قتلة عائلة بوغل لا ينبغي القبض عليهم. لا معنى للقبض عليهم. ومحظور، على افضل رأيي، "تقديمهم الى المحاكمة". المخلوقات التي ارتكبت الفعلة الحيوانية هذه يجب تصفيتها. التعليمات لجهاز الامن العام، للجيش ولكل من يشارك في هذه المهامة المقدسة، يجب ان تكون بسيطة: العثور على هؤلاء المجرمين وقتلهم. على الفور. اذا كان ممكنا، فليقتل ايضا كل من ساعد، خطط، أعان، عرف وأيد هذا العمل الوحشي. بداية، لان هذا ما هو جدير بعمله. الانسان القادر على ذبح رضيعة ابنة أربعة اشهر هو ابن موت (ودرءا للشك: فبرأيي دميان كرليك، مثلا، المسؤول عن ذبح عائلة اوشرينكو في ريشون لتسيون هو ابن موت ايضا). يجب استثناء بني البشر وكذا من هذا العالم، بأسرع وقت ممكن. ثانيا، لان البديل مثير للحفيظة على نحو خاص. تصوروا أن تعثر المخابرات عليهم والجيش (او وحدة "يمم" الخاصة ستلقي القبض عليهم وتجلبهم للمحاكمة في اسرائيل). ماذا عندها؟ سأقول لكم بالضبط ماذا عندها. سيحكم عليهم بالسجن لثلاثين موبد، او شيئا كهذا، وسيدخلون الى "السجن". هناك سيحصلون على تلفزيون وكوابل ومكيفات وتعليم في الجامعة وزيارات من العائلات وكانتينا وباقي الامتيازات على حسابنا. وسيسمنون (وهكذا مؤكد، فالسجناء الفلسطينيون ينتفخون ويتدورون في السجن الاسرائيلي). وسيكسبون المعرفة، وسيحصلون على لقب البكالوريوس وربما الماجستير، وسيديرون حياتهم، وأخيرا، والاسوأ هو ما سيحصل في النهاية: سيتحررون في صفقة الاسرى هذه أو تلك، وذلك لاننا في النهاية ننكسر ونحررهم دوما. من قادر على ان يذبح أب، أم وثلاثة اطفال صغار في نومهم، بالسكين، هو حيوان خطير يجب القضاء عليه. على الفلسطينيين ان يعرفوا هذه الحقيقة البسيطة: شرعي من ناحيتهم مكافحة الاحتلال، شرعي التطلع الى الاستقلال، وحتى الفلسطينيين الذين يهاجمون ما يسمونه "جيش الاحتلال" هو موضوع اشكالي وصعب من ناحيتنا، ولكنه شرعي من ناحيتهم. ليس شرعيا، ليس انسانيا ولا يغتفر قتل الاطفال الصغار. او الاباء والامهات والاطفال في نومهم. وشيء آخر: من ناحيتنا، كل الاسرائيليين من حيث هم، قتل الرضيعة في ايتمار حكمه كقتل رضيعة في تل أبيب. وعليه، فان كل من يفعل هذا، دمه في رقبته. وسيكون ابن موت. بالضبط مثل ذاك الامر الاسطوري الصادر عن غولدا مائير للموساد بتصفية المنفذين والمسؤولين عن مذبحة الرياضيين الاسرائيليين في ميونخ. هكذا الان ايضا. كون احصاءات المخابرات والجيش في كل ما يتعلق بحل لغز مثل هذه العمليات قريبة من مائة في المائة، فليعلم كل وحش بشري بان قام بعمل من هذا النوع بانه قد ينجح في ذبح يهودي، ولكن في هذه الفرصة الاحتفالية فانه يذبح نفسه أيضا. ولكن يوجد جانب آخر للعملة الدموية هذه: جانبنا. إذ رغم الحزن الشديد والامعاء المتقلبة والاحساس المضن والدم المتلظي، يجب أن نذكر بان الوحيدين في العالم الذين يفكرون بان علينا أن نبقى في ايتمار، هم نحن. او جزء منا. بقدر ما نقنع أنفسنا بان هذا حق الاباء وعرش ولادة الشعب اليهودي وغيره وغيره (ولا تخطئوا، أنا ايضا مقتنع بكل هذا)، فان الوضع العالمي مختلف تماما. حسب الوضع العالمي، وضعنا لا يتحسن. بالعكس. فهو يتفاقم بانتظام. في ايلول القريب القادم ستبدأ مسيرة ستنتهي بتثبيت وصمة عار نهائية على جبيننا. لا يوجد في الوجود بأسره دولة جدية تعتقد بان هناك بديل لحل الدولتين، ولا يوجد كيان جدي لا يعترف بصيغة كلينتون القديمة اياها كأساس لهذا الحل. وعليه، عندما أسمع احد مشاغبي "شارة ثمن" من اليمين، ممن قفزوا وكأنهم وجدوا غنيمة كبيرة على بقعة الدم الحالية، يعلن بان "اذا اراد الرب فسيتوب كل اليهود وسيساعدوننا في القتال ضد العرب"، فاني اقلق. إذ بالذات حيال هذا القتل الفظيع، وحيال الثكل واليتم، علينا أن نواصل رؤية الامر الاساس والحفاظ على صلة بصرية مع الكرة. الجمهور في اسرائيل منقسم الى مجموعتين اساسيتين. اولئك الذين يفكرون بان "على كل اليهود ان يتوبوا وان يقاتلوا العرب" – أي حرب جوج وماجوج التي ستحسم بالطبع مع وصول المسيح (او نحمان ميئومان، او من سيأتي منهما أولا) – واولئك الذين يعتقدون بانه يجب محاولة حل هذه المتاهة، وايجاد مخرج من هذه الدائرة الدموية، ان لم يكن بسلام خالد وشرق اوسط جديد فعلى الاقل بنوع من فصل القوات ومحاولة التهدئة والتبريد لآتون الصهر النووي المجنون الذي نعلق في داخله. عند رؤية ما يجري حول هذا القتل – في المفترقات، على التلال ومن تحت كل ميكروفون نفهم بانه يجب استئناف المسيرة السياسية باسرع من أي وقت مضى، وان هذه المسيرة يجب أن تأتي من موقف ثقة وقوة، وأن القوى التي تدفع بنجاح عربتنا نحو المنحدر السلس خطيرة وحادة ليس فقط في طرفهم بل وفي طرفنا أيضا. وكم خير ان في مثل هذه الايام الصعبة لدينا وزير الدفاع الخالد، ايهود باراك، الذي صرح أمس في خطاب برنامجي آخر بانه "مطلوب تسونامي سياسي". هكذا هو باراك: يترجم على الفور المصيبة في اليابان الى كارثة عندنا، يجد الحل اللازم، يغلفه في صيغة مظفرة، يصيغ الخطاب المنمق. بالفعل، محلل رائع هو باراك، بل ومتفائل جدا. هو لا يزال يؤمن بان في الحال، تماما خلف الزاوية، ينتظرنا خطاب بار ايلان 2 لسيده نتنياهو، وفي اعقابه فان اجراس السلام، المسيح، او مراقب الدولة سيصلون (او من سيصل منهم أولا).