مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية CSIS: تناول المركز CSIS مسألة الإستراتيجية الضبابية الأميركية حيال ليبيا، مطالباً انتهاج سياسة أكثر وضوحاً. وقال المركز "اضحى صمود المتمردين غير واضح، وينبغي مواجهة القذافي بتهديدات جادة لا يستطيع قبولها (إضافة إلى منحه وعائلته فرصة للخروج يقبل بها)، كما وينبغي التأكيد بقوة على المسألة للحد من الإنقسامات داخل صفوف قوات الناتو والعالم العربي إلى جانب روسيا والصين والأمم المتحدة. وينبغي ايضا الإدراك أنَّه لا يتوفر ضمانة لتشكيل القوى أن على المستوى الإستراتيجي او التكتيكي. فنماذج كوسوفو والبوسنة ترسل رسائل مختلطة. والبديل، اذن، اسوأ مما كان عليه الامر هناك. فتحالف الولايات المتحدة والناتو سيدفع اثماناً باهظة نتيجة للفشل، أما إن تكللت الجهود بالنجاح عندها ستكون الأمور نسبية على أرجح تعديل ولن تحظى بتأييد سيل النقاد للعملية الجارية راهنا. لكن انتهاج استراتيجية للقضاء على النظام ستعود بمردود للشعب الليبي يسهل التعايش معها مقارنة بحالة الجمود العسكري او فشل المهمة، وأمر اسهل بكثير لتوخي العذر بالنسبة لعالم منقسم على نفسه."§ مؤسسة هاريتاج Heritage Foundation اليمينية: وجهت مؤسسة هاريتاج تحذيراتها للإدارة الأميركية بأنَّ انشاء منطقة حظر طيران فوق الأجواء الليبية وتسليح المتمردين ليس كافياً، وقالت "ستكون غلطة قاتلة إن تم الاعتماد على تسليح المتمردين فقط واغفال الواجبات الاخرى الضرورية لتمكين الليبيين من تنمية قدراتهم لحكم انفسهم بفعالية. فمن شأن الدعم اتاحة الفرصة لممارسة نمط الحكم وتوفير الأمن خلال الفترة الانتقالية لما بعد القذافي ورؤية ليبيا ديموقراطية." معهد دراسات الحرب Institute for the Study of War: شاطر معهد دراسات الحرب مؤسسة هاريتاج الرأي، قائلاً "لنفترض أنَّ قوات التحالف حققت نصراً، فماذا يمكن حدوثه بعد رحيل القذافي وانهيار نظامه وفوز المتمردين؟ إذ عند حدوث فراغ، يصعب تقدير النتائج في أحسن الحالات. فالعالم ليس بحاجة إلى مزيد من الأمثلة لطبيعة الكلفة الناجمة عن الإخفاق في التحضير لمرحلة ما بعد العمليات القتالية لتدخل كما شاهدناه في الحالة العراقية. فالنتائج المرضية تعتمد على طبيعة الخيارات التي ستنفذها واشنطن وحلفائها راهنا. وعند سقوط القذافي، فإنَّ الفشل في التخطيط لمرحلة ما بعد ذلك سيحكم على البلد باطالة حالة شبيهة من الفوضى – في المستويات الأمنية والسياسية. وهذا ما يمكن توقعه جراء اللجوء للجانب المظلم من المسلك الانساني. فقد رأينا اعمال قتل ثأرية في كل من البوسنة والعراق. فالصراعات لا تنقطع بمجرد القاء السلاح بشكل رسمي". معهد بروكينغز Brookings Institute: حذّر معهد بروكينغز من فخ الوقوع في تسليح المتمردين وانعكاساته طويلة الاجل، قائلاً إنَّ "التقرب من قوى المعارضة يعني زيادة مسؤولية الولايات المتحدة وحلفائها في اعقاب الاطاحة بالقذافي، فمساعدتها لاحلال المتمردين محل القذافي في السلطة ثم نفض يديها من ليبيا سيعرضها للإنتقاد من الشعب