خبر : موقع أثري في القدس في قلب جدال حول وجود مملكة شلومو../هآرتس

الجمعة 24 يونيو 2011 12:07 م / بتوقيت القدس +2GMT
موقع أثري في القدس في قلب جدال حول وجود مملكة شلومو../هآرتس



دشنت سلطة الاثار هذا الاسبوع موقعا أثريا جديدا، بمحاذاة أسوار البلدة القديمة في القدس. والان، بفضل شبكة متفرعة من الدروب والسبل، سيكون بوسع الجمهور الغفير أيضا أن يأخذ الانطباع من عمق الجدال بين النهجين اللذين ينقسم اليهما عالم الاثار الاسرائيلي. الموقع الجديد فتح في حديقة عوفل، بمحاذاة الحائط الشرقي للحرم، بجوار حي سلوان. د. اييلت مزار، عالمة اثار من الجامعة العبرية كانت ادارت الحفريات في الموقع، تدعي بانه كشف في المكان سور يمكن اعتباره من التحصينات التي أقامها الملك شلومو في القدس في القرن العاشر قبل الميلاد. وهي تأمل في أن يكون في استكمال الحفريات وفتح الموقع امام الجمهور نقطة انعطافة حاسمة في الجدال بين علماء الاثار حول وجود أو عدم وجود مملكة داود وشلومو. الحفريات في الموقع جرت في أوقات مختلفة في عشرات السنين الاخيرة. من بدأ الحفريات كان جد مزار، عالم الاثار البروفيسو بنيامين مزار. في السنة الماضية انتهت الاعمال وبمساعدة تبرعات تم تنظيف المنطقة واقيمت فيها معابر وسبل، تسمح للجمهور الغفير بمشاهدة مكتشفات الاثار عن كثب. وتشير مزار الى جملة تحصينات على طول 70 مترا، تتضمن سورا، بيت بوابة وبرجا. كما عثر في المكان على مبنى اعتبرته مزار مبنى رسميا. بيت البوابة، حسب مزار تشبه مبان اخرى عثر عليها في المواقع من ذات العهد – في مجدو، في بئر السبع وفي اسدود. وحسب أواني فخارية عثر عليها في الحفريات، تعيد مزار المكتشفات الى القرن العاشر قبل الميلاد – أي الى عهد المملكة الموحدة لداود وشلومو. قرب البوابة وجدت مبنى كبيرا دمر بحريق. وهي تقترح امكانية أن يكون البابليون خربوا المبنى في عهد خراب البيت الاول. كما عثر في المكان ايضا على أواني فخارية ظهر على احداها مكتوبا: "للوزير الخـ ...". ومن السهل التخمين بان محتوى الآنية كان مخصصا لـ "وزير الخبازين".ولاستكمال صورة عاصمة قوة عظمى اقليمية يضاف مكتشف آخر ظهر في الحفريات – لوح من الطين صغير عليه بضعة كلمات بالاكادية: "كنت"، "بعد ذلك"، "عمل" و "هم". مقارنة اللوح مع الواح اكادية عثر عليها في مصر تطرح التقدير بان الحديث يدور عن نسخة من رسالة رسمية بعث بها من ملك القدس الى ملك مصر وحفظ في الارشيف. اللوح الذي هو الرسالة الاقدم التي وجدت في القدس، سيعرض في الحديقة الاثرية مركز دافيدسون المجاور لساحة المبكى. من ناحية مزار، انهاء الحفريات في حديقة عوفل وفتحها امام الجمهور الغفير هو مرحلة هامة في صراع علماء الاثار على مسألة وجود المملكة الموحدة. المعارضون لمزار والنهج الاثري التوراتي يعتقدون بان القدس، كعاصمة كبيرة وفاخرة في القرن العاشر، هي اختراع كُتّاب الكتاب المقدس – بعد مئات السنين من ذلك. واعادة المكتشفات الى القرن العاشر واعتبارها مكتشفات لمملكة كبيرة وقوية موضع خلاف شديد. وتقوم مزار انه "سيكون سهلا جدا تجاهل المكتشفات لان المنطقة كانت مغطاة وكان من غير الممكن رؤيتها. هذا الوضع ساعد من اراد الادعاء بانه لا يوجد أي شيء هام (...). عندما يكون لنا مكتشف كهذا من الفخار يعود تاريخه الى القرن العاشر او التاسع فهو لا ينسجم مع كل اولئك الباحثين الذين ادعوا بان كل الفخار والعظمة للقدس هو في واقع الامر اختراع القرن السابع. فاذا لم يكن هذا شلومو، فسيكون شخصا آخر". ولكن مزار لا تتوقع عن القرن العاشر او العصر الحديدي. فهي تتوجه مباشرة الى النص التوراتي وتربط بين مكتشفاتها وبين ما هو مكتوب. فالتحصينات في عوفل تعتبرها تتماثل مع آية من سفر الملوك أ، حيث كتب: "بناء بيته وبيت يهوا وسور القدس حوله".هذه الصورة التي تعرضها مزار ليست مقبولة من الكثير من علماء الاثار الاسرائيليين الذين يرون في الربط بين النص التوراتي والمكتشفات السياسية ربطا تعسفيا. الجدال الاساس هو حول تأريخ المكتشفات. البروفيسور يسرائيل فينكلشتاين من جامعة تل أبيب، المعروف كممثل واضح للنهج الذي يقلل من أهمية التوراة في فهم الاثار، يعتقد بان تأريخ المكتشفات حسب مزار مغلوط. وهو يقول انه "لحسن فهمي، فاذا كان الحديث يدور بالفعل عن تحصينات، فان المكتشفات تشهد على أنها بنيت في مرحلة متأخرة من عصر الملكية، بعد عهد شلومو. ويشكك علماء اثار آخرون في التشخيص الفوري للمباني التي اكتشفت كمبان رسمية. عالم الاثار يوني مزراحي من جمعية "عميق شفيه"، التي تكافح ضد الاستخدام السياسي الذي يجري لعلم الاثار، يهاجم المشروع من اتجاه آخر. وهو يقول ان "حفريات عوفل كشفت موقعا متعدد الطبقات يكاد يكون لا يوجد عصر لا يتمثل فيه. ولاسفنا نشهد مرة اخرى تشديد عصر معين للقدس التوراتية. خسارة أنه بدلا من تقديم موقع متعدد الطبقات يروي قصة الثقافات المختلفة التي هي جزء من الماضي والحاضر للمدينة، يتم التركيز مرة اخرى على الصلة الاسرائيلية".