إن شيئا سيئا يجري علينا. فالمنطقة حولنا ثائرة ضاجة تتأرجح بين أخطار عظيمة؛ وقد أخذت تنحل بنى سلطوية اعتقدنا انها مستقرة إزاء نواظرنا؛ والى جانب الأمل في التغيير، تحرر موارد حُبسوا عشرات السنين ومئات السنين من القماقم ويهددون بارجاع الشرق الاوسط الى العصور الوسطى. لكنه تجري عندنا معركة عظيمة ترمي الى جرنا الى هذا الثقب الاسود من عدم الاستقرار والخطر الوجودي. ينقضون على رئيس الحكومة من كل صوب يريدون إخضاعه – وإخضاعنا معه – لقبول الرواية الفلسطينية الكاذبة وفحواها ان الصراع الذي يجري هنا هو على المناطق فقط. تجري إزاء أعيننا معركة عظيمة يشارك فيها الاعلام الاسرائيلي في أكثره باعتباره جهة فاعلة – لجر اسرائيل الى محاولة سياسية اخرى نتائجها الكارثية معروفة. يُهاجَم نتنياهو لكل شيء وانجازات حكومته الممتازة في الاقتصاد والتربية والصحة والنقل العام يتم تقزيمها وإسكاتها؛ بل يُستغل اضراب العاملين الاجتماعيين لجعله يستسلم لاستماع إملاءات الانتحار السياسي من اليسار. نحن دولة تخويفات وتهديدات – فمن الصبح الى المساء يُخوفنا كل رجل يسار يحترم نفسه: فاذا لم ننسحب ولم نُقسم ولم نُخلِ – فقد "ضعنا" كما قال محلل فاشل. تتغير تواريخ الكارثة التي ستنوبنا لكن الفكرة متشابهة. التاريخ الحالي هو ايلول القريب الذي يهددوننا بأن الامم المتحدة ستعترف فيه بدولة فلسطينية في حدود 1967 كلها. يتحدثون عن خطبة "بار ايلان الثانية" التي قد يخطبها نتنياهو. وقد اقترح دان مريدور هذا الاسبوع نقل اراض من مناطق نسيطر عليها الى السلطة الفلسطينية. أهذا ما سيحل المشكلة؟ إن اعلانا من جهة واحدة لنقل اراض اخرى الى السلطة الفلسطينية سيبرهن للعالم على أنه حتى اسرائيل تقبل الرواية الفلسطينية الكاذبة التي تقول ان الصراع هنا على المناطق فقط. إليكم نبوءة رأيناها تتحقق في غزة: في اليوم الذي تنسحب فيه اسرائيل من مناطق السلطة الفلسطينية، سيثور رجال حماس من مكامنهم وينفذون انقلابا عسكريا، مع اطلاق نار كثيف على ركب رجال فتح وإعدامهم باعتبارهم خونة. سنحصل هنا على "كيان فاشل معادٍ". فاشل من جهة اقتصادية ومعادٍ لاسرائيل في حدودها الأضيق ايضا. وماذا سنفعل آنذاك؟ هل نختبيء ونصنع معطف رياح يحمينا من موقع ايراني يقع على جبال السامرة ويصوب السلاح الى مقاهي تل ابيب؟. يوجد هنا تصور يوتوبي في غطاء البراغماتية. إن البراغماتية الوحيدة في هذه الاقتراحات هي قانون القطيع الذي يُقصر ذاكرتنا. فأنا أتحدث عما وقع قبل خمس سنين فقط على حدودنا الجنوبية: ثمة نفس الأفكار المشوهة السياسية ونفس التجنيد السوفييتي لوسائل الاعلام من اجل تحقيق الأهواء السياسية غير المسؤولة. قد تصبح خطبة بار ايلان الثانية نجاحا اذا وقف نتنياهو أمام العالم وتحدث قبل كل شيء عن حقنا في البلاد – لا بفعل المصير التاريخي الصعب الذي مر علينا ولا سيما في المحرقة؛ بل بفعل صلة الشعب اليهودي القديمة بوطنه التاريخي الواحد. الحديث الى العالم عن التاريخ والحقوق. وأن يتحدث بعد ذلك فقط عن الترتيبات الأمنية. إن فلسطين هو الاسم الذي منحه الرومان لهذه البلاد ليُنسوا بذلك اسم "يهودا". الآن اذا أراد الفلسطينيون انشاء سلام معنا فعليهم قبل كل شيء الاعتراف باسرائيل باعتبارها الوطن القومي للشعب اليهودي.