الأميركي والعالم. ومن الصعب تبرير التدخل لاسباب انسانية أن جاءت الحكومة المقبلة كنسخة معدلة عن الديكتاتورية، إلا أنَّ هذه النتيجة تبقى قائمة في ظل الوضع الضبابي للقوات المعارضة. وبما أنَّ المصالح الإستراتيجية الأميركية في ليبيا تبقى محدودة في أفضل الاحوال، واستنادا الا انه لا تتوفر وشائج حضارية تربط الشعبين الاميركي والليبي، فالابقاء على استمرار الدعم للتدخل الاميركي سيواجه مصيرا صعبا إلى جانب تضاؤل الحماس للتدخل في مرحلة ما بعد القذافي. وعليه، ونظراً لأنَّ تسليح المتمردين يعود بالفائدة على الولايات المتحدة وحلفائها لحل معضلة الإطاحة بالقذافي دون اللجوء إلى نشر القوات الأرضية، فإنَّ الأمر لن ينتهي عندئذ، بل سيتفاقم العبء السياسي الذي يتعين على الحلفاء تحمله". مجلس العلاقات الخارجية Council on Foreign Relations: ينظر مجلس العلاقات الخارجية للأوضاع الليبية من وجهة النظر الأوروبية في ظل خفض الولايات المتحدة لدورها. ومع بدء إخراج الولايات المتحدة لبعض طائراتها المقاتلة من المعركة، فإن ذلك يضع كل من فرنسا وبريطانيا وقوات الناتو في الصدارة للمهام القتالية الجوية في ليبيا. وتشكل الخطوة التي اقدمت عليها الولايات المتحدة بوادر أزمة داخل اطراف حلف الناتو والتي قد تتطور "لانقسامات حقيقية" إن اقدم حلف الناتو على التشويش على امدادات الدعم للمتمردين الليبيين. وتجدر الإشارة إلى أنّ المستشارة الالمانية، انغيلا ميركل، قاومت اغراءات المشاركة لدوافع وحسابات سياسية داخلية، كما وأنَّ تركيا اعربت عن عدم رضاها للظهور كمشارك "لحرب غربية أخرى تشن على دولة مسلمة." وقال أحد محللي المجلس الرئيسيين، تشارلز كبتشان، إنَّ الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قاد الجهود الدولية لتدخل حلف الناتو في ليبيا للتعويض عن تردده في اتخاذ مواقف مؤيدة للتطورات الديموقراطية في مصر وتونس. ويرى المجلس أنه بالنظر قدما فإن التحديات أمام التحالف هي "استمرارية الضبابية السائدة في مسالة سقف المهمة واهدافها." معهد بروكينغز Brookings Institution: بعيدا عن ليبيا، تناول معهد بروكينغز المظاهرات في البحرين وردة الفعل الأميركية المنخفضة، محذراً بالقول "لزمت الولايات المتحدة الصمت حيال تصدي النظام للمتظاهرين هناك – والإنتقاد كان صامتاً على لسان مسؤولين غير أساسيين. ويبدو أن واشنطن راضية راهناً بأنّ السعوديين قد ربحوا معركة بسط النفوذ على البحرين وتوصلت إلى قناعة مفادها ان الاولوية الراهنة هي ترميم العلاقات مع العربية السعودية. هذه سياسة لا يمكنها أن تصمد. فإدارة الرئيس أوباما قد تجاوزت الكلفة التي حلت بسمعتها ومصداقيتها في بسط الديموقراطية عبر بوابة الازمة الليبية والاحداث المتصاعدة في سورية، والتي ساهمت في تحويل الانظار عن البحرين. لكن، عاجلا ام آجلا، ستتركز الانظار نحو الجزيرة الصغيرة، ويتعين على واشنطن عندها اعادة حساباتها واختيار اي من المصالح المتناقضة ترغب المحافظة عليها". معهد واشنطن Washington Institute: كعادته دوماً معهد واشنطن، تناول