ..بقلم : بسام أبو شريف

الجمعة 28 أكتوبر 2011 02:00 ص / بتوقيت القدس +2GMT
لم يغلق ملف ألقذافي ..بقلم : بسام أبو شريف



الذين يعرفون ليبيا ، يعلمون أن ملف  معمر ألقذافي لم يغلق ولن يغلق حتى لو قتلوا سيف الإسلام ، الذي أطلقت عليه قبائل ليبيا " حامل الدم " أي المكلف من القبائل للأخذ بالثأر العشائري . الموضوع اكبر من هذا وذاك . وهو موضوع يتخطى الصحراء الليبية و المياه الإقليمية الليبية ، لا بل لا يتوقف عند شواطئ أوروبا المقابلة والمواجهة للشواطئ الليبية . وكي نستوعب مدى تأثير عملية القتل " المقرفة " التي شاهدها مئات الملايين على شاشات التلفزيون لابد أن نبدأ بالقول بأن حق الشعب الليبي بالحرية والديمقراطية حق مقدس لا يمكن لأحد أن يسحقه أو يمنعه . كذلك نقول أن حق الشعب الليبي باختيار زعامته ونظامه أمر من حق الليبيين وحدهم ولا دخل لأحد بذلك حتى لو كان ايطاليا من الذين احتلوا ليبيا سابقا أو بريطانيا من الذين حاربوا رومل بقبائل ليبية ، أو أميركيا من الذين عاشوا في قاعدة  هويلس وشاركوا بضرب طيران مصر عام 1967 أو الأمريكان الذين قصفوا بيت معمر ألقذافي أيام حكم الرئيس ريغان . معمر ألقذافي ثار على الاستعمار والملكية ، فحرر بلاده من القواعد العسكرية الأجنبية وأنشأ نظاما أراده أن يكون فريدا أي نظام حكم الشعب . لكنه وقع في أخطاء كبيرة داس خلالها على ما أعلنه هو . ولم يسمع لنصائح الأصدقاء الذين رأوا في تهيئة أولاده للحكم بعده نوعا من عودة حكم العائلة ويشبه ما درجت عليه بعض الأنظمة الجمهورية مؤخراً . لكنه كما ظهر ، لم يضع قرشاً ليبيا بأسمه الشخصي او بأسم عائلته بل تبين ان الأموال الضخمة التي اودعت مصارف عالمية هي أموال باسم الحكومة الليبية . وهذا ما جعل الدول الناهبة تستعجل الاعتراف بحكومة وهمية أقيمت في بنغازي لتتصرف بأكثر من مئة وثمانين مليار دولار هي اموال الشعب الليبي . وفاجأ الدول الناهبة بأن ليبيا ومعمر القذافي ( الذي كان محط سخرية الغرب )  قد وظفت مبالغ طائلة بشراء حصص واسهم في شركات أوروبية وأميركية كاستثمارات بحيث لم تتمكن حكومات الغرب من مصادرتها . فليبيا تملك اكبر مصفاة نفط في ايطاليا ومعظم محطات توزيع الوقود ( Tam Oil ) وتمتلك حصصاً كبيرة في شركات صناعة السيارات وغيره . حافظ معمر ألقذافي على ثروة الشعب الليبي ولم يهدرها . لكن طمع الطامعين والدول الناهبة ابى الا ان يسيطر على نفط ليبيا ،فدخل من مدخل الأخطاء ، وتحت شعار دعم الديمقراطية والحرية ،  والحقيقة أن التدخل الأجنبي كان للنهب وليس لأي شيء آخر . حلف الناتو كذب ويكذب ومازال . قالو ان القرار هو فرض حظر جوي على ليبيا ، وفجأة امتلأ البحر بحاملات الطائرات . واذا بمنطقة الخطر الجوي تتحول الى منطقة اعتداءات جوية لا تتوقف على ليبيا . وليس سراً ان نقول ان قصف طائرات الناتو الحربية كان منهجيا لتكسير وتحطيم كل مصانع ليبيا ومؤسساتها