خبر : ماذا الان/بقلم: دانييل هيرتمان/معاريف 9/6/2011

الخميس 09 يونيو 2011 03:00 م / بتوقيت القدس +2GMT
ماذا الان/بقلم: دانييل هيرتمان/معاريف 9/6/2011



ترسب الغبار على قمة اوباما – نتنياهو، على الخطابات، والخطابات المضادة، والتحليلات العاجلة التي قدمها الاخرون. لدينا الان فرصة للتفكير أين نحن نقف وأين يمكن التقدم. من زاوية نظر معظم المقترعين في اسرائيل، فان رئيس الوزراء نتنياهو حقق انجازا ذا مغزى. فقد نجح في أن يعيد قدرا من التعقيد الى البحث في النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني بدلا من خطاب الشعارات. في احيان قريبة يكون هناك احساس وكأن العالم حل المسألة من خلال بعض من هذه الشعارات المحددة. ولما كانت المسألة قد حلت ظاهرا، فالسؤال الوحيد المتبقي هو من المتهم في اعاقة تطبيق الحل.  في فترة حكومات شارون، اولمرت ولفني، كان الميل هو اتهام الفلسطينيين. أما الان فالذنب موجه الينا. معظمنا يشغل بالهم هذا الواقع، رغم أن معظمنا يؤيدون حل الدولتين. وفهم معظمنا بان جملة دولة فلسطينية قابلة للعيش، حدود آمنة لاسرائيل، اسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية، القدس، المستوطنات والتحالفات السياسية المعقدة للفلسطينيين – تتطلب حلولا اكثر تعقيدا من "عودة الى حدود 67 مع تبادل للاراضي وتأجيل باقي المسائل الى مرحلة لاحقة".  لقد خلق رئيس الوزراء نتنياهو في الولايات المتحدة مجال مناورة معين وتريث ما لتنفيذ تفكير معمق وبلورة مبادرات جدية تقدمنا الى ما وراء الشعارات العادية. التحدي الذي نتصدى له هو كيفية الاستخدام المناسب لمجال المناورة هذا وهذه المهلة. يمكن أن نحاول استبدال الشعارات القديمة بشعارات جديدة، بهدف تمرير المزيد من الوقت وتأخير المسيرة الى أن يمر الوقت. ولكن حتى اذا حصلنا على مهلة اضافية – فان الزمن لا يعمل في صالحنا. كي لا تكون "الحدود القابلة للدفاع" مجرد شعار مضاد جديد لـ "حدود 67" فان علينا في اسرائيل أن نبادر الى نقاش أكثر جدية بكثير، ليس حول الخطوط التي سيتم اجتيازها، بل حول الخطوط التي يجب أن يتم اجتيازها.  كل توسيع في المستوطنات الواقعة في المناطق التي ليست حيوية للدفاع عن حدودنا، يجب أن يتوقف فورا. علينا أن نبدأ باقتراح تعويضات على المستوطنين كي يسارعوا الى الاخلاء منذ الان. علينا ان نبدأ باقامة مدن داخل حدودنا كي نسكن عشرات الالاف التي سيتعين عليهم النزوح مع قدوم اليوم. محظور علينا أن نكف عن السعي الى مفاوضات وعن تطبيق الاتفاقات الانتقالية حتى لو كنا نعتقد أنه لا يوجد مع من يمكن الحديث في الطرف الاخر. علينا ان نشدد مساعينا لتعزيز التزام مواطنينا باعلان الاستقلال، الذي يأمرنا بمبادىء الديمقراطية، المساواة والحرية.  لا تنقص تفسيرات لماذا لا ينبغي تنفيذ كل ما قيل أعلان منذ اليوم، لماذا يتعين علينا ان ننظر الى أن ينفذ الطرف الاخر الخطوة الاولى. فالماضي يفيد باننا نحن والفلسطينيين على حد سواء ماهرون للغاية في العاب الاتهامات المتبادلة. يجدر استغلال مجال المناورة والمهلة التي خلقها لنا رئيس الوزراء كي نتخذ خطوات جريئة الى الامام. علينا أن نفعل ذلك باسم رؤيا جديدة لصهيونيتنا، صهيونية تقبل الحاجة الى دولة فلسطينية الى جانب دولتنا اليهودية والديمقراطية. رئيس الوزراء نتنياهو خدم روح الصهيونية هذه جيدا. حان الوقت لان تتبناها حكومتنا هي ايضا.