خبر : مدينة بلا رحمة (حماة)../معاريف

الأحد 05 يونيو 2011 11:25 ص / بتوقيت القدس +2GMT
مدينة بلا رحمة (حماة)../معاريف



مذبحة حماة الثانية، هكذا وصفت المعارضة السورية أحداث نهاية الاسبوع حيث قتل في المدينة 53 متظاهرا. هذا التذكير الذي تقشعر له ابدان معارضي النظام السوري واضح: بشار الاسد ليس أقل وحشية من ابيه حافظ، من أجل البقاء أمر رجاله قبل نحو 30 سنة بتقتيل عشرات الالاف من ابناء شعبه، رجال منظمة الاخوان المسلمين، في المدينة المتمردة. الدم يواصل السفك في سوريا، ولا يبدو أي مؤشر للتهدئة. وفضلا عن المتظاهرين الذين اطلقت النار عليهم في حماة، قتل عشرون معارضا آخرون في مدن اخرى. لاول مرة منذ بدأت المظاهرات، قبل نحو ثلاثة اشهر اطلقت مروحيات النار على المواطنين الذين خرجوا للتظاهر في مدينة ادلب وقتل من هذه النار عشرة متظاهرين. وقدرت منظمات سورية معارضة عدد القتلى بقدر اكبر بكثير فيما ادعى رئيس اللجنة السورية لحقوق الانسان، وليد صفور، الذي يتواجد في بروكسيل بان عدد القتلى الحقيقي في نهاية الاسبوع هو 150. وقتل خمسة من رجال قوات الاسد بمواجهات في مدينة دير الزور بعد أن حاولوا تفريق مظاهرة ونشأت مشادة في المكان. مثل كل نهاية اسبوع، أول امس ايضا خرج عشرات الالاف الى شوارع المدن. مظاهرات كبرى تحت عنوان "ابطال الحرية"، جرت في حمص، ادلب، القامشلي، في ضواحي دمشق ومدن اخرى. وفي درعا أيضا، حيث بدأت الاضطرابات، خرق المئات نظام حظر التجول وخرجوا الى الشوارع. وكان مركز الاحتجاج في نهاية الاسبوع في مدينة حماة حيث خرج للتظاهر نحو 50 الف شخص. وكانت هذه هي المظاهرة الاكبر ضد النظام السوري. وسار المتظاهرون نحو مقر حزب البعث وهتفوا باسقاط حكم الاسد. وردت قوات الامن بوحشية. شهود عيان رووا بان رجال الامن فتحوا نارا تلقائية نحو المتظاهرين وبالتوازي اطلق القناصة النار من أسطح المنازل بتصويب دقيق نحو الجمهور. وروى شاهد عيان يقول: "رأيت العشرات يسقطون في الشوارع والازقة. وكان الدم في كل مكان".وافاد التلفزيون الرسمي بان "ثلاثة مخربين" قتلوا في حماة بعد أن حاولوا اقتحام مبنى حكومي. وادعى التلفزيون السوري بان "عصابات مسلحة اطلقت النار على الشرطة والمواطنين في اثناء مظاهرة ضمت عشرة الاف شخص. اما الان فقد عاد الهدوء الى المدينة". وكانت السلطات قطعت أول أمس الانترنت في أرجاء الدولة، ولا سيما في دمشق وفي اللاذقية، على مدى نحو يوم. وحسب التقارير، فان نحو ثلثي خدمات الانترنت اوقفت أو ابطأت على نحو كبير. وماذا تفعل الاسرة الدولية حيال هذه المذبحة؟ التحفظ، التنديد والتهديد أساسا. وقد صرح الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بانه يجب وضع حد فوري "للقمع العنيف" والمس بحقوق الانسان، اما الولايات المتحدة، الاتحاد الاوروبي واستراليا وان كانت فرضت عقوبات على سوريا، الا انها غير معنية بالتورط في جبهة اضافية والمس باستقرار المنطقة وقد أوضحت بانها لن تهاجم سوريا لاسقاط نظام الاسد. وتواصل الصين وروسيا تأييد نظام الاسد وتمنعان بحثا في مجلس الامن يمكن أن يتخذ فيه قرار تنديد. والان يحاولون في المجلس الوصول الى صيغة متفق عليها تكون مقبولة على الروس والصينيين. في نهاية الاسبوع عقبت الولايات المتحدة على انتقاد سياسة الادارة ضد الاسد. فقد اكتفت هيلاري كلينتون بالدعوة  بان على الاسد ان "يخلي الطريق"، ولكنها شرحت بانه خلافا لحالة ليبيا، فان الاسرة الدولية غير موحدة حول الدعوة لاسقاط الاسد بل والجامعة العربية تعارض ذلك.