ممثلو اليمين والاصوليين في بلدية القدس ينجحون في احباط خطة رئيس البلدية نير بركات لبناء 2.500 وحدة سكن للفلسطينيين في السواحرة في شرقي القدس. يوم الاثنين الماضي كان يفترض بالخطة أن تقر في لجنة التخطيط والبناء. ولكن رئيس اللجنة، نائب رئيس البلدية، كوبي كحلون، الغى التصويت بعد ان فهم بان لا يوجد احتمال بان تقر. في البداية، عندما فهم كحلون بان اليمين والاصوليين أعلنوا عن تجنيد عام لاعضاء اللجنة من أجل افشال الخطة حاول تقديم موعد التصويت لاستغلال وضع لم يكن وصل فيه بعد اعضاء المجلس من كتل اليمين والاصوليين. ولكن سرعان ما بدأ يتدفق الى قاعة اللجنة اعضاء المجلس من اليمين ولم يتبقَ له خيار غير الاعلان عن تأجيل التصويت. الخطة لبناء 2.500 وحدة سكن في السواحرة هي أغلب الظن خطة البناء الاكبر التي اعدت في أي وقت من الاوقات لسكان شرقي القدس والفلسطينيون يرون فيها خطوة ايجابية. وحدات السكن ستبنى على أرض خاصة في السواحرة. وتحث البلدية الخطة، ولكن خلافا للاحياء اليهودية في شرقي المدينة، فان من سيبني المنازل هم أصحاب الاراضي أنفسهم وليس وزارة الاسكان أو البلدية. بمعنى أنه حتى بعد اقرار الخطة ستمر سنوات عديدة الى ان تبنى المنازل. في كل مرة تكون فيها بلدية القدس مطالبة بالتعقيب على ما يجري في شرقي المدينة تعرض خطة لبناء الحي الجديد في السواحرة كأحد النماذج على أن البلدية تعمل بشكل متساوٍ من أجل شطري المدينة. ومع ذلك، ففي اليسار يهاجمون بركات على أنه لا يستثمر ما يكفي من الوسائل كي يحث الخطة التي يفترض أن تخفف ولو قليلا عن النقص في السكن وفي البنى التحتية في شرقي المدينة. والادعاء هو أن بركات كان أكثر تصميما لاقرار خطة مثل حديقة الملك، التي تتضمن اقامة حديقة اثرية وهدم منازل للفلسطينيين في سلوان، بل انه أقال في حينه أعضاء ائتلاف من اليسار صوتوا ضد الخطة. "رأينا انه عندما يكون رئيس البلدية معنيا بالفعل بدفع امر ما الى الامام فانه يجبر كل ائتلافه بالوقوف الى جانبه بل ويقيل اعضاء من المجلس. واضح أنه اذا لم تقر هذه الخطة فان كل ما يقوله عن التخطيط لشرقي القدس هو مجرد جملة أكاذيب"، قالت افرات بار كوهين، معمارية في جمعية "بمكوم". عضو المجلس من ميرتس، مئير مرغليت، يعتقد أن التصويت كان استعراضا لقوة الاصوليين الذين هم غاضبون من بركات بسبب قراره تعيين راحيل عزرية، عضو المجلس من المعسكر العلماني، نائبة لرئيس البلدية. في اليمين يدعون بان الخطة خطيرة من ناحية سياسية. "هذه الخطة ستخلق واقعا خطيرا من التواصل الاقليمي المبني بين سلوان وابوديس، وهكذا فانها في واقع الامر تعطي شرعية لتقسيم المدينة"، يقول عضو مجلس البلدية، يئير غباي. "الخطة غير مناسبة من ناحية تخطيطية. لم يجرِ استطلاع لاستغلال الاراضي في شرقي المدينة، وهي تبنى على أراض خضراء"، يضيف عضو المجلس من الليكود اليشع بيلغ. وجاء من البلدية التعقيب التالي: "رئيس البلدية يرى أهمية كبرى في الخطة لبناء 2.500 وحدة سكن في عرب السواحرة، في ترتيب ورفع جودة حياة السكان فيها في جملة مجالات ونشاطات، وذلك في اطار جهد غير مسبوق لتقليص الفوارق في شرقي المدينة وفي اشراك السكان. الخطة عرضت هذا الاسبوع لاول مرة على اللجنة المحلية وجرى نقاش فيها في اثنائه طلب بعض من الاعضاء الحصول على معلومات تخطيطية تتعلق بها. وبعد أن تقدم الجهات المعنية الجواب على أسئلتهم ستعود اللجنة للبحث في الخطة وسيجرى تصويت عليها".