غزة / سما / نظمت حركة الجهاد الإسلامي صباح اليوم الاثنين، وقفةً تضامنية وسط مدينة غزة مع الأسيرين أحمد أبو حصيرة ومحمد الحسني المعتقلين في سجون العدو منذ ما يقارب من ثلاثة عقود. وشارك في الوقفة التي نظمت قبالة مقر الصليب الأحمر بمدينة غزة أهالي الأسيرين المذكورين وعدد من قادة الفصائل الوطنية والإسلامية، إضافةً إلى المئات من أهالي الأسرى وحشد غفير من المواطنين. وتحدَّث خلال الوقفة باسم الجهاد الإسلامي القيادي في الحركة الشيخ خالد البطش، الذي دعا المقاومة لتكثيف نشاطها بغية أسر مزيد من جنود الاحتلال حتى يتمكن شعبنا من تحرير أسراه وكسر أغلال قيدهم اللعينة. واعتبر البطش أن خيار المقاومة هو الوحيد القادر على تخليص آلاف الأسرى ومئات العمداء منهم من سجون الظلم والقهر الاسرائيلي. وعدَّ القيادي في الجهاد أن قضاء أبو حصيرة والحسني لما يدنو من ثلاثين عاماً في سجون الاحتلال دليل على وحشية العالم الظالم وبطلان ادعاءاته بدعم الحريات وحقوق الإنسان, مشدداً على أن المطلوب مزيد من العمل على كافة الأصعدة من أجل إطلاق سراح أسرانا. وجدد البطش موقف حركته الداعي إلى ضرورة انجاز المصالحة وإنهاء حالة الانقسام والتباعد والتشرذم التي تزعج أسرانا وتلقي بظلالها الوخيمة على واقعهم المأساوي لتزيده مرارة, مؤكداً أن تحقيق الوحدة الوطنية سيكون نوعاً من الوفاء للمطالب المستمرة لهذه الشريحة المكافحة بإنهاء الواقع المسيء الذي يعيشه شعبنا. وقال:" ستبقى كرامتنا منقوصةً طالما بقى أسيرٌ واحد في السجون الصهيونية"، متابعاً حديثه:" الأسر وساحاته حلقةٌ من حلقات الجهاد، وساحة من ساحات المواجهة مع هذا المحتل"، لافتاً في السياق إلى أن مشوار الحسني وأبو حصيرة لم ينته ولن يتوقف باعتقالهما. من جانبه، ندد عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جميل مزهر بعجز المؤسسات المعنية بقضية الأسرى عن القيام بدورها والضغط على الاحتلال الإسرائيلي من أجل نصرة الأسرى، متهمًا إياها بالازدواجية في عملها وعدم تعاطيها مع حقوق الإنسان التي تتغنى بها. على حد قوله.وتساءل عن الدور الذي قامت به الرئاسة والفصائل والمؤسسات الحقوقية الفلسطينية من أجل قضية الأسرى، داعيًا الجميع للانطلاق نحو العمل من أجل انجاز ملفهم.وشدد على ضرورة المبادرات الشبابية والشعبية لإنهاء الانقسام الداخلي وتحقيق المصالحة ووقف المفاوضات وإخضاع الجميع لإرادة وخيار الشعب الفلسطيني، داعيًا للاستفادة من رياح الثورات والانتفاضات الشعبية الحاصلة في العديد من الدول العربية.من جانبه، قال مستشار رئيس الوزراء بغزة مصطفى القانوع إن إنهاء الانقسام ليست كلمة عابرة ترددها أفواه الجماهير وأهالي الأسرى، وإنما هي مطالب وضرورة يجب تحقيقها على أساس الثوابت الوطنية ووقف التنسيق الأمني مع الاحتلال وحماية المقاومة.وأضاف أن الأسرى لن يعودوا إلا باعتقال المزيد من جنود الاحتلال، ولن يأتي تحريرهم بالشعارات والكلمات.وأكد أن الحكومة الفلسطينية بغزة حريصة على ألا تتم صفقة تبادل الأسرى إلا أن تكون مشرفة ليخرج الأسرى القدامى والأسيرات، داعيًا للتحرك لإطلاق سراح الأسرى بكل قوة.وثمن عضو لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية إسماعيل جاد الله، الفعاليات والنشاطات التي تم تنفيذها خلال عام الأسرى2010 في الداخل والخارج، مؤكدًا أن اللجنة تتطلع لأن يكون 2011 عامًا لحرية الأسرى ووضع قضيتهم في الأجندة الإقليمية والدولية.وأوضح أن اللجنة تسعى لأن يكون الاحتفال بيوم الأسير خلال العام الجاري يومًا للوحدة الوطنية بحشد ومشاركة تليق بتضحيات الأسرى.وناشد "مروان" وهو ابن الأسير محمد الحسني الذي دخل عامة الـ25 في سجون الاحتلال، المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية بالتحرك للإفراج عن الأسرى في سجون الاحتلال خاصة القدامى منهم.وقال: "إننا نتجرع الآلام ونذرف دموعًا لسنوات لا لشيء إلا لأننا أبناء الأسرى، وآباؤنا يتذوقون أقسى ألوان التعذيب منذ سنوات طويلة في سجون الاحتلال دون أي حراك".ودعا فصائل المقاومة الآسرة للجندي جلعاد شاليط بالتمسك بشروطها بإطلاق سراح الأسرى القدامى وأصحاب المحكوميات العالية والنساء.وطالب الصليب الأحمر بالقيام بمهامه تجاه الأسرى الفلسطينيين والعمل من أجل السماح لذويهم بالزيارة بطريقة كريمة ولائقة