خبر : الكرة ليست مدورة/هآرتس

الجمعة 24 يونيو 2011 12:05 م / بتوقيت القدس +2GMT
الكرة ليست مدورة/هآرتس



 ثلاثة كليشيهات دارجة على لسان محبي كرة القدم ومقدميها الاذاعيين: الكرة مدورة، كرة القدم مباراة من تسعين دقيقة واصل الحكم من طبقة اجتماعية – اقتصادية متدنية على نحو خاص. الكليشيه الاخير يعكس خيبة أمل وشك من جانب المستائين من القرارات المضادة لفريقهم. الكليشيهان الاولان يدلان على السذاجة. الكرة ليست مدورة؛ يمكن تغيير صورتها، واخراج الهواء منها وتوجيه طيرانها في صفقة سرية مع المالكين والمدربين، اللاعبين والحكام. وليس لتسعين دقيقة مباراة كرة القدم، بل أكثر بكثير، في كل ساعات مناورات المساومة قبل المبارة وبعدها، حين تترتب النتيجة حسب أماني المجرمين. وعليه، فلا توجد مفاجأة صاخبة من مجرد التحقيق الشرطي، في القضية المسماة "الكرة المركزية". كرة القدم الاسرائيلية كانت منذ بدايتها في وسط فضائح اكثر مما كانت في وسط نجاحات. والفساد كان يرتدي فقط شكلا آخر. مثلما في السياسة، حيث حلت محل اللجنة التنظيمية لقوائم الاحزاب الانتخابات الاولية، ومركز القوة انتقل فقط من المتفرغين الكبار الى مقاولي الاصوات – هكذا أيضا في كرة القدم. في الخمسينيات عملت مراكز حركية تماثلت مع الاحزاب – هبوعيل ومكابي، بيتار والتسور. وكانت هذه قادرة على أن تنهي على فريق ضعيف من أحد المراكز ان يخسر لفريق آخر من ذات المركز، بصفته مرشحا للبطولة، والعكس ايضا – الامر لفريق أقوى بان يخسر لفريق أدنى، لمنع نزوله الى مستوى أدنى. منتخب اسرائيل تشكل احيانا حسب مفتاح حركي، الى أن اخترع منصب المحكم، الذي يشكل المنتخب، وسلم لضابط من الجيش الاسرائيلي، العقيد شموئيل سوحير.  في حينه لم يكن بعد لاعبون محترفون، وللدقة مأجورون يدعون كونهم أصحاب حرفة، والمراهنات لم تكن أصبحت بعد وباءا في الدولة. مع المال الكبير تسللت الجريمة الى كرة القدم. حرف وجهة المباريات كان مجديا جدا للمجرمين الذين تطلعوا الى الثراء من المراهنات وفي ذات الفرصة تبييض اموالهم التي حققوها بطريق الجريمة في نفس الوقت.  ما يميز "الكرة المركزية" هو الاشتباه تجاه رئيس اتحاد كرة القدم آفي لوزون. يشبه الامر دولة يقدم فيها الى المحاكمة رئيس ورئيس وزراء، وهذا، كما يقول الكليشيه، "لا يعقل".