غزة / سما / أكد المشاركون بوضع استراتجيات وآليات لتفعيل المسئولية المجتمعية لدى للقطاع الخاص حول، وإنشاء صندوق المسؤولية الاجتماعية لتحسين البيئة المدرسية، جاء ذلك خلال مؤتمر نظمه مركز إبداع المعلم حول " دور القطاع الخاص في تحسين البيئة المدرسية والتعليمية "، وذلك يوم الاثنين الموافق 30/5/2010 في مطعم الروتس بغزة، ضمن مشروع تفعيل مجالس أولياء الأمور لخلق بيئة تدمج النوع الاجتماعي و حقوق الأطفال في المدارس الفلسطينية، بدعم من اوكسفام وبرعاية من بنك فلسطين، و بحضور لفيف من الاكاديمين في الجامعات الفلسطينية، وممثلي المؤسسات الدولية و الأهلية، وممثلي وزارة التربية والتعليم ومجالس أولياء الأمور، وعدد من ممثلي القطاع الخاص، وعدد من المثقفين والتربويين ووسائل الإعلام، وشمل المؤتمر سبعة أوراق عمل تخصصية من مجموعة من المختصين والخبراء والأكاديميين ، وانقسم المؤتمر إلى جلستين أدارت الجلسة الأولى الدكتورة / تهاني التلباني مديرة الجودة في جامعة الأزهر، و أدارت الجلسة الثانية السيدة / هبة الزيان مديرة برنامج UNWOMEN في غزة . افتتح السيد/ طلعت بظاظو مدير مركز إبداع المعلم في غزة مرحباً بالحضور مشيراً إلى أن المؤتمر يؤكد على أهمية قضية تمويل التعليم و تحسين البيئة التعليمية ، و تعتبر من القضايا المهمة التي شغلت بال التربويين والاقتصاديين والسياسيين في أغلب المجتمعات الحديثة نظراً للتوسع المستمر في أعداد الملتحقين بالمؤسسات التربوية و التعليمية، و أكد السيد/ طلعت أن المؤتمر يهدف إلى التعرف على دور القطاع الخاص في تحسين البيئة المدرسية البيئة في قطاع غزة ، من خلال الوقوف على واقعه ومجالاته ومعوقاته من وجهة نظر مسئولي التعليم العام، ومسئولي القطاع الخاص في قطاع غزة ، إضافةً إلى التعرف على آراء المسئولين في الجانبين حول المقترحات التي يمكن أن تزيد من إسهام القطاع الخاص في تحسين البيئة المدرسية و التعليمية ، مع وضع توصيات لتحديد صيغ وآليات إجرائية لتفعيل القطاع الخاص في تحسين البيئة المدرسية البيئة في قطاع غزة ، و ذلك من خلال محاور و أوراق المؤتمر المختلفة . واقع التعليم أكد الدكتور/ خليل حماد من وزارة التربية و التعليم في ورقة عمله حول " البيئة المدرسية و التعليمية في قطاع غزة .. واقع و تحديات"، على أن رؤية الوزارة تعمل على تهيئة الإنسان الفلسطيني الذي يعتز بدينه و وطنه و ثقافته الإسلامية و العربية الذي يسهم في نهضة مجتمعه و يسعى للمعرفة و الإبداع، و تعمل على توفير التعليم للجميع و تحسين نوعيته و معاييره من أجل تلبية و احتياجات المتعلمين، و من أهم انجازات الوزارة إنها عملت خلال السنتين الأخيرتين على تحقيق ارتفاع ملحوظ في معدلات التحاق الطلبة في مراحل التعليم المختلفة في قطاع غزة ، و توفير الكتب المدرسية و العمل على صيانة بعض المدارس و تطوير النظم الالكترونية للإدارة التربوية و التعليم الالكتروني و تطوير التجهيزات و الإمكانات المادية ، بالرغم من الظروف الصعبة و الحصار التي يمر بها أفراد المجتمع. احتياجات الطلبةومن جانبه أكد الدكتور/ تيسير الشرفا من وزارة التربية و التعليم في ورقة عمله حول " البيئة المدرسية و التعليمية في قطاع غزة .. واقع و تحديات"، على أن هناك مجموعة من الاحتياجات التي تواجه الوزارة و منها على سبيل المثال على صعيد دائرة المناهج شح الإمكانات المالية التي تحول دون تنفيذ بعض المشاريع الريادية الخاصة بالمناهج مثل مشروع منهاج الطوارئ و مختبر التعليم التكنولوجي و أما احتياجات الإدارة العامة للأنشطة مثل تطوير الملاعب المدرسية و توفير أزياء الكشافة و مستلزماتها و المساهمة في توفير جوائز للمسابقات و الرياضية و الثقافية و الكشفية و رعاية الطلبة الموهيين و رعاية المهرجانات