خطاب الرئيس السوري بشار الاسد بعد مرور نحو ثمانية اسابيع من الصمت، هو بمفاهيم عديدة أقل مما ينبغي ومتأخر أكثر مما ينبغي. وعلى الرغم من جملة وعود الاسد بالانتخابات منذ شهر آب القادم (بعد نحو شهرين فقط ودون أي اعداد) يبدو ان الجمهور السوري مل الرئيس، وهو لا ينجح في اعادة الهدوء الى دولته. المظاهرة الاولى كانت في 16 اذار، قبل أكثر من ثلاثة اشهر عندما تظاهر نحو 150 شخصا في دمشق مطالبين بالافراج عن اقربائهم من السجن. واحدثت هذه الحادثة حرجا ما للنظام، ولكنها كانت أبعد من أن تنذر بما سيأتي. بعد بضعة ايام من ذلك بدأ الاحتجاج في درعا يراكم الزخم. في البداية بدا هذا كحادثة غبية. بضعة اطفال سوريين، خطوا شعارات ضد النظام، اعتقلتهم قوات الامن وضربوا ضربا مبرحا. هذا الحدث أخرج مئات الناس الى شوارع المدينة الجنوبية، وفي 23 اذار قتل افراد الشرطة ستة متظاهرين في المدينة. في أعقاب هذا الفعل، أقال الاسد المحافظ. حاول الاسد تهدئة الاحتجاج: عين لجنة تفحص امكانية الغاء قانون الطوارىء المتبع في سوريا في الـ 48 سنة الاخيرة، ومع نهاية اذار اقال حكومته. ولكن هذا لم يوقف المظاهرات. في 8 نيسان قتل 22 متظاهرا في درعا عندما هاجمت قوات الامن بالنار الحية مسجدا في وسط المدينة. وأدت هذه الحادثة الى موجة واسعة من المظاهرات في مراكز عديدة في الدولة وانضمام الاكراد الى الاحتجاج. في 19 نيسان رفع قانون الطوارىء في الدولة رسميا، ولكن قمع المظاهرات بات أكثر فأكثر وحشية. بعد ثلاثة ايام من ذلك سجل نحو 100 قتيل في مظاهرات ضد النظام. في الغداة قتل 12 آخرون، وبعد اقل من 24 ساعة من ذلك بدأت حملة واسعة للجيش السوري في درعا، في ظل استخدام الدبابات. الولايات المتحدة من جهتها أعلنت في نهاية الشهر عن فرض عقوبات على بضعة مسؤولين كبار في نظام الاسد. في الايام التالية استمرت المظاهرات في اماكن اخرى ايضا في سوريا. الاسد واخوه ماهر، قائد اللواء الرابع، استخدما القبضة الحديدية ضد المتظاهرين. فقد ارسلت قوات الجيش لقمع المظاهرات في بانياس وفي حمص، المدينة الثالثة في حجمها في سوريا. واستمرت المظاهرات. في 20 ايار قتل نحو 44 شخصا آخرين في قمع المظاهرات. في نهاية ايار فرض الاتحاد الاوروبي عقوبات على الاسد ومقربيه، وفي بداية شهر حزيران اجتمع لاول مرة بشكل علني في العاصمة التركية أنقرة نحو 300 من ممثلي المعارضة في سوريا، بمن فيهم ممثلين عن الاخوان المسلمين. ودعوا الاسد الى نقل صلاحياته الى نائبة ومغادرة الدولة. وفي الغداة استمرت المذبحة. 63 شخصا قتلوا بنار قوات الامن، 53 منهم من سكان حماة، التي في 1982 ذبح فيها جنود حافظ الاسد رجال الاخوان المسلمين. في 4 حزيران بلغت السلطات السورية عن ان 120 جنديا ومن رجال الامن قتلوا على ايدي مسلحين في بلدة جسر الشاغور، القريبة من الحدود مع تركيا. وخوفا من الحملة العسكرية المرتقبة، فر الالاف من البلدة ومحيطها الى تركيا، التي من جانبها شددت لهجتها ضد دمشق. في الايام الاخيرة استمرت اعمال القتل التي يقوم بها الجنود السوريون للمتظاهرين. بزعم المعارضة، حتى الان سجل اكثر من 1.300 مواطن قتيل.