ومبانيها ومدارسها ومنشآت نفطها . وبطبيعة الحال مواقع ليبيا ومخازنها العسكرية ومقرات السلطة وبيت معمر القذافي وبيوت المسؤولين . فاتورة القصف التي قدمها الناتو والبنتاغون التهمت مئة وثمانين مليار . اما على الارض فقد انكشف كذب الناتو ودوله ... فقد زعموا ان تدخلهم هو قصف جوي فقط . لكن الحقيقة التي ظهرت مؤخرا للجميع ( وكانت قد ظهرت للبعض منذ البداية ) هي ان القوات الخاصة البريطانية والفرنسية تقاتل على الارض . وهي التي شقت الطريق لطرابلس العاصمة وهي التي داهمت سرت وبني الوليد . واعترف  بذلك  وزير الدفاع البريطاني الذي اعلن عن سحب القوات الخاصة ليدارك بعد بث رسالة سيف الاسلام بعد اغتيال والده ، عن تكليف هذه القوات البريطانية بالبحث عن سيف الاسلام .دول ناهبة تطمع في نهب النفط الليبي كما نهبت اميركا نفط العراق . اما عن التبشيع  والتشنيع في اغتيال معمر القذافي فهذا امر ان أشار إلى شيء فهو يشير الى ان من ارتكب ذلك ليس عربيا ولا يمكن ان تكون أخلاقه عربية او إسلامية او مسيحية . فهذا أمر بعيد كل البعد عن الأخلاق العربية والأعراف العسكرية ونهى عنه  الإسلام و المسيحية نهياً قاطعاً .فمن اغتال معمر ألقذافي ؟ ! انها الدول الناهبة . ولماذا يخشى الذين دفنوا جثمانه وجثمان ابنه والرجل المتواضع المخلص لعروبته  ابو بكر يونس ، من ان يٌعرف اين دفنوا؟؟.انهم يرتعدون من الذين دفنوا لأنهم اجرموا بحق الشعب والوطن ولا يعرفون الآن كيف يحمون البلد من الاستعمار الجديد . ويبقى سؤال لشعب ليبيا البطل : هل سوف تسمحون للناهبين بأن ينهبوا ثرواتكم وان يعودوا بقواعدهم العسكرية ليحكموكم ؟ . ليعلم الجميع ان المستفيد الاول بعد الدول الناهبة هو بنيامين نتنياهو .هل يفكر احد ، او يلاحظ احد كيف يتسارع قضم نتنياهو للقدس وارض الضفة ، هذه هي احدى النتائج .ستطالب الدول الناهبة ، بعد ما جرى ، بحصص النفط وتجبر من قبل الخضوع لها على توقيع العقود المجحفة بحق الشعب الليبي . ثم ستجبر الدول الناهبة ليبيا الخاضعة على توقيع عقود إعادة بناء ليبيا مع شركات دولها . وستصبح ليبيا ( مديونه ) لهذه الدول وستتراكم الفوائد ولن تتمكن ليبيا ( بنفطها وغازها ) من سداد هذه الديون والفوائد لنص قرن قادم . هذه هي أهداف الدول الناهبة وحليفتها إسرائيل . فهل فهمتم ؟ . وعلى الجانب الأخر سنرى استمراراً للفوضى على صعيد الحكم الجديد، وسنرى صراعات قد تتحول إلى صراعات دموية ، وسنرى عمليات ثأر وقتال تندلع هنا وهناك بين الفترة والأخرى ، وسنرى عشائر وقبائل تتعامل مع بنغازي على أنها حصن للأعداء وسيستمر الكر والفر .لكن الذي سيستمر أيضا هو سعي الشعب الليبي للحرية والديمقراطية والاستقرار ولن يجد الشعب الليبي ذلك طالما ان الدول الناهبة تتحكم في الأمور . فقط عندما تطرد الدول الناهبة ويمزق الشعب عقود الذل سينتزع الشعب حريته وديمقراطيته واستقراره . بسام أبو شريف