القتل الفظيع لعائلة بوغل يجعل الدم يغلي، ولكنه يستوجب رد فعل موزون. فلنسميه "مبادرة ايتمار". ماذا تتضمن؟ بداية علينا أن نعيد الامن. ان نلقي القبض على القتلة وان نحاسبهم ليسوا هم فقط. قبل سنوات، في الفترة التي سفك فيها دم يهودي دون انقطاع، توجه الشاعر نتان الترمان، في ظل عدم وجود مخلص على الارض، الى الرب. وهكذا كتب عن الدم المسفوك: "... وأنت تشم كرائحة الزهور وأنت تلتقطه بمنديل. وأنت تحمينا من القتلة ومن الصامتين معا". اليوم يوجد عنوان – الجيش الاسرائيلي واذرع الامن – تعمل بسرعة للقبض على القتلة ومرسليهم. إذ لا يحتمل ألا يكون هناك مخططون ومرسلون وكاولئك ممن عرفوا ولم يمنعوا. عن كل هذا يتعين على السلطة أن تعطي الجواب وان تثبت بانها غير مذنبة. منذ زمن بعيد والسلطة تتمترس في موقف "اقعد ولا تفعل شيئا". ليس هناك شيء مطلوب منها وهي ترفض كل اقتراح ومبادرة بل انها غير مستعدة لمفاوضات مباشرة غير مشروطة، والتي هي خطوة اولى وطبيعية لكل حوار. ثانيا، علينا أن نصحو من الصيغة التي فشلت "السلام سيجلب الامن". فقط الامن سيجلب الامن. وبدون أمن لن يكون سلام. واضح أن لا معنى للانكباب على "خطاب بار ايلان 2" بل التخطيط لامكانية "السور الواقي 2". في المجال العسكري، السور الواقي، وعلى رأسه تحسين الحماية التي فشلت في اختبار النتيجة. في المجال السياسي – حائط حديدي حديث، يتضمن استمرار تعزيز الاستيطان واستمرار البناء المجمد "بحكم الامر الواقع" منذ زمن. ليس لايتمار مخطط هيكلي، ولهذه الحقيقة أثار مدنية وأمنية. يجب عمل ذلك في اطار القانون، ولكن بالاساس في اطار سلم اولويات وطني. على مدى السنين تطورت ايتمار شرقا. من تلة الى تلة الى أن وصلت الى التلة 777 التي تشرف على غور الاردن – منطقة الاولوية الامنية – الوطنية رقم 1. كل دولة من حقها أن تكون لها حدود قابلة للدفاع، فما بالك باسرائيل. صحيح، قال رئيس الوزراء في زيارته الى غور الاردن بان هذه هي الحدود الامنية الشرقية. على الحدود القابلة للدفاع أن توفر ثلاثة احتياجات امنية اساسية. واحدة هي الحفاظ على عمق استراتيجي. عرض اسرائيل من نهر الاردن وحتى البحر المتوسط هو في المتوسط 64كم. هذا عمق استراتيجي بالحد الادنى أهميته تزداد فقط في العصر الذي تنتقل فيه ايران الى قدرة نووية وتكثر فيه الصواريخ الباليستية وبعيدة المدى، والتي تهدد، ايضا وبالاساس، المراكز السكانية. الحاجة الثانية تكمن في القدرة على الدفاع ضد هجوم تقليدي من الشرق. انعدام اليقين عاد بقوة الى شرق اوسطنا. قوات الولايات المتحدة تواصل الخروج من العراق، ومن يدري ماذا سيكون هناك بعد سنوات، وماذا سيكون في الاردن. في هذا الوضع لم يعد هناك "احتمال صغير لجبهة شرقية". هناك ضرورة ملحة لان نبقي في ايدينا امكانية الدفاع ضد هجوم من الشرق. العنصر الثالث هو تجريد المناطق التي تحت سيطرة السلطة. فقط تواجد اسرائيلي في كل الغلاف الشرقي لمنطقة يهودا والسامرة سيسمح بتجريد حقيقي للسلطة الفلسطينية، والتجريد هو، كما هو معروف أحد الشروط الاساسية التي طرحتها اسرائيل لموافقتها على "دولتين للشعبين". مناطق الدفاع الحيوية هذه توجد فقط في غور الاردن. واضيف فأقول ما كان بغير وسع رئيس الوزراء أن يقوله هناك. ليس "ترتيبات أمنية" نطالب بها، بل السيادة. اذا ما كانت سيادة، فسنحرص على الترتيبات الامنية. واذا لم تكن سيادة لن تكون على مدى الزمن لا ترتيبات ولا أمن. لا بديل عن الجندي الاسرائيلي الذي يحمي أرضه.