النوعية الهابطة لبرامج التلفاز معروفة منذ زمن، وكان يُخيل الينا أن حصن التلفاز كان نشرات الأخبار المصنوعة في ظاهر الامر في اتزان وتفكير عميق. لكن يتبين ان الامر ليس كذلك. فاستوديوهات الاخبار مثل حلبات "الرياليتي" والترفيه، تحاول أن تأسر عين المشاهد بوسائل تقنية لا داعي لها: باستوديو "جديد" وجذاب، وكتابات ملونة مذهلة وكلام كثير دراماتي يكرر نفسه دون قيمة حقيقية. يبدو ان محرري الاخبار يحاولون منح الاخبار حياة جديدة بواسطة الانخفاض لمستوى المشاهد وجعل النشرات برامج ترفيهية. والفرض المخطوء هو ان المشاهد أحمق وأنه يحتاج الى حوافز بصرية طوال الوقت – حتى في الوقت الذي يتلقى فيه الأنباء التي تهمه. يُبين بحث جديد عن استهلاك الاعلام بين الشباب وموقفهم من وسائل الاعلام أن الشباب يعتقدون ان الاعلام الاسرائيلي مصاب في تقاريره الاخبارية بعدم الصدق وأنه يبالغ ويُخوف أكثر من اللازم في الأساس. وفي مقابل ذلك يعتقد الشباب ان للاخبار دورا اجتماعيا مهما هو الإتيان بمعلومات مؤثرة من المجال المتصل بحياتهم باعتبارهم مواطنين. ذكر الشباب في البحث أن تقارير الاخبار والواقع في الصحف المكتوبة وفي الاعلام الالكتروني لا يجب أن تُرفه بل أن تُمكّن الناس من صياغة تصور عام مدني مع الانكشاف للرسائل السياسية. تم البحث في السنة الماضية على يد الدكتور آريه كيزل من جامعة حيفا ومعهد أورانيم، مع الدكتورة ميره فويرشتاين. شارك في البحث 413 شابا يهوديا وعربيا من مدارس في أنحاء حيفا والشمال. كان نصف الشباب من طلاب الصفوف التاسعة والنصف الآخر من الصفوف الحادية عشرة. فحص البحث عن استهلاك الاخبار والوقائع بين هؤلاء الشباب، وعن تصورهم للاخبار والوقائع في الصحف المكتوبة والالكترونية. تُبين المعطيات ان الشباب يهتمون بالاخبار. هم في الحقيقة أكثر مشاهدة وحُبا للأفلام وبرامج الرياليتي، لكن أكثر من 40 في المائة من الشباب يشاهدون البرامج الاخبارية والوقائعية، ويشاهد أكثر من 35 في المائة من الشباب برامج ثقافية وعلمية وعن الطبيعة. وكذلك في الانترنت ايضا. برغم أن نحوا من 80 في المائة مشغولون بتصفح الشبكات الاجتماعية، وأكثر من 70 في المائة مشغولون بالالعاب – ما يزال 4 في المائة منهم مهتمين ببرامج تتعلق بالاخبار والوقائع، ويهتم أكثر من 26 في المائة بمضامين تتعلق بالعلوم والثقافة والطبيعة. ما الذي يعتقده الشباب في الاخبار؟ إن أكثر من نصف الشباب يزعمون أن "ما يحدث في الاخبار يهمني". ويزعم أكثر من 60 في المائة من الشباب أن "ما يحدث في الاخبار مهم في نظري". ويزعم أكثر من 70 في المائة ان الاخبار يجب ان تنقل الى الجمهور معلومات حيوية. وبخلاف تام للرأي السائد عند البالغين ان الشبان يبحثون عن الترفيه فقط ويهربون من الاخبار والوقائع وليسوا جديين بقدر كاف – يُبين البحث ان خُمس الشباب فقط يزعمون أن الاخبار يجب ان تُرفِّه، أما أكثرهم (80 في المائة) فيعتقدون ان الاخبار تُسهم في مشاركة المواطنين في دولتهم. الاستنتاج المُلح هو انه ينبغي رفع مستوى الاستعراض والتقرير للمشاهد. يتبين ان مستهلكي الاخبار الشباب في هذا البحث وغيره أناس جديون يرون باستخفاف المحاولات البائسة للبرامج الجديدة في التسطيح وجعل الاخبار ضحلة كأن الحديث الى حمقى. ويثور انطباع أكثر من مرة انهم هم الناضج المسؤول في هذا الشأن وأن البالغين خاصة مشغولون بانشاء "العاب مجتمع" للناس غير الصحيحين. تشهد نتائج البحث في الحقيقة على أن الملك عارٍ وكل ما يجب إعطاؤه لشبابنا هو تقرير صحفي ذكي بلا ألعاب وبلا إثارة.