أحداث المنطقة الملتهبة من الزاوية "الإسرائيلية"، إذ استضاف المعهد الجنرال يادلين، الملحق في سلاح الطيران لدى السفارة "الإسرائيلية" بواشنطن سابقاً، الذي قال في محاضرته إن التحولات الديموقراطية في إيران وسورية ستوفر الفرصة الاوفر لحماية الأمن الصهيوني. وأضاف أنّ إيران تفاجأت من القوة والبأس الذين اظهرتهما الإدارة الأميركية والتزامها بالقوة العسكرية في ليبيا. وأعرب يادلين عن خشيته من فرصة قيام القيادة الإيرانية الدفع قدما ببرنامج السلاح النووي وسيلة لردع الدول الاخرى من ثمة التفكير بالمثال الليبي في التدخل ودعم المتظاهرين المناوئين للنظام. كما واستعرض المعهد المذكور دور دولة قطر كحليف للولايات المتحدة، قائلاً "تزهو قطر لدورها في صد الأزمة الليبية. وكما جاء على لسان قائد القوات الجوية القطرية "بعض الدول كالسعودية ومصر لم تمارس دوراً رياديا خلال الأعوام الثلاثة المنصرمة. لذا كان لزام علينا التقدم والتعبير بانفسنا ورؤية أن بالإمكان أن يلحق بنا الآخرون." في الحقيقة، أن للقوات القطرية تأثير محدود لقلة العدد والإمكانيات معاً... فالدوحة تسعى للحصول على ضمانات أمريكية لحمايتها في مواجهة إيران، الأمر الذي ينظر اليه كوضع مربح لواشنطن في كل الاحوال. لكن الدوحة تبدي قلقاً حيال التزام ادارة الرئيس اوباما في التعامل مع القذافي وكذلك مع إيران. ويترصد حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة تطورات الاحداث ورؤية كيفية تعامل واشنطن مع افضل اصدقائها الجدد." مؤسسة هاريتاج Heritage Foundation اليمينية: تناولت مسألة الأعباء المترتبة على البنية العسكرية التحتية للولايات المتحدة نتيجة التزاماتها. إذ أنَّ تركيبة القوات المسلحة المقررة من قبل لجنة المراجعة الفصلية الدفاعية لعام 2010 وكذلك في بند الميزانية المقدم من الرئيس لعام 2012 لا تعدو كافية لصون المصالح القومية الأميركية. وفي عقد التسعينيات من القرن المنصرم، والذي أطلق عليه مصطلح "إجازة المشتريات" وتآكل الآليات والمعدات في "الحرب الطويلة المناهضة للأرهاب" في العراق وافغانستان، فإنًّ القوات المسلحة كافة اضحت بحاجة قصوى لتحديث اسلحتها وبناء ترساناتها. وعلى المدى الطويل، فإن العجز الناجم عن عدم توفير الأموال الضرورية لأعادة بناء القوات المسلحة الأميركية سيتفاقم على المدى المنظور، ليس في التكلفة الإجمالية فحسب، بل وفي المخاطر التي ستشكلها في صفوف حلفاء وأصدقاء الولايات المتحدة. وهذا التقييم لبنية القوات العسكرية الأميركية يشكل دليل لفهم الكيفية التي ينبغي أنَّ تبلغها المكانة القتالية الراهنة ومدى تطابقها مع الإلتزامات المنصوص عليها دستوريا لتوفير الحماية للشعب. وهذا التقييم مبني على إجابات لثلاثة أسئلة حيوية: 1. ما هي التحديات الراهنة والمقبلة للأمن الاميركي؟ 2. ما هي الامكانيات الراهنة والمستقبلية الضرورية للولايات المتحدة للاجابة عليها؟3. ما هي الكلفة الاجمالية للبناء والمحافظة على هذه القوات للسنوات الخمس القادمة؟ وكالة أخبار الشرق الجديد، لبنان