الاحتجاج في العالم العربي يواصل الانتشار ووصل أمس الى هدف جديد، سلطة عُمان في الخليج الفارسي. الاف المتظاهرين اصطدموا أمس بقوات الامن المحلية في مدينة سوهار، على نحو 200 كم شمال غرب العاصمة مسقط. ودعوا الى التغيير والاصلاح في الدولة التي يسيطر عليها السلطان قابوس بن سعيد السعيد منذ 1970. وكان السلطان بدأ منذ الاسبوع الماضي بتغيير بعض من وزراء المجلس الوزاري ووعد مواطني الدولة برفع اجور الحد الادنى بنحو 40 في المائة. ولكن يبدو ان هذه الخطوة لم تكن كافية لوقف المظاهرات. وكالة انباء عُمان أفادت بانه في اثناء المظاهرات احرق بعض من المشاركين السيارات والمنازل، هاجموا محطة للشرطة ومنزل الحاكم. وتطل عُمان عمليا على مضائق هرمز وتقع في الطرف الشمالي الشرقي من شبه الجزيرة العربية. ويدور الحديث عن دول معظم اقتصادها يقوم على اساس تصدير النفط وسلطانها يعتبر كلي القدرة. وهو يعتبر تقدمي وليبرالي في عدة مواضيع بالقياس الى دول عربية يسيطر عليها دكتاتوريون. ولكن المظاهرات العنيفة في اراضي السلطنة ذات الموقع الاستراتيجي التي تملك ايضا مخزونات كبيرة من النفط تثير اكثر فأكثر الخوف من غلاء آخر في اسعار النفط في كل ارجاء العالم. السلطنة هي الدولة الوحيدة التي يسيطر عليها مسلمون أباديون من أنسال طائفة الخوارج. عمليا يدور الحديث عن طائفة خصم للشيعة، كان الشيعة في الماضي طاردوهم، ضمن امور اخرى لان الخوارج يعتبرون قتلة الخليفة علي الذي يرى فيه الشيعة خليفة النبي محمد. عمليا المظاهرات ضد النظام يمكن ان تشاهد في كل منطقة الخليج. في البحرين ايضا تواصلت المظاهرات أمس، في اليمن، جار عُمان، يتضعضع نظام الرئيس علي عبدالله صالح بل وفي السعودية تظهر بوادر اولى للاحتجاج. أمس امر الملك السعودي عبدالله بمنح العمال المؤقتين من اوساط موظفي الدولة مكانة دائمة تمنحهم امتيازات عديدة. وسبق للملك أن أعلن بان في نيته ان يستخدم 36 مليار دولار من صندوق الدولة لتحسين الوضع الاقتصادي في الدولة.في تونس، بعد المظاهرات التي انتهت أول أمس بوفاة ثلاثة متظاهرين، اعلن رئيس الوزراء محمد الغنوشي عن استقالته من منصبه. وحسب اقواله، ليس في نيته التسبب بالموت والعنف في اطار منصبه كرئيس وزراء مؤقت. واضاف بان "الاستقالة ستساهم في توفير اجواء افضل في الفترة الانتقالية نحو الديمقراطية". الرئيس المؤقت، فؤاد مبزة أعلن امس بان باجي السبسي سيحل محل الغنوشي.بعد بيان استقالة محمد الغنوشي، احتفل الالاف امام مبنى البرلمان في تونس. وأدت الاحتفالات الى مزيد من المواجهات مع قوات الامن، التي فرقت الجماهير بالغاز المسيل للدموع. منتقدو الغنوشي ادعوا بانه يعتبر مقربا جدا من الرئيس المطاح. ويقدر المحللون بان مغادرته ستسمح لانتقال أكثر انتظاما نحو الديمقراطية وستدفع الى الامام بمخطط الانتخابات التي تقررت لشهر تموز. ومع ذلك، يحتمل أن تشجع المعارضة على عرض مزيد من المطالب.