الختامية السنوية ،أما احتياجات الإدارة العامة للصحة المدرسية تجهيز غرف صحية مدرسية و توفير مواد تشغيلية لعيادات الأسنان و تزويد طلبة المدارس الأساسية بالمعينات السمعية و النظارات الطبية، بالإضافة إلى إعداد دورات توعية في جميع المجالات لجميع الفئات و طباعة دليل التغذية المدرسية ، و هناك نقص واضح في البيئة التعليمية من أثاث المدرسي و المختبرات الحاسوب و المكتبات المدرسية و الأنشطة الرياضية و صيانة البناء المدرسي و تدريب المعلمين و تحسين المناهج، بالإضافة إلى توفير الوسائل التعليمية التي تتناسب مع المادة و الدرس المطلوب. العلاقة بين المؤسسات القطاع الخاص و المؤسسات التعليميةأكد السيد/ خلدون أبو سليم من بنك فلسطين خلال ورق العمل حول " العلاقة بين مؤسسات القطاع الخاص و المؤسسات التعليمية ( المدارس ) ... الواقع و المأمول " ، التعاون ما بين المؤسسات التعليم و شركات القطاع الخاص هي الوسيلة الهامة لتكامل الأدوار و النهوض بالتعليم في فلسطين، إلا أن هذا التكامل و الوصول إليه تعترضه صعوبات في ظل التعقيدات و الإجراءات البيروقراطية، و انعدام التخطيط في مؤسسات الفلسطينية و عدم الرؤية الواضحة و التخطيط السليم ، و عدم اكتمال لدى القطاع الخاص و غياب البرامج المشتركة بين القطاعين و غياب وجود مفهوم مشترك لتعريف المسئولية الاجتماعية ، و بين أبو سليم أن القطاع الخاص يساهم بجزء من أرباحه و مساهماته في المسؤولية المجتمعية من خلال دعم الابتكارات في مجال التعليم و الصحة و الفنون و غيرها من الأنشطة المختلفة، و أن مساهمة بنك فلسطين في قطاع التعليم خلال العام 2010 من منح دراسية و التبرع لبعض المدارس، و رعاية حفلات التخرج للمدارس و الجامعات، و في نهاية كلمته أكد أن بنك فلسطين لديه رؤية و إستراتيجية واضحة في تقديم بعض المساهمات في مختلف القطاعات و المجالات للوصول إلى مجتمع مثالي و بناء وطن قادر على البناء و الاستفادة من موارده المختلفة. حقوق الطلبةتناولت السيدة / ابتسام أبو شمالة من اليونيسيف في ورقة العمل حول البيئة المدرسية الفاعلة القائمة على احترام حقوق الطفل .... الإمكانيات و الاحتياجات، التعريف بنموذج المدارس الصديقة للطفل التي يقوم بها اليونيسيف في عدة دول أنحاء العالم ، حيث تقوم إستراتيجية المدارس صديقة للطفل على ثلاث مبادئ أساسية منبثقة من اتفاقية حقوق الطفل وهي على النحو التالي : أولاً مركزية الطفل و هي نظرة الطفل في العملية التعليمية وما يقدم له من مناهج و ما يحيط به من بيئة مدرسية ، و ثانياً المشاركة الديمقراطية و تواصل الطفل مع مدرسة و مجتمع في أن واحد لكي يصبح مواطن جيد و يشارك في تطوير بلده ، وثالثاً الشمولية أي التعليم الجامعي و هو الاهتمام بالفئات المهمشة و تشجع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة أو من الفئات الأقلية و المهمشة بالالتحاق بالتعليم و جعل المدرسة موائمة لاحتياجاتهم الخاصة، كما قامت بعرض بعض مشاريع اليونيسيف التي نفذت و تنفذ في قطاع غزة و التي لها علاقة مباشرة بحقوق الطلبة من أجل النهوض بمستوى البيئة المدرسية، و جعلها خالية من العنف مما يدعم بان تصبح المدرسة صديقة للطفل. المسئولية الاجتماعيةأكد السيد / غسان أبو حطب من مركز دراسات التنمية بيرزيت خلال ورقة العمل حول " التنمية المسئولية الاجتماعية و دورها في مشاركة القطاع الخاص في التعليم و التنمية " ، أن الشركات الفلسطينية يجب أن تدرك أن تحملها للمسئولية المجتمعية لا يعني أن تتصدق على المجتمع، فالشركات لديها مسئولية أخلاقية و أدبية تجاه مجتمعها و يجب أن تتحمل و عليها أن تدرك إنها شريك في تنمية المجتمع و ليست مجرد محافظ لجمع الأموال و جني الأرباح و توزيعها على مؤسسيها أو المساهمين فيها فقط ، و طالب بنشر الوعي العام عبر المؤتمرات و الندوات و ورش العمل و وسائل الإعلام، بشأن المسائل المتعلقة بالمسئولية الاجتماعية لشركات الأعمال تجاه العملية التعليمية بكافة مكوناتها، و حث الشركات على تبني استراتيجيات و سياسات محددة للمسئولية الاجتماعية. الجلسة الثانيةافتتح السيد / عمر شعبان الخبير الاقتصادي الجلسة الثانية بورقة عمل حول " إسهامات القطاع الخاص في عملية التنمية المجتمعية " ، حيث أكد أنه يفترض أن يكون القطاع الخاص شريكا فعالاً و أساسياً في تنمية الاقتصاد الوطني و دعم التنمية المجتمعية ، و تطرق إلى مفهوم المسئولية الاجتماعية و نطاق المسئولية المجتمعية و الاهتمام العالمي و المحلي بالمسئولية الاجتماعية ، و تناول أمثلة عن إسهام بعض مؤسسات القطاع الخاص لدعم المجتمع المحلي و على سبيل المثال بنك فلسطين في عام 2010 بلغت 4,97% من الأرباح السنوية ، و بنك القدس في عام 2009 بلغت 2,2% من الأرباح السنوية ، و شركة فلسطين للتنمية و الاستثمار المحدودة باديكو القابضة في عام 2009 بلغت 1% من الأرباح السنوية ، و مجموعة فلسطين الاتصالات الفلسطينية في عام 2010 بلغت 1% من الأرباح السنوية ، كما تناول أمثلة عن إسهام بعض مؤسسات القطاع الخاص على المستوى الدولي و العربي ، و طالب بإصدار يلزم إدراج الشركات لمخصصات المسئولية الاجتماعية ضمن تقاريرها المالية السنوية و التنسيق بين القطاع الخاص و القطاع الحكومي في تنمية المجتمع. تجارب محليةتناول السيد/ محمد موسى من مجموعة الاتصالات الفلسطينية ورقة عمل حول " تجربة مجموعة الاتصالات في تحسين البيئة الفلسطينية في فلسطين " ، حيث انتهجت المجموعة إلى تبني عدة مشاريع متنوعة من خلال صندوق المسئولية الاجتماعية في قطاع التعليم و الصحة النفسية و تمكين العوائل الفقيرة و قطاع التكنولوجيا، كما عملت جنباً إلى جنب على دعم و تطوير البيئة المدرسية، أو على صعيد طلاب المدارس البيئة الفيزيقية و البيئة الاجتماعية و البيئة النفسية و البيئة التعليمية ، و التي تتمثل في تجهيز ملاعب مدرسية إنشاء غرف صفية و مختبرات و إنشاء مراكز لتكنولوجيا المعلومات و الاتصالات و دعم الطالبات اليتيمات و رعاية حفلات التخرج، و إقامة إفطار جماعي، و توزيع حقائب مدرسية، و تقديم منح دراسية . جهود مثمرةتناول السيد المهندس/ صلاح الدين تايه من الإغاثة الإسلامية في ورقة عمله حول " الدور الاستراتيجي للقطاع غزة في تطوير و تحسين البيئة المدرسية و التعليمية " ، تناول من خلالها تجربة الإغاثة الإسلامية في مجال التعليم من خلال تنفيذ العديد من المشاريع من تأهيل و صيانة المدارس و تأسيس المرافق المدرسية من مختبرات علوم و مختبرات الحاسوب و مختبرات التكنولوجيا و المكتبات المدرسية و غرفة الإرشاد الاجتماعي و النفسي و غرفة الصحة المدرسية و عيادات الأسنان، أما المحور الثاني تحسين العملية التعليمية و ذلك من خلال البرامج التدريبية و برامج التغذية المدرسية للطلاب، و توزيع الحقائب المدرسية و الزي المدرسي و الدعم النفسي و الاجتماعي للطلاب ، و في النهاية دعا جميع المؤسسات المحلية و القطاع الخاص، إلى المساهمة معها في تنفيذ برامج تطويرية للرقي بقطاع التعليم في فلسطين. التوصياتو خرج المؤتمر بمجموعة من التوصيات منها وضع استراتجيات وآليات لتفعيل المسئولية المجتمعية لدى للقطاع الخاص ، و تشكيل صندوق المسؤولية الاجتماعية لتحسين البيئة المدرسية ،وإنشاء مدارس جديدة و غرف صفية لتقليل الاكتظاظ في الصفوف، بالإضافة إلى إنشاء مكتبات مدرسية ومختبرات علمية، وحاسوب وبناء قاعات متعددة الأغراض، و حدائق مدرسية و صيانة مباني المدرسة ، و إصدار قانون يلزم إدراج الشركات لمخصصات المسئولية الاجتماعية ضمن تقاريرها ، التنسيق بين القطاع الخاص و الحكومي.